زمان مثل هذا الجهاديون الجُدد الصادق الشريف لا أدري لماذا تتواصل ظاهرة الاختباء خلف الدين بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ منير.. بعد فوات الأوان.. أوان المشروع الحضاري.. الذي لم يُخلص له أهله قبل الآخرين؟؟؟. بالأمس جزم السيّد حماد إسماعيل حماد.. والي جنوب درافور الجديد.. باستحالة تقديم استقالته من منصبه الجديد.. بسبب الأحداث الأخيرة التي اندلعت في الولاية والتي صاحبت تعيينه. والأخطر أنّ السيد الوالي الجديد اعتبر أنّ تقديم استقالته من منصبه يوازي.. بل يساوي.. ال (تولّي يوم الزحف).. ومعروفٌ أنّ التولي يوم الزحف هو أحد الموبقات السبع.. أحد أكبر الجرائم في الإسلام. ولم يقف الوالي في تلك الحدود.. بل قال أنّه لا يفكر في الاستقالة من أول هزّة.. ووصف من شاركوا في الأحداث بأنّهم (بعض النازحين والشماسة الذين يعتقدون انَّ لديهم مكاسب معيّنة لدى الوالي السابق.. وأرادوا الإبقاء عليه لتحقيق تلك المكاسب.. عبر (هرش) الخرطوم. لن نعلق على (هرش الخرطوم).. فلها يومها.. بل سنأخذ حديث الوالي (الفارغ) تماماً من أيِّ (حقيقة).. ومن أيِّ (مسؤولية). أولاً بالنسبة للمسؤولية.. فكأنّما يستخف الوالي ب (النازحين) و(الشماسة)... بقوله إنّ خروجهم لا يمثلُ سبباً لاستقالته.. وهل السودانيون إلا شعبٌ يعيشُ تحتَ الشمس.. شماسة؟؟.. وهل الذين يُوصفون بلقب (شماسة) إلا نتاج المحن التي يصنعها السياسيون؟؟. النازحون موجودون في المعسكرات لأنّ الساسة هُنا وهُناك هم الذين فرضوا عليهم ذلك الواقع المرير؟؟.. ليس من شيم ولاة الأمر أن يشتموا شعوبهم. وفي معرض غضبه.. حاول الوالي الجديد أن يكيل للوالي القديم.. بيد أنّه أشبعه مدحاً.. فقال إنّ من خرجوا في المظاهرات أناسٌ لديهم مصالح في بقاء الوالي القديم. أين أولئك الولاة الذين يستطيعون أن يصنعوا مصالحاً للفئات الضعيفة من شعوبهم.. كالشماسة والنازحين؟؟.. مَن لنا ببضعة عشر والياً من هذه الفئة.. حتى ينصلح حال هذا البلد. ليست هذه سُبة ولا إساءة.. بل مفخرة لكاشا أن خرّج الضعاف قبل (القطط السمان) يرجون بقاءه.. فالسائد أنّ الولاة لهم بطاناتهم المعروفة في كلِّ ولاية.. يتبدل الولاةُ وهم لا يتبدلون. ثانياً: بالنسبة للحقيقة.. ليس صحيحاً بأنّ من خرجوا في المظاهرات هم النازحون والشماسة.. فهذا ما تدحضه الأفلام المصوَّرة التي ملأت المواقع الإسفيرية.. بل وتدحضه قرارات الوالي نفسه.. فهو قد أغلق الجامعات والمدارس.. ولا يوجد أحدٌ من الشماسة (بمفهوم الوالي) ولا نازحين يدرسون في الجامعات والمدارس. (التولّي يوم الزحف).. هذه العبارة المتفيقهة سمعتها من قبل.. من البروفيسور الزبير بشير طه.. والي ولاية الجزيرة.. حين قال أنّه لن يتخلى عن منصبه لأنّ ذلك يماثل (التولّي ......). ونترك السياسة لندخل إلى الفقه.. بعد أن ربط الوالي بين بقائه بالمنصب وأحد الموبقات.. فقد رفع ابن عباس حديثاً إلى الرسول الأكرم عليه السلام (ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم) وثالثُ الثلاثة (إمامُ قومٍ وهم له كارهون).. واعتبر المالكية من الكبائر أن يؤمَّ مسلماً جماعةً من المصلين وهم له كارهون.. ومن أولى أنّ من الكبائر أن يحكم أناساً وهم له كارهون.