ان من الثابت والمعلوم للجميع ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة من الله تعالى فرضها على العباد لكي تستقيم امورهم ولأجل منفعتهم ومصلحتهم لا لشيء آخر ومن هنا نرى ان الامام الباقر (عليه السلام) يؤكد على هذه الفريضة التي جعلها شاملة لجميع مرافق الحياة الانسانية حيث قال: «ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصالحين، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، وتأمن المذاهب، وتحلّ المكاسب، وتردّ المظالم وتعمّر الأرض، وينتصف من الاعداء ويستقيم الأمر، فأنكروا بقلوبكم، والفظوا بألسنتكم ، وصكّوا بها جباههم، ولا تخافوا في الله لومة لائم...» وحذّر (عليه السلام) من مغبّة التخليّ عن المسؤولية، ومداهنة المنحرفين حكّاماً كانوا أم من سائر أفراد الأمة فقال: «أوحى الله تعالى الى شعيب النبي (عليه السلام) إنّي لمعذّب من قومك مائة ألف: أربعين ألفاً من شرارهم، وستين ألفاً من خيارهم، فقال: يا ربّ هؤلاء الأشرار، فما بال الأخيار ؟ فأوحى الله عز وجل إليه: إنهم داهنوا أهل المعاصي، ولم يغضبوا لغضبي». وحث (عليه السلام) على هذه المسؤولية وبيّن آثار التخلي عنها فقال: «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق الله عزّ وجلّ، فمن نصرهما أعزّه الله، ومن خذلهما خذله الله عز وجل . ومن هنا نلاحظ ان المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني دام ظله يؤكد مراراً وتكراراً على ضرورة القيام بهذه الفريضة العظيمة و انقاذ العراق من ايدى المفسدين والمتسلطين على اموال وثروات وخيرات وأرواح ابناء هذا البلد الجريح وعزلهم نهائيا وعدم السماح لهم بالوصول مرة أخرى وتسنم المناصب القيادية في الدولة وضرورة ايصال الانسان الوطني النزيه الذي عنده الهمة وفي قلبه الحرقة على هذا البلد المنهوب ، الانسان الصادق الذي فيه الخير والصلاح والصدق والأمانة والعطف والحنان على العراق وأبناء العراق وأرامل وأيتام ومرضى وفقراء العراق ، هذا المعنى ذكره السيد الصرخي مرات عديدة وفي اكثر من مناسبة وآخرها بيانه رقم 82 ( وجوب النصح والإصلاح في انتخابات 2013 ) حيث يقول سماحة السيد الصرخي الحسني : بسمه تعالى:: يجب على كل مكلف من الرجال والنساء القيام بوظيفة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بحيث لا يكون جزءا من السبب المؤدي الى ظهور الفساد في البر والبحر فلا يكون مصداقا من مصاديق الناس في الاية الشريفة {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} الروم: 41. فعلى كل مكلف من الرجال ان يأمر بالمعروف وينصح ما لا يقل عن اربعين شخصا، ومن النساء ان تأمر بالمعروف وتنصح ما لا يقل عن عشرين إمرأة، بحيث يكون محور النصح عزل كل المفسدين وقوائمهم وابعادهم عن أي منصب وسلطة وتسلط على مقدرات الناس وثرواتهم وأموالهم وأعراضهم ودمائهم، وانتخاب وتسليط من فيه الصدق والامانة والخير والصلاح بغض النظر عن دينه او مذهبه او قوميته او عرقه او جنسه. ومن الله التوفيق الصرخي الحسني 4/ جماد ثاني/ 1434 ه 15/ نيسان /2013 http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=354933 د. علي التميمي