أحيانا نحس وكأننا نكتب في البحر من كثرة المشاكل المحيطة والنزاعات المتجددة، لكننا سرعان ما نكتشف أن مساعينا لم تضع سدى، وإن هناك نتائج إيجابية رغم أعداء السلام وأغنياء الحرب الذين يستثمرون أجواء عدم الاستقرار وارتفاع الدولار. . نقول هذا لأننا ما زلنا نستبشر خيرا بإمكانية الوصول الى الحل السلمي الشامل والاتفاق على دستور أهل السودان والانتقال سلميا لدولة الوطن والمواطنة الكاملة وبناء الديمقراطية الحقة وتعزيز الحريات وبسط العدل والتداول السلمي للسلطة ديمقراطيا. . ندرك التحديات المحيطة بنا سياسيا وجغرافيا، ولكننا ندرك أيضا أنها ثمار الخلافات والنزاعات واعتماد الحلول الجزئية والثنائية التي اعترف أهل الحكم أنفسهم بعدم جداوها في تحقيق السلام الشامل في كل ربوع البلاد. . لذلك فإننا ننظر لنصف الكوب المملوء من جولة المفاوضات التي تمت حول جنوب كردفان والنيل الأزرق، ونحاول هنا تذكير الذين يتعمدون نسيان الإشارات الايجابية في الخطاب السياسي الرسمي الذي توجه الرئيس بزيارة جوبا وهو يؤكد انه لا عودة للحرب مع الجنوب مرة اخرى ، وما تم بعد ذلك من توقيع على ثمار اتفاق التعاون بين بلدي السودان ، وما جاء في المؤتمر الصحفي للنائب الاول لرئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه أواخر مارس الماضي. . في اجابته على امر المفاوضات حول ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق قال النائب الأول لرئيس الجمهورية أن هناك حقا لأي طرف في السودان أن يكون له رأي و يشترك في الحوار حول الدستور وآليات الحكم ومبادئ الادارة في البلد حتى لابناء هاتين المنطقتين. واضاف مؤكدا : لا سبيل في الاستمرار في الحلول المجزأة، والمفاوضات الجزئية والحلول الجزئية.. . لذلك باركنا المفاوضات التي جرت مؤخرا في اديس أبابا ولا نستعجل النتائج، رغم أنه لم يعد هناك وقت للمماطلة والجرجرة واللت والعجن، خاصة وأن كل المسائل واضحة ، بعد أن تأكد فشل الحلول الثنائية والجزئية في تحقيق السلام الشامل والتحول الديمقراطى الحقيقي. . ونرى أنه "آن الاوان لأن يتفق أهل السودان في وقفة جامعة ليقولوا ماذا يريد أهل السودان دون افتئات أو احتكار" أو هكذا قال الأستاذ علي عثمان محمد طه في ذات المؤتمر، وأضاف قائلا: أجدد الدعوة لكل القوى السياسية أن تتخذ القضية بروح المسؤولية الوطنية وعقد الحوار القومي الدستورى وتوسيع دائرة الحريات والمشاركة والتوافق على اجراءات تمهيدية لنجاح الحوار. . مع ذلك هناك من يدقون طبول الحرب عند كل بادرة أمل وكأنه لا يكفى ما يجري ببلادنا من نزاعات وعنف مجاني بلا طائل.