الجمهور الرياضي السوداني ملتزم لدرجة التعصب للهلال والمريخ اكبر حزبين رياضيين في البلاد وكل الحكومات المتعاقبة تدرك ان جمهور كرة القدم كفيل بإسقاط أي حكومة اذا ما خرج إلي الشارع وحكومة الإنقاذ في سبيل تمكين حكمها أدركت ضرورة الاستفادة من الجمهور الرياضي بتحييده وإبعاده عن معارضة نظام الحكم كلما أمكن ذلك واستخدامه لبلع طعم الإلهاء عن واقع المعيشة المزري حتى صار كل اهتمام الحكومة منصب في شغل المواطنين بالكفر والوتر اقصر الطرق للبقاء طويلا في الحكم . قامت دنيا الرياضة ولم تقعد وانشغل أهل السودان عندما شنت الحكومة ممثلة في إعلامها (الحصري) حملة شنعاء ضد الدكتور كمال شداد الذي وصف بأنه سبب تردي مستوي كرة القدم في البلاد وأنه لم يحرز نجاحا واحدا في عهده ولم يسلم طاقمه من تهم الفساد المالي و الإداري وظلت فضيحة أل 86الف جنيه فاتورة تلفونات شداد تلوكها الألسن في كل مرة وما ظلت تصرفه خزينة الاتحاد لمناسبات شداد الخاصة أصبح مادة دسمة للإعلام الرياضي المناوئ لشداد. استغلت الحكومة ظرف الانتخابات العامة في البلاد ممهدة الطريق للتخلص من شداد وهو عضو حزب المؤتمر الوطني الحاكم في مناورة (رخيصة )نجحت في توظيف موقع رئاسة الاتحاد العام للابتزاز والمساومات السياسية الرخيصة لاصطياد الولاءات الجديدة .ما كان لدكتور معتصم جعفر لينجح في الفوز بمقعد رئاسة الاتحاد العام في مواجهة منافسه صلاح ادريس لولا تدخل الحكومة وأجهزتها المختلفة بعد أن انتمي دكتور معتصم وهو من اسرة اتحادية عريقة للمؤتمر الوطني إدراكا منه أن الطريق إلي (حُلمه) رئاسة الاتحاد العام يمر عبر الانضمام لحزب الحكومة التي أفلحت في أن تنتزع منه (الأحد) مقدما بقبوله الترشح ليفك بورتها السياسية في انتخابات الدائرة 4 الحصاحيصا الشرقية والتي ما كان الفوز بها مضمونا بدون دكتور معتصم الذي قُدِّم له (السبت ) مؤخراً لرئاسة مقعد الاتحاد العام . دكتور كمال شداد يدرك جيدا كل الظروف و الملابسات التي إنتهت بالتخلص من رئاسته لاتحاد كرة القدم ويعلم جيدا تورط الحزب الحاكم في إقصائه وعندما أعلن مؤخراً عزمه الترشح من جديد في الانتخابات القادمة ضد (تلميذه) دكتور معتصم الذي جاء علي صهوة الحزب الحاكم ، لم يك ليقدم علي هذه (المخاطرة) لو لا وجود دعم و مباركة من الحزب الذي ينتمي اليه الخصمان وكل المؤشرات تؤكد ، أن المؤتمر الوطني الحاكم قرر التخلص من دكتور معتصم لشغل الوسط الرياضي والرأي العام بقضية (انصرافية) الجميع يدرك مقاصدها . الهجوم الذي يشن هذه الأيام علي الدكتور معتصم هو نفس الهجوم والاتهامات التي وجهت لشداد من قبل علماً أن مشكلة كرة القدم ليست في رئاسة الاتحاد او من يقوده بقدر ما هي في تسييس الحركة الرياضية التي لم تعد أهلية أو ديمقراطية وما حققه دكتور معتصم من نجاح ان وجد فلن يتحقق لشداد الذي لن ينج من متلازمة الفشل التي أوقع فيها دكتور معتصم وكليهما أصبح أداة للحكومة وحزبها الحاكم في إلهاء وشغل المواطن السوداني وواهم من يظن ان البروف شداد سيصلح حال كرة القدم في البلاد رغم ما يثار حوله من مؤهلات علمية وعملية الا أنه وطوال فترة رئاسته الاتحاد لم يحاول ان يضع منهج علمي وعملي لتأهيل و تخريج اداريين للاندية والاتحادات كما تفعل دول العالم واكتفي بتنمية قدراته الذاتية والتمتع بالاسفار باليورو والدولار وكأن حواء السودان عقمت من يتولي رئاسة اتحاد الكرة ويريد شداد لنفسه ان يخلد امبراطورا اوحد تهتف الجماهير باسمه ، عائد عائد ياشداد في لعبة كراسي رئاسة الاتحاد العام، إنها ، جعجعة فارغة بلا طحين والمتضرر الجمهور الرياضي المسكين الذي يمني نفسه بنصر في مجال رياضة كرة القدم يخرجه من متلازمة الهزائم المستمرة . [email protected]