معظم أهل السودان ، الهائمون على وجوههم ، المتبطلون ، المشردون ، المعتقلون ، المرضى ، الاسرى ، الطلاب الجوعى ، النازحون ، اللاجئون ، المتعسكرون غصباً عنهم (اولئك المرتزقة ) بحجة إبن عوف القائل : (إن الجيش أباك ، ضعتَ وقنيصتك جَلّتْ ) ، المتمردون المدفوع بهم إلى حمل السلاح ، ... إلى آخر فئات الضياع ، يتخندقون مع القدال في خندق شعري واحد يقول : باكر يوم السقا ، وباكر يوم السقا ، ندخل فى المحرقة ، نمرق متل النقا ، وفى ايدنا المطرقة ، بينما نظام الخرطوم من حيث يدري ينطبق عليه قول أبراهام ماسلو : (ذا كانت المطرقه هي الأداة الوحيدة معك فستعامل كل الأشياء و كأنها مسامير.) ، إلا أنه ربما لا يدري أنها في أيلولة دائمة إلى الغير . هذه الفئات المذكورة وغيرها ، كانت تشخص ببصرها نحو أديس ابابا حيث مفاوضات السلام بين الحكومة وقطاع الشمال ، إذ أنها سرقت الأضواء بأمبيكيها ، ومجلس السلم والأمن الافريقيين ، وقرارها الملزم 2046 ، كانت كما إتفاقية أبوجا قبل سنين خلت من حيث الأمل والأضواء والجغرافية (الشمال) ، إلا أن تلك كانت غلطة ، إذ جرّت إليها أخوات أُخريات ، جعلت حتى عبد اللطيف المسالم يفكر في حركة ، تلك التجزئة البغيضة لشئون العباد هي مقدمة وقحة جداً لتجزئة البلاد ، لذلك ربما أرادت الحركة الشعبية قطاع الشمال القول : (ان العاقل من إتعظ بغيره ) ، ولدينا أيضا المثل الشعبي (الشقي بيشوف في نفسو ) ، إذ لا تزال دارفور تبكينا ونبكيها ما بين الحل الشامل والحلول الجزية يبدو البون شاسع ، وتقف دارفور رغم البؤس شاهقة شامخة شاهدة على قتلٍ وتشريدٍ وإغتصابٍ ... الخ يتعاظم مع الأيام (تقول الدنيا مهدية) ما بين اللعب على وتر التفاوض ، والتوقيع ، تبدو أشياء كثيرة غير شرعية تتم تحت التربيزة ، (هو النظام ده شرعي )؟!!! مجرد سؤال توحيد المنبر التفاوضي !! أقف كثيراً عند هذه الجملة اليسوعية التسامحية السامية !!! ولكن إن كانت قد صدرت منك عزيزي ياسر ، أو من أي واحد منكم كرفاق ، نهديه قول الشاعر : ( قدرك تلاقي الدنيا في باب الخروج ،وتفتح حنين القلب للراحلين ضريح ، قدرك تداري الحزن في القلب الذبيح ، لا انت آخر الأنبياء لا انت في الحلم المسيح ) ، عذراً وصبراً آل ياسر ، ولكن توحيد المنبر التفاوضي تجاه نظام حتي العشرية الاولى من عمره كان (يحتكم لأكثر من رئيس) !!! هذا النظام المنقسم على نفسه ، كيف يستقيم أن يتقبل الوحدة للآخرين (غِيرة ساي يطرشقها ) تعلمون ان هذا النظام لديه حساسية تجاه كلمتي الوحدة والتوحيد ، وكان قد فشل حتى في توحيد البلاد ، دعك من العباد ، فهل يمكن ان يقبل بتوحيد المنبر التفاوضي فعلاً الأزمة ما أزمة جنوب كردفان ، والنيل الأزرق ، وإنما أزمة هوية ، ومركز قابض ، وجهوية ، وقبلية ، وجغرافية حمدي ، وبشاعة عقول ،وجنجويد ، وزرقة ، أزمة وطن يكون أو لا يكون ، ولكن صبراً آل ياسر إن موعدكم الجنة .