كتب علاء سالم ومحمد شومان ومحمد عبد الحميد دقائق محدودة فاصلة ما بين استعداد المستشار مرتضي منصور لإطلاق مؤتمره الصحفي, الذي أكد أنه سيكشف فيه حقائق جديدة تتعلق بموقعة الجمل تؤكد براءته من التهم التي ألصقت به مؤخرا. وحضور عربات الأمن المركزي لتنفيذ قرار محكمة جنايات القاهرة بضبطه وإحضاره مع نجله أحمد ونجل شقيقته المتهمين بنفس الوقت. وخلال تلك الدقائق تحول المشهد إلي أبشع نوع من البلطجة السياسية, فحينما تجمعت القوات أمام منزله بالمهندسين وقررت الدخول, تجمع أنصاره علي الفور بالتظاهر والتجمهر لمنع قوات أمن الجيزة من الدخول وإحضاره. تدريجيا بدأ أنصاره في التزايد لمنع القوة من الدخول, فشلت معها محاولة اللواء أحمد سالم الناغي مساعد الوزير لأمن الجيزة ونائبه اللواء عبد الموجود لطفي أقناع أنصاره بضرورة تنفيذ القانون وتنفيذ قرار المحكمة. وقد زاد عدد أنصاره والذين قروا إقامة دروع بشرية أمام المنزل مرددين هتافات بعضها يصف منصور بالرجل الشريف والمستهدف من الجميع, والبعض الآخر ضد الداخلية قائلين يا حرية فين الداخلية بينا وبينك بل وصل الأمر بالدعاء إلي الله بالنصر علي الداخلية والقضاء والدولة أيضا. إزاء حالة الشد والجذب وكثافة المؤيدين من رجال ونساء أمام مدخل المنزل, اضطرت قوات الأمن للابتعاد قليلا عن مواجهة المنزل, ما دعا لطلب قوات إضافية لزيادة كثافة التواجد الأمني ومحاولة الدخول للمنزل الذي يختبئ داخله منصور. فما كان من أنصاره إلا أن قاموا بإغلاق الطريق أمام المنزل بالسيارات والحجارة منع المرور تماما في شارع عرابي, ما أحدث ربكة مرورية ساهم فيها أيضا كثافة الجمهور الذي حضر من أماكن متعددة لمتابعة الحدث وتعالت هتافات انصاره الذين أتوا من القاهرة ومحافظته الدقهلية علي أن قرار الضبط والإحضار باطل. وطوال ساعات الظهيرة والعصر تجنبت القوي الأمنية التي تفوق أنصار منصور عددا وقوة التدخل بالقوة وإحضاره من المنزل, وظلت متمركزة في مواقعها, وبسؤال أحد قادة القوة الذي رفض أن يكشف عن اسمه أكد أن القوة في انتظار الأوامر للتعامل مع الموقف, وكان ذلك ردا علي إمكانية اقتحام المنزل وإحضار منصور بالقوة. وكان أمر الضبط والإحضار قد صدر قبل 4 أيام, سعت خلالها أجهزة الأمن بالبحث عنه بالأماكن التي يتردد عليها, حيث أنه لم يكن متواجدا في منزله, وبعد ورود معلومات ظهر أمس بتواجده بالمنزل لعقد مؤتمر صحفي توجهت القوات لتنفيذ القرار.