المدالإسلامي الديني السياسي "الإخوان" والسلف قد تقهقر كثيرا مده, وأظن أنه يكاد يكون قد أصبح هيكلا عظمياً فقط وقلت أن من أسباب تقهقره أسبابا داخلية وأخرى خارجية أهمها وقوعه في شراك الحكومة وامتصاصها لطاقته واستنفاد تصلبه ثم رميه كالعصف المأكول ومن دون رجاء. ومن أراد الاطلاع على تفاصيل أكثر ففي المقالتين السابقتين على موقع "السياسة" الالكتروني. ومن أهم الأسباب القوية لضعف التيار وتهافت شعبيته هو ابتعاد الكثير من الذين ربما يفكرون بالالتحاق به بسبب موجات الكراهية والحقد التي لحقت المتدينين من المسلمين مثل ما لحق بهم كلهم ولحق بالعرب بسبب تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 في الولاياتالمتحدة الأميركية ,وما تبع ذلك من تعقيد في التعامل مع العرب والمسلمين ومحاصرتهم جميعا في كل دول العالم وخصوصاً الولاياتالمتحدة الأميركية ودول الغرب عموما وملاحقة ابن لادن وأنصاره وتسليط الضوء على تحركات المسلمين والعرب في كل مكان ,وما تبع ذلك من أعمال عسكرية في أفغانستان; كما كان لسقوط طالبان التي أسستها الحركة الإسلامية العالمية لتحقيق إقامة دولة للخلافة الإسلامية في البؤر التي يمكن إنشاؤها فيها; فليس كل مكان مهيأ لمثل إنشاء خلافة إسلامية . كان لذلك الأثر القوي في مصداقية إقامة دولة خلافة متمكنة تهم المسلمين الحركيين.إعادة مع تعديل وكان لاستمرار حرب ابن لادن على الولاياتالمتحدة الأميركية دور بارز في إرهاب الشباب والمؤيدين للحركة الإسلامية من مناصرتها والانضمام إليها أو حتى تأييدها, ومن جانب آخر فقد كان لظهور مد "القاعدة" تنظيم ابن لادن قوة في سحب البساط من الجماعات الإسلامية التي كانت تنادي بالجهاد كمرحلة من مراحل الدعوة الإسلامية فابن لادن لا انتظار عنده لإقامة دولة إسلامية حتى يعلن الجهاد الديني كما يتصور, فهو يرفع كلاشينكوفه فوق أكتافه ويمتطي حصانه هنا وهناك ويدبر مؤامرات التفجيرات ضد من يتصور بأنهم أعداؤه, وهذا في حد ذاته وبصورة معاكسة لخوف الشباب من الجماعات الإسلامية فقد أثار إعجاب فئات كثيرة من الشباب ب ̄ "القاعدة" واعتبار أن عمله اكثر مصداقية وشجاعة من أعمال الجماعات الإسلامية التي ضلت الطريق وانكشفت أطماعها وظهرت علامات الغنى الفاحش على منتسبيها من الذين دخلوا السلك السياسي, وتقاربهم مع الحكومات التي كانوا يزعمون من قبل أنها لاتطبق شرع الله وأنه يجب التعامل معها على أساس الاستعلاء الداخلي عليها فمخالطتها تكون شكلية فقط والبشاشة في وجوههم تقية حلال; فهم مارقون من التحلي بالتدين ولا ثقة فيهم ! لكن كل ذلك قد انتفى وتعانق الطرفان بل وركع التيار الإسلامي مختارا ومن غير ما ضغوط تحت أقدام الحكومة يبحث عن الكثير من المصالح المادية , ومن هنا فقد سقطت مصداقية قيادات التيار وسقط معها حتى ثقة المؤيدين الأقوياء من أفرادها في الداخل أو أصابهم نوع من الإحباط تجاه الثقة فيهم. وأكتفي بهذا القدر وللحديث بقية إن شاء الله. ويبقى السؤال ما تأثير تعثر دولة الخلافة الإسلامية في السودان على الحركة الإسلامية السياسية هنا وهناك وفي المجتمع الكويت? إلى اللقاء. كاتب كويتي