موقع هافينغتون يبث على مدار الساعة دفقاً من أفلام الفيديو على الانترنت، مستوحاة من الاحداث اليومية ومقالات المحررين والمدونين. ميدل ايست أونلاين لندن - من كرم نعمة محطة فيديو على الانترنت لا حاجة للتلفزيون فاقم إطلاق موقع "هافينغتون بوست" الالكتروني لمحطة فيديو على الانترنت، من أزمة الاعلام الورقي، وأدخلت المواقع الإلكترونية في تنافس جديد مع البث التلفزيوني بعد ان انهت تفوقها على المطبوع، لتصبح هذه المرة منصة تلفزيونية بديلة. ويبدو ان "معركة الإلكتروني مع المطبوع" توشك على الانتهاء، لتبدا حقبة جديدة تنافس فيها المواقع الألكترونية محطات البث التلفزيوني في تقديم محتوى مختلف وأسرع مما يتيحه التلفزيون. وأعلنت أريانا هافينغتون رئيسة تحرير الموقع عن إطلاق محطة فيديو على الانترنت تحت اسم "هافبوست لايف" داعية "جماعة هافبوست" إلى المشاركة في اللحظات الأولى للمحطة بإرسال اقتراحاتهم. ويهدف الموقع الى ابتكار التجربة الأكثر نجاحا في مجال الفيديو الاجتماعي. وعدم التقيد بمتطلبات التلفزيون. ويجمع موقع "هافينغتون بوست" الاخبار والمعلومات والترفيه والآراء والمدونات، ويعالج مواضيع آنية وسياسية وبيئية وثقافية وصحافية ويستقطب 36 مليون مستخدم شهريا في الولاياتالمتحدة. واصبح "هافينغتون بوست" واحداً من أشهر المواقع الاخبارية على الانترنت عن طريق اعادة نشر المقالات والتقارير الصحفية على حساب الصحف اليومية الورقية التي اصاب سوقها الكساد. وقالت هافينغتون عبر مدونتها "ستبث محطة (هافبوست لايف) على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع من خلال دفق الفيديو على الانترنت، معلومات مستوحاة مباشرة من (عالم هافبوست)، على أن تشكل المقالات والمحررون والصحافيون والمدونون سيناريو هذه المعلومات في الوقت الحقيقي". وعبرت عن تشوقها لترى المستخدمين ينفذون إلى المحطة عبر الكمبيوتر والهواتف متعددة الوظائف والأجهزة اللوحية وأجهزة التلفزيون المتصلة بالانترنت. وتفتح المواقع الإلكترونية على الانترنت أفقاً أمام مستقبلها في صناعة المحتوى الاعلامي، ودور المستخدم في المشاركة فيه من موقع عمله أو الشارع أو المنزل. وتاتي خطوة الموقع الاخباري الاميركي "هافينغتون بوست" بعد أكثر من عام تقريبا على شرائه من قبل البوابة الالكترونية "أيه أو أل". ولن تبث المحطة مضمونا أصليا سوى 12 ساعة في اليوم و5 أيام في الأسبوع، على أمل زيادة هذه المدة إلى 16 ساعة بحلول نهاية العام 2013. وسبق وان شركة "إيه او أل" الأميركية العالمية لخدمات الإنترنت والإعلام مدونة هافينغتون بوست الإلكترونية ب 315 مليون دولار. وقال مدير الشركة تيم ارمسترونغ إن "امتلاك هافينغتون بوست سيخلق شركة إعلامية أميركية من الجيل المقبل تصل إلى العالم وتدمج للمستهلكين بين المحتوى والمجتمع والخبرات الاجتماعية". وقالت ارينا هافينغتون رئيسة تحرير "هافينغتون بوست" إن الاتفاق هو"اتحاد رؤى ويتناسب بمثالية معنا"، مضيفة أن المدونة ستواصل خطها الذي بدأته قبل 7 سنوات، بالمشاركة مع "ايه او أل". وضم "هافينغتون بوست" ل "ايه او أل" يجعل عدد زوار موقع الأخيرة الإلكتروني، المنفردين 117 مليونا في الولاياتالمتحدة، و270 مليونا حول العالم، ويستقبل موقع "هافينغتون" حوالي 26 مليون زائر من حول العالم وهذا يعادل تقريباً 125 مليون دولار أميركي. وسبق وان عبّرت هافينغتون في لقاء مع صحيفة "تيليغراف" عن تعلّقها الكبير بموقعها مطلقة عليها تسمية "المهنة الأخيرة" بما أنه يسمح لها بالكتابة، بأن تكون قريبة من دقات قلب البيت الأبيض وأن تتحدّى السلطة على مختلف الأصعدة. وقالت "هكذا أرى الموقع ولم أشعر بهذا الإحساس من قبل. فقد اجتمعت كلّ الأمور التي أحبها في مكان واحد وليس لديّ اي مشاريع مهنيّة أخرى". وأوضحت هافينغتون خلال اللقاء أنها لم ترسم فعلياً أي مشاريع لتوسيع الموقع خارج حدود الولايات المتّحدة. وتاتي مبادرة موقع "هافينغتون بوست" الالكترونية الفيديوية، في وقت حذر كاتب متخصص بالثقافة الرقمية من قيام الانترنت بتدمير صناعة الثقافة عبر القرصنة الرقمية وتفاقم جشع الشركات الالكترونية وسحق النتاج الموسيقي والسينمائي والصحفي. ارينا هافينغتون المدونة الغنية وقال الكاتب روبرت ليفين في مقال نشرته صحيفة "الغارديان" بعنوان "كيف دمر الانترنت سوق الافلام والموسيقى والصحافة" ان كبرى الشركات الأميركية لانتاج المحتوى الموسيقي والسينمائي فقدت مواردها لحساب القرصنة المتصاعدة على الانترنت. واضاف ليفين مؤلف كتاب "رحلة بالمجان: كيف دمر الأنترنت صناعة الثقافة وكيف يمكن لصناعة الثقافة الدفاع" والذي صدرت طبعته الاميركية تحت عنوان "رحلة بالمجان: كيف دمرت الطفيليات الرقمية صناعة الثقافة وكيف يمكن لصناعة الثقافة الدفاع" انه كل الذي كان يباع صار مجانا سواء بشكل مباشر او عبر القرصنة الالكترونية. واشار الى حال شبكة "ان بي سي" التلفزيونية التي فقدت مواردها وقلصت آلاف فرص العمل لديها بسبب شيوع المادة الالكترونية، وصحيفة "واشنطن بوست" التي اغلقت مكاتبها في مدن أميركية كبرى وأوقفت اصدار العديد من مطبوعتها بسبب ركود الصحافة الورقية لحساب الالكترونية على الانترنت. وتواجه العديد من شركات الانتاج السينمائي المشكلة نفسها بعدم قدرتها على جمع ايرادات مقابل انتاجها بسبب ان الافلام باتت تصل الى المستخدم مجاناً على الانترنت عن طريقة القرصنة. واشار روبرت ليفين الى ان الجمهور لم يفقد شهيته للصحافة والتلفزيون والسينما والمعارض، لكن كل نتاجات هذه الثقافة باتت تصله على كمبيوتره الشخصي بطريقة اسهل وارخص، الامر الذي دمر سوق صناعة الاعمال. كما ان موقع "هافينغتون بوست" الالكتروني لا يهمه التنافس مع الصحف الورقية وهو يحدث مواده على مدار الساعة على الانترنت، ولا يهمه في تقديم خلاصات الاخبار ان كانت المسألة قانونية أم لا وكيف يحصل على مصادره بطريقة مجانية. وكل هذا الصراع يصب في خانة المستهلكين الذين باتوا يحصلون على مايريدون باقل تكلفة مالية. لكن المشكلة الاقتصادية -حسب المؤلف روبرت ليفين- ستنعكس على الشركات على المدى الطويل. وستكون وسائل الإعلام المتعطشة للدخل غير قادرة على استثمار الفنانين باكبر قدر ممكن، وتصاعد الضغط على شبكات التلفزيون في تقديم مواد ادرامية جديدة، وستخفض الصحف من امكانية أعداد التقارير الخاصة بها وتعتمد على مصادر متشابهة مع غيرها. وسيكون الأسوأ من هذا كله صعوبة الحصول على المال وتلاشي الابتكار واكتفاء المستخدم بالطبق الكبير لما يقدمه الإنترنت. وخلص روبرت ليفين الى ان الضغط يتصاعد لفرض قانون عن حقوق التأليف والنشر على الانترنت، لكن الحقيقة صناعة الثقافة الالكترونية تعيش الفوضى في بنيتها التحية لاقتصاد القرن الحادي والعشرين.