الخرطوم - طارق عثمان قال أمين الاتصال التنظيمي في حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض إبراهيم السنوسي، في حوار مع «البيان»، إنّ التظاهرات الاحتجاجية ستتواصل في السودان خلال الفترة المقبلة لما أسماه «توفر مناخها وأسباب اندلاعها»، لافتاً إلى أنّ توقّفها خلال الفترة الماضية كان نتاج القمع الذي مارسه جهاز الأمن السوداني تجاهها. وأكّد السنوسي، أنّ «الحركة الاسلامية السودانية ذبحت بعد قرارات الرابع من رمضان العام 1999 بعد المفاصلة الشهيرة بين البشير والترابي، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنّ حزب المؤتمر الشعب ليست لديه أزمة في خلافة زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي على النقيض من الحزبين الكبيرين: الأمة والاتحادي اللذين لا تتغير فيهما الزعامة ويقومان على مفهوم البيت، على حد تعبيره. وشدّد السنوسي على أنّ «معالجة أزمات السودان الاقتصادية والسياسية مرهونة بزوال النظام الحالي». وفيما يلي تفاصيل الحوار بين السنوسي و«البيان»: كنتم تراهنون على الشارع لإسقاط النظام والآن توقفت التظاهرات الاحتجاجية ؟ توقفت التظاهرات حقيقة بسبب القمع الذي ما شابهه قمع من قبل، وآخر نموذج للقمع ما حدث في مدينة نيالا حيث قتل (19) تلميذاً ثانوياً لأنهم خرجوا ضد الغلاء - في نيالا جالون البنزين وصل سعره (60) جنيها فكيف تتوقع خروج تظاهرة في ظل هذا القمع والقتل، إلى جانب قمع النساء وضربهن وهذه وصمة عار في جبين النظام لأن ذلك ليس عرفا وطنيا ولا يشرف من ينتمي لحركة الاسلام، والذي يتولى قمع هذه التظاهرات هو جهاز الأمن وليس الشرطة فالشرطة في كثير من التظاهرات تقف بمعزل ولا تتدخل لقمع المواطنين لأن أفراد الشرطة أنفسهم يضربهم الغلاء. هل ترى أنّ التظاهرات ستجدد خلال فترة المقبلة ؟ لعل ظروف كثيرة أدّت إلى توقّف التظاهرات لكن قطعاً ستندلع مرة أخرى لأن المناخ مهيأ تماماً وكل المؤشرات تؤكّد أنّها ستتفجر «ومن العواصف ما يكون هبوبها بعد الهدوء وراحة الركبان»، والعبرة بما حدث حولنا وليس كل هدوء يعني قناعة وما كل أناس يدخلون معركة ويدخلون في هدنة معنى ذلك انهم استسلموا. إذن ما المخرج من الأزمة وما هو المخرج؟ لا سبيل للحل مع وجود النظام الحالي وأي حديث عن إصلاح النظام حديث فاشل ويتعذر رتق النظام اقتصاديا وسياسيا. توحيد القوى كثر الحديث مؤخّراً عن مبادرات لتوحيد شقي الحركة الاسلامية في السودان ما صحة ذلك؟ إذا توحّدت الحركة الإسلامية ينبغي أنّ تتوحّد على مبادئ الاسلام التي لا سبيل لتنفيذها في هذا الوضع الذي لا تتوفر فيه الحرية والشورى والمحاسبة، وهذه القيم لا يمكن أن تنفذ في ظل هذا النظام. خلافة الترابي كثر الحديث مؤّخراً، هل ترتبون لمن يخلف الترابي، والاحزاب الأخرى هل ترى سبيلا لأن تغير زعماءها؟ نحن في المؤتمر الشعبي ليست لدينا ازمة اصلا في البديل فالحزب غني بكوادره المؤهّلة، أمّا قيادات الأحزاب في السودان فهي تاريخية موروثة لا سبيل لتغيرها باعتبارها قائمة على البيت.