الخرطوم أ ش أ تبدأ غدا الخميس بالخرطوم أعمال المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية السودانية بمشاركة وفود من الدول العربية والإسلامية لاستعراض القضايا ذات الصلة بتعزيز دور الحركة في الحكم الراشد، وسيتم خلال أعمال المؤتمر - التي تستمر ثلاثة أيام - إجازة الدستور الجديد للحركة وانتخاب مجلس الشورى بجانب منصب الأمين العام الذي شغله النائب الأول للرئيس السوداني لدورتين متتاليتين. ويستمع المؤتمر إلى عدد من أوراق العمل المتخصصة بشأن حقوق الإنسان والمجتمع والدولة والمواطنة والعلاقات الإسلامية والتواصل مع الشعوب وعمليات البناء والحرية والتنمية وغيرها من القضايا العصرية..وينظر في جملة من القضايا الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي. ودعا النائب الأول للرئيس السوداني الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية إلى ضرورة التركيز على التحديات والإشكالات التي تواجه الأمة الإسلامية ، وأن تتعرف الأمة لبعضها البعض لتقييم ما يمكن تقييمه من أجل وحدة الصف والوقوف معا لمواجهة أعداء الإسلام. وقال طه - خلال لقائه اليوم "الأربعاء" مع الوفود المشاركة في المؤتمر - إن ما أدى إلى الاستبداد والظلم في كثير من بلدان العالم هو إحساس الحكام بتلك البلدان بأن ما نالوه من الحكم هو اجتهاد منهم ولا يخافون الله ولا يرجعون الأمر إليه .. مشيرا إلى أن قضية السلطة والحاكمية والدولة يجب أن يرجع فيها إلى الله ومقاصد الشرع. وأضاف أن على الحركات الإسلامية ، التى قامت من أجل إصلاح العقول وإعدادها وإقامة أمر الله ، أن تهتم بإقامة الحكم بتشجيع الأمة وارشادها وتذكيرها بأن الشريعة الإسلامية هي الأساس. وأكد أن النظام الإسلامي لا يفرق بين مسلم وغير مسلم في الدولة الواحدة وأن الحكم في السودان جعل اعتماد الوظائف والواجبات العامة فيها مساواة بين المواطنين جميعا. وشدد على ضرورة التعاضد بين مكونات المجتمع المختلفة والسلطة مستعرضا التجربة الإسلامية في السودان والتحديات التي واجهتها ، وقال "على الرغم مما بذلناه من إقامة شريعة الله إلا أنه مازالت هنالك مساحة كبيرة وحاجة إلى أن نبتدر من الإجراءات والبدائل ما يدفعنا إلى المزيد من النجاح والقبول. وفي سياق متصل..رفض المهندس حامد صديق أمين الاتصال التنظيمى بالحركة الإسلامية وصف الاختلاف فى وجهات النظر بين قيادات الحركة بأنه يمثل صراعا ، مشيرا إلى أن طبيعة عمل الحركة الإسلامية الدعوي الطوعي لا مجال فيه للصراع مثلما يقوم من صراعات بين الأجسام السياسية وغيرها. وقال فى ردود على أسئلة الصحفيين إن وصف الأمر بالصراع يعد تعبيرا حادا لا يشبه طبيعة العمل داخل الحركة كفكرة ومن حيث تركيبة عضويتها ، ولم يستبعد صديق حدوث تغيرات كبيرة على مستوى قيادات الحركة فى المؤتمر العام الذى تنطلق أعماله غدا الخميس. وأشار إلى أن هذه التغيرات شهدتها هياكل الحركة على مستوى معظم المؤتمرات التى انعقدت على المستويات المختلفة ، قائلا "إن التغيير يمثل ضرورة حتمية تقتضيها المتغيرات المختلفة والظروف المتجددة التى تشهدها الساحة السياسية". وأوضح أن الالتزام بألا يتعدى تولي أمانة الحركة الدورتين يمثل أكبر ضمان لتبادل وتعاقب الأجيال وتواصلها ..نافيا بشدة أن تكون الحركة الإسلامية قد تعرضت للتذويب فى حزب المؤتمر الوطني الحاكم. ورفض أمين الاتصال محاولات التشكيك فى مصادر التمويل لمؤتمرات الحركة مؤكدا أن التمويل لكل هذه الخطوات وعلى كل المستويات تم بتمويل من جمع الاشتراكات والتبرعات من العضوية التى قال إنها تمثل جزءا من مبادئها ورؤاها تحت إشراف أمانة الاتصال التنظيمي. وقال إن ما جمع من العضوية الواسعة كان كافيا لتمويل وتغطية تكاليف هذه المؤتمرات. وأكد صديق أن اللجنة المختصة بالدعوات الداخلية قد قدمت دعواتها للمشاركة لكل قيادات القوى السياسية والتيارات المختلفة دون استثناء موضحا أن العمل الإسلامى أضخم من أن تقوم به الحركة الإسلامية بمفردها ، وقال إن هذا العمل يسع جهد كل من له رغبة".