alarab.co.uk سيمبورنا "ماليزيا"- فر أمس العديد من الماليزيين من بلدة تنتشر في شوارعها جثث مسلحين، فيما عززت السلطات إجراءاتها الأمنية لمواجهة غزو غريب لفلبينيين من أتباع شخص نصّب نفسه سلطانا. وقتل 27 شخصا بعد يومين من الاشتباكات الدموية في ولاية صباح في جزيرة بورنيو التي تسلل إليها مسلحون في 12 فبراير للاستيلاء عليها بحجة انها دولة وريث سلطنة "سولو" الفلبينية السابقة. وامر رئيس وزراء ماليزيا نجيب رزاق الذي تسعى حكومته لاحتواء اسوأ أزمة أمنية تشهدها البلاد منذ سنوات، بمضاعفة أعداد رجال الشرطة والجيش المنتشرين في الولاية المتوترة وقال نجيب "تم ارسال كتيبتين اضافيتين الى ولاية صباح"، متوعدا بالقضاء على الغزاة. وتسبب الغزو الذي بدأ قبل ثلاثة أسابيع بصدمة للماليزيين عندما حاصرت الشرطة والجيش نحو 100 الى 300 شخصا في قرية تاندو الزراعية النائية. وادى اشتباك في تلك المنطقة الجمعة الماضية إلى مقتل 12 مسلحا واثنين من رجال الشرطة. إلا أن المخاوف من تزايد تسلل المسلحين تصاعدت بعد معركة مسلحة في نهاية الاسبوع في بلدة سيبمورنا قتل خلالها ستة أشخاص وستة مسلحين، بحسب السلطات. وشاهد مراسل فرانس برس في سيمبورنا جثث ثلاثة اشخاص يشتبه بأنهم من المسلحين مصابين بطلقات نارية يغطيها الذباب وتنبعث منها رائحة كريهة، فيما جمع العشرات امتعتهم وفروا من البلدة. وقال السكان ان الجثث لمسلحين قتلتهم الشرطة. وقال جولاسري يعقوب "38 عاما" بينما كان يضع كيسا مليئا بالملابس في شاحنة وبجانبه ابنته الصغيرة "لقد اصبح العيش في مدينتنا الهادئة كابوسا". واضاف "سنخرج من هنا لأن هذه أوقات مضطربة. سمعنا طلقات نار، وأطفالنا خائفون". وأحرج الغزو المسلح رئيس الوزراء الذي من المقرر ان يدعو الى انتخابات في يونيو القادم، حيث كشف عن تراخي الأمن على الحدود، واظهر حالة انعدام القانون والهجرة غير الشرعية الكبيرة الى ولاية صباح. وقتل 18 مسلحا على الأقل وثمانية رجال شرطة في الاشتباكات، فيما تقول السلطات ان مسلحا آخر تعرض للضرب حتى الموت على ايدي سكان القرى في سيمبورنا. ويقول اتباع الزعيم الاسلامي جلال الكريم الثالث "74 عاما" الذي مقره مانيلا، انهم مستعدون للموت دفاعا عن حقه في ولاية صباح التي كانت تسير عليها السلطنة البائدة. وشن أنصار هؤلاء المسلحين حملة على الانترنت الاثنين لدعم الغزو، واصفين السيطرة الماليزية على ولاية صباح بأنها "غير شرعية". وصرح قائد القوات الماليزية ذوالكفيلي زين في مؤتمر صحافي في ولاية صباح ان المسلحين لديهم على ما يبدو خبرة في حرب العصابات. وتعاني مناطق جنوب الفيليبين المحاذية لماليزيا من عقود من التمرد الاسلامي.