كشفت وزارة الصحة السودانية عن هجرة 55% من الكوادر الصحية خارج البلاد، وهي نسبة تفوق عدد الكوادر العاملة في السودان، في حين قال مسؤولون إن المملكة العربية السعودية لديها نية التعاقد مع 5 آلاف طبيب سوداني للمستشفيات المملكة، فيما عزا مراقبون هذه الهجرة إلى انعدام المناخ الملائم في السودان لاستقرار الأطباء. وقال وزير الصحة السوداني، بحر أبوقردة، في مؤتمر صحافي بمناسبة تخريج 8000 دارس من أكاديمية العلوم الصحية يوم الاثنين إن 55% من الكوادر الصحية السودانية يعملون خارج البلاد. وأوضح أن زيارته للمملكة العربية السعودية مؤخراً، ناقشت عدداً من القضايا ذات الصلة بالكوادر الصحية والطبية السودانية العاملة بالمملكة. وأشار الوزير أبو قردة إلى أنه بحث مع المسؤولين في السعودية قضية خفض مستوى الشهادات الأكاديمية، والدرجات العلمية الخاصة بالطبيب السوداني، والتي قال إنها تضر بحاملي الدكتوراه، مشيراً إلى هجرة 55% من الكوادر الصحية إلى خارج البلاد. وأعلن وزير الصحة في المؤتمر الصحافي عن حاجة السودان إلى تعيين 60 ألفاً من مختلف الكوادر الطبية، في حين فاق عدد الكوادر التي هاجرت عدد العاملين بالبلاد. وإلى ذلك أكد سفير السودان لدى المملكة، عبدالحافظ إبراهيم، نية وزارة الصحة السعودية استقطاب خمسة آلاف طبيب سوداني للعمل في وظائف لدى المستشفيات الحكومية، وذلك لمساندة عشرة آلاف طبيب سوداني يزاولون عملهم حالياً في القطاعين الحكومي والخاص. وتوقع السفير السوداني أن يصل العدد إلى 20 ألف طبيب سوداني على مدى السنوات القليلة المقبلة. يأتي ذلك في الوقت الذي يرى فيه مراقبون أن هجرة الأطباء السودانيين خارج البلاد إلى الظروف الاقتصادية المعقدة، وضعف أجور الأطباء في البلاد، إضافة إلى عدم وجود مناخ ملائم لاستقرارهم. وكانت وزارة الصحة السودانية قد كشفت في وقت سابق عن هجرة 3 آلاف طبيب سنويا،ً 48% منهم من النساء. وأبدى وزير الصحة حينها قلقه من تزايد هجرة الكوادر الصحية، مما يؤثر سلباً في الخدمات الصحية بالسودان، وأقر في نفس الوقت بصعوبة الظروف الاقتصادية، وأنه لا بد من توفير الحد الأدنى من الأجور حتى تستقر الكوادر. وتقدم السودان بطلب لمجلس وزراء الصحة العرب لوضع ضوابط لتنظيم هجرة الكوادر الصحية.