يصل الخرطوم غدا الفريق اول سلفا كير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان يرافقه ثمانية من وزراء حكومته الجديدة , من بينهم دينق الور , ونيال دينق نيال , ووياي دينق , والامين العام للحركة الشعبية باقان أموم . وتركز المحادثات على قضايا أبيي والنفط والحدود . ويرغب المؤتمر الوطني في استدانة أموال من حكومة الجنوب خصماً على حساب تصدير البترول ، وفي وساطة لانهاء الحرب في جبال النوبة والنيل الأزرق . ووسط عمر البشير عدة أطراف اقليمية ومحلية لاقناع الرئيس سلفاكير بالزيارة . وفشل عمر البشير في اخضاع حكومة جنوب السودان باغلاق الحدود والحصار الاقتصادي ، وبدلاً من أن يؤدي الحصار الى أزمة كبرى في الجنوب أدى الى ما يشبه الانهيار الاقتصادي في الشمال . وكان عمر البشير يهين نائبه الأول حينها سلفاكير ويدعي أنه نجح في وضعه في (جيبه) ! والآن ، يزور سلفاكير عمر البشير كرئيس ومن موقع القوة والانعام .! وكذلك كان عمر البشير يتبجح بحصاره الاقتصادي للجنوب والآن يستجدي الجنوب لحل أزماته الاقتصادية ! وسبق ووصف الطيب مصطفى خال عمر البشير الجنوب بالأذى – مثل الغائط والبول – (!) وصور انفصاله كذهاب للأذى تحمد عليه الانقاذ ! والآن ، فان عمر البشير وخاله يستجديان العلاقة مع الجنوب . ورفض عمر البشير وخاله العلاقة الأخوية بين الشمال والجنوب ، وحاولا بناء العلاقة على القسر والاكراه ، ولكن باءات محاولتهما بالفشل ، فاذا استعرنا تصريح عمر البشير عن الفريق مالك عقار – رئيس الحركة الشعبية ( ياباها مملحة ياكلها ناشفة) ، وهو مثل سوداني يضرب لسوء التقدير الذي يفضي الى تبديد الفرص ، فانه ينبطق أكثر ما ينطبق على عمر البشير وخاله ، الذين يستجديان الآن ( الأذى) ليأكلانه ناشفاً ! ومما يؤكد انهما سياكلانه (ناشفاً) ، أن المفاوضين القادمين مع الفريق سلفاكير الى الخرطوم ، من القيادات الجنوبية التي عرفت بمواقفها الصلبة والمبدئية من المؤتمر الوطني ، ولذا لن يتركوه (يأكل) بترول الجنوب بلا مقابل !