وزير مصري سابق يكشف أن الجماعة بدأت بانتقاء مرشحيها للانتخابات البرلمانية القادمة بضمان قدرتهم على خداع الناخبين شكلا ومضمونا. 'أحلام يقظة وتخاريف' ميدل ايست أونلاين القاهرة كشف اللواء أحمد جمال الدين وزير داخلية مصر في حكومة هشام قنديل من أغسطس/آب 2012 إلى يناير/كانون الثاني 2013 أن التنظيم الدولي للإخوان وعددا من رجال أعمال الجماعة داخل مصر وخارجها رصدوا 3 مليارات جنيه (نحو 44 مليون دولار) لدعم مرشحيهم في الانتخابات البرلمانية القادمة. ويقول مراقبون إن استعداد جماعة الإخوان للمشاركة في الانتخابات على أمل العودة من خلالها الى مركز القرار في مصر، يأتي كمخطط بديل يمكن الالتجاء إليه في حال فشلت مساعي الحركة في تحركاتها الدولية لتشويه النظام المصري القائم في العالم ولدى المنظمات الدولية، بالادعاء بأن ما حصل في مصر هو "انقلاب عسكري" وأن العالم لا بد له من الوقوف إلى جانبهم لأنهم "أصحاب شرعية حكم اغتصبه الجيش" كما يزعمون. وقال جمال الدين الوزير السابق والمنسق العام لجبهة "مصر بلدي" التي تم تشكيلها الإثنين، إن الإخوان أعدوا مخططا كاملا يهدف إلى الانقضاض على ثورة 30 يونيو كما حدث مع ثورة 25 يناير، مع أول فرصة ستتاح لهم في الانتخابات التشريعية احد أهم وابرز المواعيد الانتخابية المقبلة. وأشار جمال الدين في كلمة له أمام الاجتماع التأسيسى للجبهة، إلى أن مجموعة تنتمى للإخوان المسلمين بدأت بالفعل عملية اختيار مرشحي الحركة المحظورة في الانتخابات القادمة. وذكر أن من أهم المواصفات التي تركز عليها المجموعة في اختيارها لأي مرشح هي ضرورة ألا يكون ملتحيا وألا تكون له خلفية دينية حتى يمكن خداع الناخبين. واشار جمال الدين إلى أن هناك مخططات داخلية وخارجية لضرب الاستقرار وتعطيل خريطة المستقبل. وقال إن كل ذلك يتزامن مع عودة عدة قوى سياسية مؤخرا لرفع شعار "إسقاط حكم العسكر"، مؤكدا أن هؤلاء هم شركاء للإخوان في هذا المخطط وإذ انهم لا يريدون جيشا ولا شرطة قويين لمصر". وأكد أن دور الجبهة هو توحيد كل الجبهات والقوى الوطنية صاحبة إنجاز ثورة 30 يونيو في بوتقة واحدة هدفها التكامل وليس التنافس من أجل دعم مجموعة من المرشحين الوطنيين في الانتخابات القادمة ثم التوافق على مرشح رئاسى في انتخابات الرئاسة. من جانبه، طالب الدكتور على جمعة المفتي السابق لمصر والرئيس الشرفي لجبهة "مصر بلدي"، المصريين بالتوحد "حتى لا يختطف الوطن مرة أخرى"، وحتى يحمي الله مصر من كيد الكائدين. ومؤخرا، قال المؤرخ السياسي الإخواني محمد الجوادي إن جماعته تستعد لتشكيل "حكومة المنفى" تتكون من 25 وزيرا من أعضاء مجلس الشعب المنحل، منهم 10 الآن في السجون لاستلام مصر بعد خروج "الانقلابيين"منها كما يقولون. ويقول مراقبون إن الجماعة تحلم بأن تصبح ممثل مصر في المحافل الدولية كالأمم المتحدة والجمعية العمومية ومجلس الأمن والجامعة العربية عن طريق رئيسها أو وزير خارجيتها حسب الأعراف الدولية، إذا ما وجدا طبعا اعترافا دوليا بها لا يبدو انه سيتجاوز أكثر من تركيا. ويضيف هؤلاء إن قيادات الجماعة يسعون للتشبه بآية الله الخميني زعيم مع يعرف بالثورة الاسلامية الإيرانية، فقروا السير على نفس الخطى التي اتبعها للإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي من الحكم. وفي نهاية سبعينات القرن العشرين وعقب نفيه إلى باريس كان الخميني يمارس السياسة من منفاه، بالإضافة إلى أعوانه من داخل إيران ضد الشاه عبر توزيع خطبه على أشرطة الكاسيت كانت تصلهم من فرنسا، أو التحريض على المظاهرات ومهاجمة الجيش الإيراني. ووصف سياسيون مصريون الخطوة الإخوانية بتشكيل حكومة منفى سيكون مقرها العاصمة الفرنسية باريس إن كانت موجودة اصلا بأنه "أحلام يقظة وتخاريف". ويقول هؤلاء إن الإخوان بطبيعة نشاطاتهم المريبة لهم حكومات في عدد كبير من دول العالم، وبالتالي فلا جديد في تشكيل حكومة جديدة بباريس. وتؤكد نفس الأطراف أن مصر لا يضرها تشكيل الجماعة المعزولة لحكومة خارج البلاد لأن الشعب لفظها.