أكدت الأممالمتحدة اليوم أنه على الرغم من هروب نحو مليار شخص من الفقر المدقع في السنوات ال 20 الماضية وانخفاض وفيات الأطفال والأمهات بنسبة النصف تقريبا، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لمعالجة عدم المساواة وضمان الحقوق والكرامة للجميع، وبخاصة النساء والأطفال. وفي مؤتمر صحفي بنيويورك لإطلاق تقرير المؤتمر الدولي للسكان والتنمية قال الأمين العام للأمم المتحدة "إن هدفنا هو ضمان حقوق وفرص متساوية للجميع للقضاء على الفقر المدقع ووضع العالم على مسار التنمية المستدامة". وأشار الأمين العام إلى أن المؤتمر الدولي حول السكان والتنمية الذي عقد في عام 1994 حقق إنجازا مهما من خلال وضع البشر وكرامتهم في جوهر التنمية والتأكيد على أن الصحة الإنجابية والجنسية حق أساسي من حقوق الإنسان. كما أكد المؤتمر، الذي عقد في القاهرة قبل عشرين عاما، أن تمكين النساء والفتيات يعد عاملا رئيسيا لضمان رفاه الأفراد والأسر والدول والعالم. وكان ما مجموعه 179 من الحكومات قد وقعوا على برنامج عمل المؤتمر، والذي يهدف لتوفير إمكانية حصول الجميع على خدمات تنظيم الأسرة والصحة الجنسية والإنجابية والحقوق الإنجابية، وتوفير المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، والمساواة في الحصول على التعليم بالنسبة للفتيات. ويسعى برنامج العمل أيضا لمعالجة الفقر، والأثر الاجتماعي والاقتصادي للتحضر والهجرة، فضلا عن دعم التنمية المستدامة ومعالجة القضايا البيئية المرتبطة بالتغيرات السكانية. وأشار السيد بان إلى أن العقدين الماضيين شهدا تقدما "ملحوظا" في المساواة وتمكين المرأة، والصحة العالمية والهيكل العمري، وتعليم الفتيات، مضيفا أن الكثير قد تم إنجازه من خلال إطار أهداف مكافحة الفقر في العالم، والمعروفة باسم الأهداف الإنمائية للألفية. وأضاف "لكن لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به"، مشيرا إلى أن التقرير الذي تم إطلاقه اليوم يسلط الضوء على التفاوتات الهائلة في إعمال حقوق الإنسان والحصول على الخدمات الحيوية، فضلا عن التحديات والفرص المتعلقة بالنمو السكاني، وتغيير الهيكل العمري، والتحضر السريع والهجرة. وأشار باباتوندي أوستيميهن، المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للسكان، الى "الإجماع التاريخي" الذي تم التوصل إليه في مؤتمر القاهرة. وقال "أدرك الوفود من جميع المناطق والثقافات أن تعزيز المساواة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والوصول إلى الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية هو الأساس لرفاهية الفرد، وخفض النمو السكاني والتنمية المستدامة. إن الأدلة التي يوردها تقرير اليوم يدعم هذا الإجماع".