دشن الربيع العربي وثوراته، مناخاً جديداً للانفتاح ونبذ الهوس الديني والتطرف. وأعلنت الحركات الإسلامية العريقة في الوطن العربي التزامها بالنهج الديمقراطي ودولة المواطنة المدنية، دولة القانون والمؤسسات وحرية التعبير، ومراعاة واقع التعدد الديني والعرقي والثقافي، ولكن لا يزال دعاة الهوس الديني في السودان يغردون خارج السرب، إنهم ينصِّبون أنفسهم زوراً وبهتاناً ولاة على المسلمين وناطقين باسم الإسلام .. فهل يكفي خروجهم من تحت عباءة النظام الحاكم، ليعطوا أنفسهم حق الإفتاء الشرعي وليشهروا سلاح التكفير؟! واذا كانت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة غير مسجلة قانوناً، ولا تمثل الحكومة أو أياً من مؤسسات الجهاز القضائي في البلاد، فكيف جاز لها أن تمارس صلاحية الإفتاء الشرعي؟! بل وتصدر فتوى تزعم أنها شرعية في حق زعيم سياسي إسلامي وطنياً وإقليمياً وعالمياً في قامة الإمام الصادق المهدي، طرحنا من قبل، ولا نمل التكرار، ضرورة قيام جبهة واسعة للاستنارة في وجه دعاة الهوس الديني والتطرف. ولا لسيف الإرهاب باسم الدين.