- يواصل مبعوثون سعوديون وإماراتيون وساطاتهم المكوكية بين قوات الحكومة اليمنية والانفصاليين الجنوبيين الذين يحاصرون عدن، ثاني أكبر مدينة في اليمن، لإنهاء حالة المواجهة الشديدة بعد أيام من المعارك الدامية. وفتح هجوم الأحد على مقار الحكومة المحاصرة من قبل حلفائها السابقين جبهة جديدة في الحرب الأهلية المدمرة التي أفضت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب ما تقوله الأممالمتحدة. وتعد السعودية والإمارات أكبر مساهمين في التحالف العسكري الذي يدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي منذ فراره إلى المنفي في 2015. وقال اللواء السعودي محمد سعيد المغيدي "هدفنا اليوم هو ضمان امن واستقرار عدن وتجنب كافة اشكال الفوضى وإنهاء كل الخلافات بين الفرقاء وبين أبناء الشعب اليمني والحفاظ على كيان الدولة اليمنية". وتابع أن هدف المملكة والإمارات "واحد ورؤيتهما مشتركة وليست لدينا اطماع سوى أن يكون يمن العروبة آمنا ومستقرا وقابلا للتنمية والازدهار". وقال اللواء الاماراتي محمد مطر الخبيلي إن الرياض وأبوظبي "تقودان جنبا إلى جنب المصالحة إيمانا بأهمية أمن واستقرار اليمن والحفاظ على السلم والامن الاقليميين". وكان جنوب اليمن يتمتع بالاستقلال حتى توحيد الشمال والجنوب في 1990، ويعتمد هادي بشدة على مليشيات تدعم استعادته للسلطة الكاملة على البلاد. وقد استخدمت أعداد كبيرة من تلك المليشيات في وحدات خاصة دربتها الإمارات لقتال تنظيم القاعدة، الذي لا يزال موجودا في مناطق كبيرة في الجنوب. وانتشرت تلك القوات الأربعاء عبر أرجاء عدن مما أفضى إلى حدوث هدوء مؤقت في الاشتباكات التي أدت إلى وقف توزيع المعونات الإنسانية على محتاجيها لعدة أيام. وقال الانفصاليون الخميس إنهم يسيطرون بالكامل على عدن. ونقلت وسائل إعلام غربية عن مسؤول من الانفصاليين قوله إن "الوضع الأمني مستقر، ونحن نعمل مع التحالف لتدعيم الأمن". وقالت شركة الخطوط الجوية اليمنية إنها استأنفت رحلاتها من مطار عدن برحلة الخميس إلى القاهرة. ولا يزال القصر الرئاسي في شمال عدن يقع تحت سيطرة قوات الحكومة، بحسب ما تقوله مصادر عسكرية. ولم تتخل السعودية ولا الإمارات عن دعم الرئيس هادي، الذي يعيش في منفاه في الرياض، لكنهما لم تتمكنا من التدخل عسكريا لمساندة رئيس الوزراء، أحمد بن دغر، والوزراء الآخرين الذين يقبعون في القصر تحت الحصار. وقد التقى مبعوثو الحكومتين "مع جميع الأطراف المعنية، مؤكدين الحاجة إلى الالتزام بوقف إطلاق النار .. وإعادة تركيز الجهود على جبهات القتال ضد الحوثيين"، بحسب ما ذكره مسؤول إماراتي لوكالة وام الإماراتية الرسمية. وقال اللواء محمد بن سعيد المغيدي للصجفيين في عدن إن "الوضع في عدن مستقر، وجميع الأطراف ملتزمون بالكامل بالبيان الذي أصدره التحالف العربي". وأضاف أن للسعودية والإمارات هدفا مشتركا، ورؤية واحدة، وليس لديهما طموحات". وقال اللواء الإماراتي محمد مطر الخيلي إن "السعودية والإمارات تقفان مع الشعب اليمني، وتقودان جهود المصالحة بين أجزاء الشعب اليمني". ولدى الإمارات علاقات وثيقة مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، هاني بن بريك، الذي يدين له بالولاء كثير من القوات التي تيسطر الآن على عدن. وقد حثت الدولتان حكومة هادي على أخذ مظالم الانفصاليين في الحسبان، داعية جميع الأطراف إلى إظهار ضبط النفس. وقد قتل 38 شخصا على الأقل في الاشتباكات في عدن منذ يوم الأحد، وأصيب 222 شخصا آخر بجروح، بحسب ما ذكرته منظمة الصليب الأحمر .