- حمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالته «أمريكا أولا» إلى «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس، مبلغا نخبة عالمية من قادة الشركات والزعماء السياسيين أن الولاياتالمتحدة لن «تغض الطرف بعد الآن» عن ما وصفه ممارسات تجارية غير عادلة. ويوم الجمعة أصبح ترامب أول رئيس أمريكي في المنصب يخاطب التجمع السنوي للأثرياء وذوي النفوذ في منتجع دافوس السويسري منذ 18 عاما، لينهي القمة بكلمة أعلن فيها أن الولاياتالمتحدة «مفتوحة لقطاع الأعمال». وقال «الآن هو أفضل وقت لأن تجلب أموالك ووظائفك وأعمالك إلى أمريكا»، مشيرا إلى تخفيضات ضريبية وقيود على القواعد التنظيمية كمُحَفِّزين لمناخ الاستثمار. وقال «بعد سنوات من التباطؤ، تشهد الولاياتالمتحدة مجددا نموا اقتصاديا قويا... العالم يشهد عودة أمريكا القوية والمزدهرة». وأضاف أنه سيظل يروج لشعار «أمريكا أولا»، في الوقت الذي يتوقع فيه أن يفعل قادة العالم ذلك لصالح دولهم. وتابع «إن قول أمريكا أولا، لا يعني أمريكا وحدها. حين تنمو الولاياتالمتحدة ينمو العالم». وتابع «لقد وَفَّر الازدهار الأمريكي عددا لا يحصى من الوظائف في مختلف أنحاء العالم، ودفعت حملة التفوق والإبداع والابتكار في الولاياتالمتحدة لاكتشافات مهمة تساعد الناس في مختلف أنحاء العالم للعيش في مناخ أكثر رخاء والتمتع بالمزيد من الصحة». لكنه سرعان ما تحول إلى مسألة المطالبة بالإنفاذ الصارم للقواعد التجارية، ليتهم دولا لم يذكرها بالاسم بانتهاج «ممارسات غير عادلة بما في ذلك سرقة حقوق الملكية الفكرية وتقديم مساعدات حكومية إلى الصناعة». وقال ترامب «سننفذ قوانينا التجارية ونعيد النزاهة إلى النظام التجاري. فقط بالإصرار على تجارة عادلة ومتبادلة، يمكننا أن نخلق نظاما ناجعا ليس فقط للولايات المتحدة بل لجميع الدول». ومضى قائلا «الولاياتالمتحدة لن تغض الطرف عن الممارسات التجارية غير العادلة. لا يمكن أن يكون لدينا تجارة حرة ومنفتحة، إذا استغلت بعض الدول النظام على حساب آخرين... نحن ندعم التجارة الحرة لكن يجب أن تكون حرة ويجب أن تكون على أساس متبادل». وفي حين أن لترامب سجلا في معارضة اتفاقات تجارية متعددة الأطراف تضم دولا كثيرة، فقد قال ان الولاياتالمتحدة ستدرس اتفاقات تجارية ثنائية «مفيدة للطرفين» مع دول أخرى فرادى. وأضاف ان ذلك قد يشمل الدول الموقعة على الاتفاقية التجارية المعروفة باسم «الشراكة عبر المحيط الهادي»، والتي انسحب منها، مضيفا أنه قد يدرس أيضا التفاوض معها بشكل جماعي إذا كان ذلك في مصلحة الولاياتالمتحدة. وأشار ترامب إلى تعريفات أمريكية عقابية جديدة على آلات الغسيل ومعدات الطاقة الشمسية. وتقول واشنطن إن هذه التعريفات ليست سوى ردا على الإجراءات التجارية غير النزيهة من جانب دول أخرى. من جهة ثانية التقى ترامب بأكثر من اثني عشر من كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية متعددة الجنسيات، بما في ذلك شركة «سيمنز» الألمانية، وشركة «نستلة» الغذائية السويسرية، وشركة «توتال» الفرنسية للنفط والغاز. وقال جو كيزر، رئيس «سيمنز» مخاطبا ترامب «تهانينا على إصلاحك الضريبي»، وأضاف أن «هذه الخطوة السياسية كانت السبب في قرار شركتنا تطوير توربينات للغاز في الولاياتالمتحدة». وذكر باتريك بويان، رئيس شركة «توتال»، أن شركته تستثمر ما قيمته مليار دولار في المتوسط سنويا في الولاياتالمتحدة. وأضاف «سنفعل المزيد في ظل إصلاحك الضريبي». وقال إلدار ساتر، رئيس شركة النفط النرويجية «ستاتوال»، ان جهود ترامب لتحرير الاقتصاد هي أيضا «أخبار جيدة». كما هنأ بيل مكدرموت، رئيس شركة «ساب» للبرمجيات في ألمانيا، ترامب على «الزخم الذي أحدثه في الاقتصاد العالمي». وخفض الإصلاح الضريبي الذي قدمه ترامب معدل ضريبة الدخل من 35% إلى 21%. ويوظف العديد من كبار المديرين الأوروبيين عشرات الآلاف من العمال في الولاياتالمتحدة. وقال ترامب «إن مليارات ومليارات الدولارات تأتي الى الولاياتالمتحدة». وفي مقابل ثناء رؤساء تلك الشركات المذكورة على سياسات ترامب الضريبية، أثار موقف ترامب الانعزالي بشأن التجارة نقدا خفيا من قادة من بينهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.