المسرح ، أو (أبو الفنون) المرآة التي تعكس واقع المجتمع ، وقديما كانت المسارح هي الوسيلة الوحيدة للتعبير الفني بعد حلبات المصارعين والسباقات ، تطور المسرح وأصبحت عواصم العالم تحتفل به في السابع والعشرين من مارس في كل عام بتقديم العديد من العروض المسرحية بعد أن ضمنت منظمة اليونسكو هذا اليوم في أجندتها الثقافية. المسرح السوداني شابت مسيرته الكثير من العقبات والمشاكل، وتوقفت الأعمال المسرحية لفترات طويلة ، الي أن لاحت في الافق مؤشرات ايجابية للنهوض به من ثباته ، تمثلت في دعم ولاية الخرطوم للموسم المسرحي. وبمناسبة مهرجان البقعة الدولي والذي انطلقت فعاليته أمس احتفالا باليوم العالمي للمسرح أجرت /سونا/ استطلاعا من داخل المسرح القومي مع عدد من أهل الدراما من مخرجين وكتاب مسرحيين وممثلين عن اليوم العالمي للمسرح وواقع المسرح السوداني وفي هذا السياق قال صباح النعمة تاج النور (فنان تشكيلي وممثل وكاتب): اليوم العالمي للمسرح هو طفرة قامت بها الأممالمتحدة والمسرح في كل العالم يعكس للحكام ما يدور في المجتمع نسبة لمشغولياتهم تجاه الشعوب، وكما قال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين (عندما يكون هناك فنانين كبار يكون هناك سياسيين كبار) يعني لخص أهمية المسرح والفنون عموما ولذلك لا بد للسلطة من اعطاء حرية للمسرح لمعرفة ما يدور في المجتمع بغض النظر عن أي اتجاهات سياسية أو دينية والاخوة في وزارة الثقافة والاعلام يعرفون هذا ، المسرح في الآونة الاخيرة للاسف متدني ، الأممالمتحدة الشئ الوحيد الذي نجحت فيه هو اليوم العالمي للمسرح كنموذج يسير الانسان علي ضوئه ، أذكر أن الرئيس الراحل جعفر نميري كان من أكثر الرؤساء اهتماما وحضورا للمسرح ولي معه طرائف في المسرح. شادية (مخرجة ممثلة مدير سابقة لمسرح العرائس والأطفال وحاليا مديرة الفرق الفنية بالمسرح) قالت: ترون الحالة البائسة للمسرح والمسرحيين في مثل هذا اليوم كان من المفروض وجود كرنفال ووجود مكثف للمسرحيين، لا أقول أنه لا توجد أعمال تقدم ولكن هذا اليوم كان لا بد أن يكون طعمه جميل ويوم مميز بالنسبة لنا كمسرحيين، كل المسرحيين في العالم يحتفلون به ولا أزيد في التفاصيل. عبد المنعم عباس محمد عبد الماجد (كاتب درامي ومخرج ) قال: اليوم العالمي للمسرح هنا باهت ومحدود بشارك فيه عدد قليل لأنه محصور في مجال محدد، التظاهرة أكبر بكثير، المسرح له دور كبير في الحياة الاجتماعية والسياسية ومن المفترض أن تكون التظاهرة أكبر والمشاركة أكبر هي الآن محدودة لابد أن تكون شاملة ومفتوحة لكل المدن والولايات لا أن تكون محصورة في المسرح القومي فقط، أي ولاية بها مسرح وعدد كبير من الممثلين، الآن لي مسلسل في كسلا معي 55 ممثل منهم محترفين ومتمرسين في العمل قد يكونوا أفضل من بعض المشاهير هنا ، لماذا هذه المحدودية ببرنامج ومسمي محدد، وزارة الثقافة لها دور ، كان من المفترض الاحتفال في كل الولايات أو حضور ممثلي الولايات إلى العاصمة ليحتفل الجميع، المسرحيين لا طمع لهم يعملون بالمجان من أجل توصيل الرسالة ، اليوم العالمي للمسرح كلمة كبيرة جدا ، هل العالمية هي احضار بعض الفرق من الخارج ، هذه الفرق محدودة لا تمثل كل العالم. عبد الحكيم عامر ( كاتب ومخرج وممثل ) أوضح أن كلمة اليوم العالمي للمسرح هذا العام كتبها الكاتب المسرحي الايطالي(داريو فو) وانتقد فيها إلى حد كبير جدا مشاريع الاصلاح ، وقال يمر اليوم العالمي وكثير من الدول لها مشكلة في البنيات التحتية والي حد كبير جدا دعم المسرح به الكثير من الاشكاليات. هذه الحديث ينطبق على وضعيتنا في السودان إلى حد كبير لم يتم انجاز الكثير على صعيد البنيات التحتية تم بناء وتأهيل بعض المسارح في عام 2005 الخرطوم عاصمة الثقافة في الفاشر وعدد من المدن لكن لا توجد بنيات مواكبة لما يحدث في العمارة المسرحية أو تقنية وتكنلوجيا المسرح، المسرحيين متضررين كثير جدا من مشروع الخصخصة ، نحتاج إلى وقفة للاهتمام أكثر بأطر المسرح سواء كان المعهد العالي للموسيقي والمسرح أو مراكز الشباب والمسارح الصغيرة، نحتاج إلى أن نعنى عناية كبيرة بقضايا الفنون وحريات تساعد المسرح والمسرحيين علي العمل ولابد من مراجعة قضايا الخصخصة لأن تصفية القطاع العام والعاملين بالمسرح أتصور انها تضر قضايا الثقافة بشكل عام ، الثقافة في الدول النامية تحتاج إلى دعم الدولة ولعب دور أكبر فيما يخص الثقافة الوطنية والمسرح . فكرة اليوم العالمي للمسرح هو أن تضاء المسارح وكل الجماهير تدخل مجان وأن تعرض هموم المسرح في أي دولة من الدول ، مشروع الاصلاح مثلا في المغرب اعتنى كثير جدا بالمسرح والأردن أيضا أما مصر وبعض الدول بها ثورات ومشاكل في انتقال السلطة ولا يمكن للشخص معرفة ما يجري هناك ، المسرحيين يحاولون النحت في الصخر للوصول لمشروعية مسرح مضاء ويلعب دوره في المجتمعات وقضايا التنوير. عبادي محجوب (مخرج - الأمين العام لاتحاد السينمائيين السودانيين ) عبر عن رأيه قائلا: في هذا اليوم نحن كاتحاد للسينمائيين والمسرحيين هو عيد في بقعة من بقاع الدنيا ودرج السودان على الاحتفال بهذا اليوم وإقامة أيام البقعة المسرحية والذي تحول إلى مهرجان البقعة الدولي بمشاركة فنانين كبار من العالم العربي وعلى المستوى الأروبي، هذا اليوم لكل المسرحيين والفنانين في العالم لأن المسرح هو أبو الفنون ونتمني أن يحل العام المقبل والسودان ملئ بالمسارح وأن يكون هناك مسرح في كل مدينة ونحتفل بهذا اليوم في كل مدينة ومسرح. حسن يوسف الشهير بسيد جرسة (ممثل) قال: للأسف الشديد كل عام نحتفل بيوم المسرح العالمي وكل سنة هناك المزيد من المرارات بالنسبة للمسرحيين فلا يعقل أن نحتفل باليوم العالمي للمسرح وليس هناك مسرحا سوى بعض التجارب الشحيحة هنا وهناك ، نحتفل وكأن المسرح في الخرطوم فقط، عدد من المسارح في ولايات السودان توقفت عن النشاط تماما، الاحتفال عبارة عن تظاهرات لن تقدم أو تؤخر شيئا، كلنا سنة نتحدث عن هموم وتطلعات المرحلة، في الدول المتقدمة تبنى الاستراتيجيات علي الفنون ، للأسف الشديد نخاف على أجيال قادمة من نفس مصيرنا المظلم، ونرى أنه ليس هناك ثقافة بالمعنى الواضح ، نحن نحتاج الي صياغة، وليس هناك نشاط ، وطالما أنه ليس هناك نشاط لا داعي للاحتفال. ع ش