عام على الحرب فى السودان.. لا غالب ولا مغلوب    يمضي بخطوات واثقة في البناء..كواسي أبياه يعمل بإجتهاد لبناء منتخبين على مستوى عال    الخطوة التالية    السيارات الكهربائية.. والتنافس القادم!    واشنطن توافق على سحب قواتها من النيجر    اللواء 43مشاة باروما يكرم المتفوقين بشهادة الاساس بالمحلية    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    سوق الابيض يصدر اكثر من عشرين الف طنا من المحاصيل    الأكاديمية خطوة في الطريق الصحيح    شاهد بالصورة.. المذيعة السودانية الحسناء فاطمة كباشي تلفت أنظار المتابعين وتخطف الأضواء بإطلالة مثيرة ب"البنطلون" المحذق    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: بدأت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح بجانب القوات المسلحة معركة حاسمة لتحرير مصفاة الجيلي    مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



*البزعي يدعو الي حوارات مستمرة حول الهوية *ويعزى معظم مشاكل السودان لعدم وجودة تعريف واضح للهوية

تشكل ثقافة الفرد ، لغته ، عقيدته ، حضارته ، تاريخه ، خصوصيته وذاتيته كلها مجتمعة هوية الإنسان ، من نحن ؟ سؤال اختلف الناس حول إجابته ، وتباينت الآراء حوله ، جلست سونا مع الاستاذ ابراهيم البزعي الخبير الإعلامي والناشط في المجالات الثقافية والتراثية وغاصت في أعماقه لتخرج بهذه الحصيلة : س/ أستاذ البزعي الهوية السودانية كثر الحديث حولها واختلف الناس حولها هل هي عربية أم افريقية أم الإثنين معا ؟ ج/ ليس هناك ما يسمي بهوية عربية أو افريقية ، هذا كلام مدارس ايدلوجية ، في الستينات كانت هناك مدرسة الغابة والصحراء وهؤلاء هم من طرحوا مسألة الهوية في الستينات هذه المسألة لم تطرح الا في ستينات القرن الماضي ، ثقافة الغابة والصحراء وهذا شغل أفقي ، مقابلة بين غابة وصحراء ، جنوب - شمال ، عرب - أفارقة وهكذا ، عمل رمزي ، ما بين عمل رأسي وهو تاريخي والإثنين خلفهم أشخاص لهم أيدلوجيات معينة يعملون بها وهذا في الستينات ، ولعل الكلام منصة إنطلاقه هشة لأن مسألة الهوية ليست بالسهولة لتنتهي بين يوم وليلة ، هذه المسألة تم نسيانها ولم تظهر الا في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات في القرن الماضي وجاءوا بشئ إسمه السودانوية وهذه هي الكلمة الأقرب ، نحن سودانيين فقط لا عرب ولا أفارقة ، انت لا يمكن أن تقول عرب لأنك تنسب الهوية الي عنصر وناس وإثنيات وهكذا وإذا قلت افريقيا فإنك تنسب الهوية الي مكان لأنها قارة وهذه القارة بها عرب ونسبة كبيرة من الدول العربية موجودة في هذه القارة ، الشمال الافريقي نحن وموريتانيا وهكذا لذلك ليس من المنطق عند الحديث عن الهوية التحدث عن جغرافيا ، المنطق أنك تتحدث عن تاريخ لحد ما والتاريخ أمر رأسي لا يعطي الإجابة الكافية أما أن تقابل ما بين العنصر والأرض تكون المعادلة غير جائزة لذلك يجب أن يبتعد الناس عن هذه التسميات عرب وأفارقة . الإجابة التي أتت في منهج السودانية هي الأقرب لكن يجب تفتيتها لأننا قلنا نحن سودانويين يعني لا عرب ولا أفارقة ويأتي السؤال من هو السوداني ؟ أيضا نطرح سؤال الهوية ماهي هوية السوداني ؟ وأيضا ليس كافيا أن نقول سودانيين ماذا يعني سودانيين ؟ الإجابة علي هذا السؤال هو الذي تترتب عليه مسألة الهوية ، من نحن ؟ لأن أي بشر اذا لم يعرفوا هويتهم لا يستطيعون التطور واذا تطوروا يكون ذلك آليا ، المهم هو المعرفة بالذات ، الأغاريق والغرب تطوروا من خلال كلمة خرجت من فيلسوفهم سقراط (أعرف نقسك) وهذا الشئ عندنا حتي في ربات البيوت ، تقول لك أنا أمك يافلان بمعني أنا أعرفك أو ود أصول وهذا يشكل منصة إنطلاق منطقية بأنك تقفز الي الأمام ، لكن اذا لم تعرف من أنت ستكون هناك إشكالية وهذا جوهر الحديث الذي يدور عن الهوية لأنه طرح في خطاب رئيس الجمهورية وهذا الطرح كان سياسيا كونه أتي في المرتبة الرابعة لكن الطرح المنطقي والثقافي أن الهوية هي العنصر المركزي في تلك العناصر الأربعة فالهوية وإن كانت في خطاب الرئيس اتت فى المرتبة الرابعة فهي العنصر الأول ، لأنه يجب ان نعرف من نحن حتى نتحاور ؟ الآن في مفاوضات أديس أبابا الخلاف كله من أنتم ؟ وجئنا لكي نتفاوض في المنطقتين أم في السودان كله ؟ ياسر عرمان يقول السودان كله ، من أنتم ؟ فالسؤال هنا اذا لم تجب عليه لا تستطيع السير الي الأمام ، من نحن لكي نتحاور ؟ التحاور ليس هكذا فقط من أجل الحوار واذا تحاورنا يأتي الينا الزغاوة ، زغاوة ليبيين أو سودانيين أو تشاديين ؟ ويمكن أن يأتي الينا زاندي هل هو من افريقيا الوسطي أو كنغولي أو غرب الاستوائية ؟ عشرات القبائل المشتركة ما بين الحدود، قبيلة واحدة المسيرية ، توجد 52 قبيلة بيننا وتشاد مثلا لكن مسيري السودان يختلف عن مسيري تشاد ، هنا له لون آخر ثقافة مركزية سيطرت عليه لذلك الموضوع متشعب لو أردت إجراء حوار هوية تجريه قبل الحوار السياسي لتحديد من يتحاور مع من ، هذا هو العنصر المحوري وكان من المفترض أن يبدأ به الناس مباشرة دون إنتظار لأنه يخصنا كلنا لا يخص المهدي وحده ولا الميرغني ولا البشير يخص كل الناس ويفترض أن يكون حوار مستمر لأن هويتنا كل يوم تتغير ، نعم هناك عناصر أساسية مستمرة لكن بمنطق الموضة كل يوم هناك شئ جديد ، عنصر الهوية مهم وإلتفت الناس له بعد الوثيقة لكن الإلتفاتة كانت هامشية وأقول اذا لم نحسم أمر الهوية لن يكون هناك حوار أو إقتصاد أو أي شئ آخر والسؤال المنطقي هو من نحن ؟ الآن العاصمة ثلثها من الأجانب وهذه إحدي الإشكالات الكبيرة وعند طرح هذا الموضوع يكون هناك إخفاء لبعض الأشياء ، نحن الأن لدينا مشاكل في الجنسية والمواطنة والهوية لا بد من الإقرار بها ، وكونه تم طرح الهوية هذا يعني إعتراف ضمني من الدولة والسياسيين بأن الإجابة علي هذا السؤال مهمة وتبقي هناك مشكلة المواطنة ، والمواطنة ترتبط بها الجنسية ، أحيانا حينما يتحدثون عن ( الجنس ) فى السودان يعنون القبيلة اى جعلي ، دنقلاوي وغيرهما لكن الجنسية التي يتم استخراجها مختومة ، بها إشكالية خصوصا ارتباطها بالمواطنة لأن مفهوم المواطنة مفهوم دستوري وسياسي لكن مفهوم الهوية مفهوم ثقافي ، فالجنسية يمكن أخذها بالتجنس أو بواسطة الام السودانية التي ولدت بالسودان نسبة لمعايير الدم ومعايير الإقليم وهكذا يمكن إستخراج الجنسية ، لكن لا يهمهم الكيمياء التي بداخلك اذا ما تم عزف الدليب هل تتفاعل معه ؟ أو اذا سمعت الدلوكة أو الطار أو رأيت أكلة التركين كل ذلك يعتبر ثقافة شعبية وهي ما يميزك كسودانى ، وهذا هو المفهوم الثقافي ومفهوم الهوية تدخل به أشياء كثيرة جدا ، الموروث الخاص بالثقافة الغذائية لحس الأصابع بعد الأكل وعدم تناول الطعام وحيدا هذا هو المفهوم السوداني ، الجالس في المطعم يتلفت في إنتظار شخص يأكل معه هذا هو سوداني محتار لم تكتمل هويته لأنه يرى من العيب تناول الطعام وحيدا ، الشخصية السودانية لها خصائص بمفهومها الثقافي أما بمفهوم المواطنة فانك يمكن ان تأتي بثلاثة شهود أو ناظر القبيلة ويتم منحك الجنسية . س/ كيف إذاً نحدد الهوية ؟ ج/ هناك أشياء مهمة يجب الوقوف عندها لذلك سيكون الحوار أمتع وأجمل ، من نحن ؟ نحدد هويتنا أولا وهذه واحدة من الإشكالات اذا لم تحدد هويتك ، الآن مشاكل دارفور الناس يتحدثون عن أجناس وتدخلات وقبلية بيننا ودول كثيرة وحزام سوداني ، يجب تحديد هذه الأشياء أولا وهذه مسألة صعبة لماذا ؟ لأن مجرد أن يطلق الرئيس أو المؤتمر الوطني أوالحكومة كلمة الهوية في ا لركائز او المحاور الأربعة هناك مشكلة ، لأن كل الحروبات قائمة عليها حتي مشاكل المنطقتين . كل هذه المشاكل قائمة علي الهوية لأنهم لم يعرفوا من نحن ، عندهم إجابة داخلية بأنهم أصحاب البلد ، مملكة سنار قامت في الفونج ومملكة تقلي الاسلامية قامت هنا ومملكة دارفور كذلك ويأتي الجلابة أخيرا ليفعلوا كذا ويقولوا كذا ، هذه منطلقات الحروب لذلك اذا عالجت أمر الهوية وحددت بأننا سودانيين انقسنا أو نوبة أو أمبررو أو غيرهم وتم الاتفاق علي ذلك كمفهوم ثقافي لزال عنصر غبن كبير جدا . ايام مشكلة الجنوب مع الشمال كان الجنوبيين يعتقدون بأن الشمال ينظر لهم نظرة فوقية ونظرة إستعلاء ثقافي لذلك قامت الحروبات واذا تم معالجة أمر الهوية نكون قد عالجنا مشاكل كثيرة جدا وهي صعبة ولكن عدم الفهم للثقافة مشكلة ، مثلا تعرضت الفنانة ندى القلعة لحملة شديدة عندما زارت نيجيريا وغنت فى مناسبة خاصة بحاكم ولاية مايدوكرى وقام الاخير بمنحها كميات من الأموال على طريقة النقطة المعروفة لم يفعل هذا الحاكم سوي أنه مارس ثقافة أهل السودان فى (النقطة ) وكل الذي قام به أنه وبوجود زوجته عبر عن سعادته وبهذا الفهم مارس ثقافة (التنقيط) وهذه ثقافة سودانية . في مدينة كانو لو ذهبت لفندق سبعة نجوم تجد فنان يغني وبنات يمارسن الرقص ويتم التنقيط لهن ، محمد وردي عندما ذهب للنيجر تم ملء جوال بالنقود هذا إسمه ( نقطة) ، وأنا شخصيا في مدينة بحري انفعل الناس في حفل ما وتم الجلد بالسوط وقد تحمست انا كذلك وخلعت ملابسي ودخلت وسط الحفل وتم جلدي ، هذه الممارسة أبرزت شخصيتي السودانية وسطهم غصبا عني لذلك إكتشاف هوية الناس تتم عبر ممارساتهم الثقافية وما دام الهوية مفهومها ثقافي يبقي علينا البحث عن مفاهيمنا الثقافية لتحديد من نحن كيف نأكل كيف نشرب كيف نرقص كيف نلبس كيف نعبر كيف نمارس طقوسا الدينية ومن هذه الأشياء ينبثق الدستور عندنا الديانة الرسمية الاسلام وكريم الأخلاق والمعتقدات لأنهم يعرفون بأن هناك كجورا وعندما يأتي مفهوم الهوية تكون المسألة أعمق ، وسيد الخطيب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية أوضح بأن كل هذه المشاكل سببها الهوية ، لكني أشعر بأن التعامل معها ليس بالعمق الكافي الموضوع أكبر بكثير من مثل هذا اللقاء ، الموضوع يحتاج لندوات يدلى فيها كل برأيه وفي النهاية نخرج بآراء تكون جامعة . ذهبت لإذاعة جوبا مديرا عام 91 وجدت كل الناس يتكلمون انجليزي سألتهم ألا تعرفون العربية قالوا نعرف قلت لهم ولماذا الانجليزي وجدت كل البلد تعرف العربية فلماذا في الدستور اللغة الرئيسية انجليزي والديانة المسيحية الإجابة لأننا عملنا بالسياسة هذا الجنوب مسلم وعربي وقمت بتطبيقها في إذاعة جوبا أنا أول مدير شمالي يدير إذاعة جوبا عام 91 قلت لهم تكلموا الانجليزية قالوا لا وحتي مجمع الكنائس كذلك وقلت لهم لماذا اللغة الانجليزية هي الرئيسية عندكم قالوا لا 8% فقط لماذا ؟ لأننا مارسنا أبوة الإستعلاء الثقافي عليهم لدرجة نصرف لهم ملابسهم الثقافية ، في مكاتب جوبا كلها يتكلم الناس الانجليزية ، أنت من فرضها عليهم ودمرتهم بها هم لم يريدوها لهذه الدرجة ، كان هناك عربي جوبا كل الاستوائية تتحدث عربي جوبا وهي اللغة التي تجمعهم وأين الإستوائية ملكال والرنك ومن هم سكان الرنك (بني سليم) قبائل عربية لونها أبيض مخلوطين مع دينكا يلبسون الجلاليب وأنا عملت معهم راعي في الثمانينات والمسافة ما بين الرنك وحتي جونقلي كلهم يتكلمون بالرطانة وما بعدهم يتكلم العربية ماذا يعني هذا ؟ الإستوائية ليست جارة لنا حتي نقول التداخل وغيره ، الثقافة هناك عربية ، طيب لماذا هنا يجافون اللغة العربية هذا تحدي الثقافات لماذا ؟ بسبب الهوية وهي مسألة عناد ، مثلا عندما كان لي لقاء عام 80 مع كجور الدلنج وأسمه محمد ابراهيم أغبش وهو مسلم وكنا نصلي معا وكل مستلزمات كجوره موجودة لماذا ؟ لأن العرب عندهم فكي وهذا هو تحدي الثقافات لأننا لم نعالج مسألة الهوية مع أنه مسلم وابنه كان من المشاركين في إنقلاب هاشم العطا والي الآن الكجرة مسلمين وتحولت لبعد ثقافي وافرغت من محتواها كيف نتعامل مع مثل هذه الأشياء هذا هو السؤال ، أين قامت المملكة الاسلامية ؟ في تقلي جبال النوبة والتي تغلي من الحروب حاليا ، المهدي أين ذهب؟ الي قدير مناطق تقلي بدعوة إسلامية وهو يعرف أن المملكة الإسلامية قامت هناك ولم تقم بالخرطوم وفي عز مملكة سوبا وعلوة يقوم هناك عبد الله جماع والفونج ويعملوا مملكة اسلامية عربية متخطين الخرطوم كلها هذا شئ غريب ماذا يعني هذا ؟ يعني هم المركز والهامش هنا وليس هناك ، أنت لديك ثقافة مسيطرة علي البلد ، الثقافة الاسلامية العربية إذاً أنت لديك مركزية الثقافة لكننا لم نأخذ المسألة بالثقافة ، وهنا تكمن الخطورة ان الثقافة تم أخذها بقرارات فوقية ليتم التخيل بأن هناك طبقات ودرجات وهكذا . دعنا نتساءل لماذا إستمرت السلطنة الزرقاء 317 سنة ، لأنها قامت على ثقافة الناس ، الككر ، الشعبة والبنبر ، والى الآن موجودة تجدها في حلقة الذكر وأي مسيد لأنها ثقافة وكذلك مملكة تقلي حتى الآن ومملكة الفور ،علي دينار عندما كان حاكما كنت تجد عنده السناري وكل الاجناس لأنهم لم يكونوا يعرفون القبلية، و لي ماذا قامت سلطنة الفور ؟ أحمد المعقور تزوج خيرة بنت السلطان شاودرشيد جابت سليمان صولون الذي هو سليمان العربي عام 1445 ومنذ ذلك الوقت لم يصبحوا عرب ؟ ماذا يعني هذا يعني أن هناك لعبة سياسية جاء ليفصل بين أناس وصلوا مرحلة تكوين الهوية لديهم ، هذه المنطقة كانت هويتها في إطار السودان الكبير ، الشناقيط في مليط وشمال دارفور والتكارين كلهم قبائل مشتركة ولدينا قبائل اسمها المغاربة من أين أتوا ؟ من
المغرب العربي ، علي أنقاض الأندلس وبالمناسبة الغرب لا يسمح لك بتكرير خطأ الأندلس ، أوروبا كلها كانت تحت قبة المسلمين والي الآن هناك طريق في إسبانيا اسمه طليطلة وأسماء عربية كثيرة في أوروبا مثل البندقية لماذا لأنها مناطقنا ، تكاثروا علينا الى أن أخرجونا عن طريق جبل طارق هل من الممكن السماح لنا بقيام مملكة مشابهة مرة أخري ولماذا إستمرت تلك المملكة الاسلامية كل هذا الوقت لأن الحاكم لم يكن من تونس أوالمغرب أو غيره الحاكم كان الخلافة الاسلامية ولأن الثقافة هي التي كانت تحكم ولم يصدقوا بأنهم تخلصوا منا وقامت علي طول مملكة الفونج وتجمعوا كلهم هنا وعندما شعروا بالتمدد ووصول ثقافتنا الي الحبشة إنهار الأشخاص ولكن كعنصر موجود الي الآن ، الفيدرالية تم تطبيقها في زمن الفونج ، الشكرية يرغبون فى أرض وقسمة الأرض والثروة وهكذا ، فموضوع الهوية كل ما يطرح سؤال له علاقة بحركة الناس وثقافتهم يجب أن تكون عندك إجابة ، اذا إفترضنا مثلا العاملين بالإذاعة كلهم شايقية تجد اليوم كله النعام آدم ليل نهار وقبل فترة دخل الكردفانيين الاذاعة والتلفزيون تلقي عبد القادر سالم وابراهيم موسي أبا وصديق عباس ، ماذا يعني هذا كله ، يعني بأنه ليس هناك تخطيط مركزي وهذا كله يصب في الهوية لذلك التعامل مع مسألة الهوية تعامل بتاع وجعة وغبينة والحل ساهل جدا ، الحل انك تتعامل مع الشخص بالهوية وبعدها الثقافي يعني مثلا أن لا أسمح بأن تقول يا جماعة البزعة ديل ما عندهم زول في الشرطة دخلوهم كدة أنت ألزمتني وثقفتني ، من أنت ، هذا الحق لا يمنحني له رئيس أو حزب أو قبيلة يمنحني هذا الحق الواقع بتاعي بقدر مساهمتي في الحياة العامة والنشاط الثقافي العام ، يفتحوا ميدان ونرقص جميعا ومن تسود ثقافته تلقائيا دون أن يقول زول الناس ديل أدوهم ، لأنه عندما نقول الناس ديل هناك إحساس بان الناس ديل حقهم براهم وهناك ترضية ولها أثر نفسي وهذا إشكالية . س/ هل هذا الكلام معنية به القبلية ؟ ج/ ما أقوله لا يعني أننا لا نريد القبلية بل نريدها ، ما هي القبيلة ؟ هي سلالات خارجة من بطن واحدة وهذا شئ طبيعي إما قبيلة مهنية ، مثلا زراعية وتكون ثقافتها ملود وكدنكة وتصبح ثقافتنا قريبة من بعض ، أو رعاة ، الآن في قبيلة واحدة أتت من الجزيرة العربية من إتجهوا جنوبا صاروا بقارة ومن اتجهوا شمالا صاروا أبالة ، تختلف ثقافاتهم وعندما ذهب البقارة الي مناطق الدينكا أخذوا ثقافتهم ، فالمهن والحرف توحد الثقافات ، عمر حاج الزاكي قال لو إفترضت أنك أعمي وماشي في منطقة من مناطق دارفور والتي بها مساليت ، وهناك مساليت بتشاد والحدود مسطحة ، المسلاتي هنا يختلف من المسلاتي بالجهة الأخري وأنت أعمي تعرف مسلاتي السودان من مسلاتي تشاد ، المسلاتي السوداني خالط الرزيقي وخالط النوباوي لذلك تختلف عجينته خاطف 27 لونا ، لونك الأصلي موجود ولكن لا يمنع هذا أن تكون به هويتك . س/ التمازج والاختلاط هل يشكلان عنصرا في تحديد الهوية ؟ ج/ الرئيس قال كلام علمي جدا ، قال الاختلاط والتمازج والعلماء يقولوا الإختلاط والإمتزاج ماذا يعني الإختلاط يعني أن تعيش القبائل مع بعضها في وحدة واحدة ، مثلا ناس أبيي عايشين في إقليم واحد ، الإختلاط ماشي والإمتزاج بدايات محدودة ، لكن الإختلاط غصبا عنهم موجود والي اليوم منطقة أبيي دعني أقول لك شيئا عندما يأتي موسم النشوق البهائم تلقائيا تتجه عكس الهواء لوحدها ويتم الإختلاط بالنوير والدينكا ، عايشين في إختلاط لكن ليس هناك إمتزاج ، وأشبه هذا الأمر بحافلة بها أواني منزلية براد وحلة وكباية ومعالق وهكذا ، وكلهم بمكان واحد لكن كل واحدة تختلف عن الثانية لكن عايشين بمكان واحد هذه الحافلة هي السودان اذاً يمكن للهوية أن تكون اختلاط دون امتزاج قبائل كثيرة متعايشة مع بعض مثل شرق السودان هدندوة وبني عامر وشكرية يعطوني هوية إنسان شرقي كلهم يأكلوا السلات وكلهم يلبسون السديري نقوم بتجميع الأشياء التي تجمع بينهم لتظهر هوية الإنسان الشرقاوي وكل واحد منهم محتفظ بهويته القبلية ، ومفهوم الإختلاط تتم بواسطته معالجة القبلية لكن هذه القبلية ينبغي أن تتخالط بها مع الناس ، وهذه ظروف الحياة لا بد من الذهاب الي السوق والسوق بجيب كل الناس ، غصبا عنك ، جئت السوق عليك بترك ثقافتك المحلية جانبا وعند الاختلاط مع الناس ينبغي أن تكون عندك لغة السوق وهذه هي لغة الهوية فلنعتبر السودان سوق تكون به لغة عند التحدث بها يجب أن يفهمها كل الناس وهذا ما نجحت فيه إذاعة أمدرمان . ننظر للبس السوق العمة والجلابية والمركوب ، أكل السوق كل الناس تأكل فول وعدس وكباب ، موجبات السوق تحتم عليك ترك أشيائك الخصوصية ، توب المرقة ، وحتي أهلنا يقولون أكل عجبك وألبس عجب الناس ماذا يعني توب المرقة ؟ يعني اللبس الذي يشبه الآخرين ، المكان الذي نتواجد به كلنا نكون متساوين في أي شئ مثل الديوان ماذا يعني الديوان هو المكان العام اذا ذهبت الي أي منطقة في السودان في إتجاهاته الأربعة ودخلت ديوان لن تحتاج لمترجم وعندما تدخل منزلك تجد الكول والمرس واللحمة ، ديل يعملوها سلات وديل أم دفاق وديل شيش كباب وهي في النهاية لحمة وهذا هو تعاملنا معها ، هذه المداخل لو ناقشها الناس والموضوع كله يبقي سؤال الهوية ، نحن لسه محتاجين للإجابة . س/ كيف يحدد السلوك اليومي الشخصية السودانية ؟ ج/ زمان في جامعة الخرطوم كنت أسأل الناس أيه يعني طقطقة الأصابع عند الغناء وهو ما يسمي ( التبشير) والبنات يضحكن طيب إنتن عندما يبشر الرجل للمرأة وهي ترقص تعمل (شَبال) ، ماذا يعني شًبال ، لا تعرف هذه السلوك ؟ اذا لم تعرف أصله هذه مشكلة ، صرنا نمارس ممارسات لا نعرفها لذلك ليس لها عمق ، البنت لو عرفت معني الشًبال ستعرف أنه ليس أي شخص يأخذ شبال ، الشَبال ليس لأي شخص ، ويجب أن تفهم المرأة معني الشَبال حتي تمارسه بوعي ، هناك عدم وعي بممارساتنا وبالتالي بالهوية ، يجب الوعي بمن أنت ولماذا تعمل هذا الشئ وكيف حتي يكون لنا قالب ، الآسيويين مثلا لونهم أصفر السنون كذا والعيون مدورة دقاق الشفاه غليظة ، الخواجات ، الكابلي يقول (لا بخاف لا بتر قدام أب عينين الخدر) ، عيونهم خدر، طيب نحن شنو ، عندنا الطوال وعندنا القصار وعندنا الملونين وفي البيت الواحد تجد كل هذه الصفات ولا يمكن أن تقول السودانيين طوال ولا قصار ولا مربوعين ولا حمر ولا بيض ولا قمحيين ولا سمر وهذا إشكالية ، لماذا تمت مضايرتها ، في التلفزيون لو جبت الأخضر مشكلة ولو جبت الأحمر مشكلة ، لكن الهوية تعطيك اللون المثالي المحايد البشبهنا كلنا . زمان يقولو لونوا أسمر طوله خمس قدم يعني أخذوا لون وسط لكن لا ما دايرين وزارة الداخلية هي التي تحدد يجب التحديد عبر حوارات يا جماعة لمعرفة من هو السوداني ، يجب تحديد الهوية قبل الجلوس ، نحن شنو ، من نحن ، لدينا عمق تاريخي كبير جدا وكذلك الجغرافيا وعندنا كل السلالات البشرية ، أوقازيين ، حاميين ، نيليين وزنوج كلها موجودة وداخلة في دمنا عندنا تنوع وهو في الحقيقة بيثري وعندنا تعدد وأي تعدد يكبر الرقم بتاعنا طيب أجملوا لنا هذه الاشياء وهذه الأشياء يجب أن تعطي لخبراء . قلت لهم لماذا يحب الناس البشير ونحن لا علاقة لنا بالجبهة ولا أنصار سنة ولا غيره ، لأن البشير به جزء من أي زول سوداني وهو ما يسمي بالمقبولية ويجب أن نسعي في مسألة الهوية الي المقبولية ، يجب أن يفتش حوار الهوية علي مثل هذا الشخص الذي يحمل كل الخصائص السودانية بكل قيمها لأنه نموذج حي حتي لو إختلفت معه سياسيا والدلالة علي ذلك حزبه يقدمه في أي شئ لأنه لاعب علي هذه المقبولية ، طيب نشوف مثله وده ببساطة عشان تبحث عن الهوية ، الزول البشبهنا يرأسنا يذيع لنا يغني لنا عشان نتفاعل معه وهذا لا يعني أن يكون هناك تحدي ثقافات أو إقصاء أو أن يحس الناس بأن هناك تعالي ثقافات وهي سبب الكثير من المشاكل ، مثلا يقولون لك الجعليين من هم الجعليين ، ايه رأيك أن الشايقية جعليين والبطاحين جعليين ما يقارب الثمانين قبيلة جعليين ونقول مسكوها الجعليين وكذا ، لا نجيبها بالعلم وبالأصول في النهاية قد تجد كل العرب الذين أتوا مجموعة جعلية مافي هنا تطاول ثقافات أو تحدي ثقافات وعند الرجوع الي ناحية العلمية نجد أن الأصل إما إمويين أو جهينة لا تخرج من ثلاثة أصول يبقي المسافات بيننا قريبة جدا لكن من الذي له قدرة علي قول هذا الكلام ، لذلك ناس دارفور عند المشاكل يقولون أضرب ولا تسئ لماذا ، قد يكون إبن عمك ، و بالمناسبة الزول البسافر كتير تحصل له حاجات غريبة يتعرف علي أهل بالصدفة ، خالتك بت عمة خالي وهكذا هذا هو السودان . الآن ما هو المفقود هل سعينا وراء هذه الأشياء ووعينا بها ، يجب السؤال عن أي شئ مهم لأنك تجد إجابة للأشياء وهذا كل المطلوب مننا الآن مشاكل الهوية الحاصلة أصبح الناس يتاجرون بها ، ما هي شغلة ياسر عرمان بالنيل الأزرق ، تم إفراغ القضية من مضمونها عشان كده الذكاء الشديد أن نصل الي تحديد هوية تلك المناطق ، والآن يقولون لك جبال النوبه كلها مسيحيين ورطانة وكذا ، لا من قال هذا جبال النوبة سكانها يا نوبة يا حوازمة يا مسيرية فيها الثلاثة لماذا يقولون النوبة ، والنيل الأزرق أليس هم ناس رفاعة الهوي والقواسمة والعبدلاب وغيرهم ، هذه الهيصة كلها في مجموعات صغيرة ربنا يغفر لنا في حقهم لم نعلمهم ، ناس زرق لو جات عربية يجروا من الشارع وهم ليسوا بغالبية لماذا لا ندمجهم عندنا ، هناك مجموعة من القبائل العربية ، عندنا هنا تسجيل لبابو نمر ولكننا لا نروج لأشيائنا وتوصيلها بالصورة المقنعة ، أنا لدي لقاءات مع فرانسيس دينق إبن دينق مجوق وكتابه ذكريات بابو نمر يعترف بأشياء عجيبة جدا ، أنت كحكومة أبرزوا له هذا الكتاب أليس أنت من كتبه أتتنكر له ؟ من هو بابو نمر ومن هو دينق مجوق ، نحن لا نحسن الترويج ، هذا الدينق مجوق فاز بواسطة المسيرية عام 74 عشان يبقي ناظر عموم ويمثلهم في الحكومة أتتخيل هذا ، ماذا كان يلبس ، لبس الثقافة السودانية الجلابية والمركوب هؤلاء الناس ممكن يكونوا شهود علي عصرهم وعلي هويتنا جميعا ، اليوم أمنع منهم الشرموط ، لن يعيشوا ، هل نحن نستثمر مثل هذه الأشياء وهذا ما لدي البزعي فقط دار الوثائق لديها حاجات كثيرة جدا لعلمك ، هل سألنا الخواجات يا جماعة القومة والقعدة في شنو الناس ديل كذا وكذا ، دينق مجوق في كل الصور لابس جلابية وعمة وليس صدفة ، الجلابية والعمة أنا بالنسبة لي كزول هوية وثقافة تعني ثقافته بتاعة الأزياء وإندماجه في البيئة وفي المجتمع الذي يعيش فيه ، نحن في الإذاعة بدل مانجيب سياسيين يتكلموا نجيب ناس من ميدان عام هناك من يقول لك أنا وبابو نمر طاقيتنا واحدة طيب الناس حاليا ماذا يريدون وآخر يقول المستعمر قال أمشوا هناك في بحر الغزال لكن غلبنا ذلك جئنا راجعين لأننا لم نستطع العيش أهلنا في أبيي والمسيرية ، وهذا بعضمة لسانهم ، لم يحدث الاستفادة من هذا الموروث الموجود والمسجل ، وهذه إحدي الإشكاليات المرور علي أمور مهمة دون توقف واذا لم تعالحها ستكون مجرد هرجلة . س/ شعارات الدمج والإمتزاج هل هي مجرد شعارات أم واقع ملموس ؟ ج/ الإختلاط تكلمنا عنه والتعايش كذلك نقارة ديل جنب نقارة ديل المحفل يكون فيه الناس ديل كلهم ، لكن كل واحد بطريقته واحد دليب وواحد عرضة وواحد تم تم ، لكن متعايشات مع بعض هذه زاوية التنوع والاختلاط ، لكن الإمتزاج هو عنصرين ليطلع عنصر ثالث يعني دينكاوي يتزوج بقارية يطلعوا أبو القاسم قور مثلا وهذا يعطي عناصر الهوية ، بابو نمر متزوج مائتي إمرأة حتي الشايقية فيهم ، وهذا هو الإمتزاج الإندماج بين عنصرين قبيلتين أو خشم بيتين ليطلع عنصر ثالث ، زعماء القبائل ومشايخ الطرق الصوفية أسهموا في نقلنا الي الشخصية السودانية القومية من الشخصية العامية وهناك مثال عندما ذهب زعيم الرشايدة الي قبيلة الحمر وتم زواج بنت حمرية الي رشايدي ، نمشي حلقة الذكر نوير وشلك وجعليين وشكرية وكلنا في دائرة واحدة ما قبلية نقول ناس الشيخ فلان وصلوا القبيلة وصارت ثقافة وليست عنصر وبقت عندنا قبائل ثانية من نوع ثاني وهي القادرية والسمانية والتيجانية ومعظمهم جاء من العراق والمغرب العربي ومن غرب أفريقيا وأتباعهم ليسوا من قبيلة واحدة وهؤلاء ساهموا
في تشكيل شخصيتنا السودانية ، سؤال الهوية ليس معناه عدم وجودها هي موجودة ، ولكنه سؤال لا يحدده شخص بعينه هذا أمر يحتاج الى جلسات طويلة ومتعددة لحسمها . نخلص الى ان الهوية السودانية موجودة في السوق ، في حلقات الذكر في كل المجالات ، حاليا في ناس حكوا لي بأنهم في دارفور لم يعرفوا قبائلهم الا قبل أربعة سنين وهذا حاصل ، الفاشر أهم أحيائها حي المولدين ناس بيض ، أكبر حي في الفاشر وهذا عنصر جديد يتكلم بلغة الفور بطلاقة . س/ هذا الإندماج ممكن يكون عنصر قوة أم ضعف ؟ ج/ عنصر قوة بالتأكيد أي تعدد عنصر قوة ، أي إندماج عنصر قوة ، الحلة اذا أكثرت فيها الأنواع فهي تنوع وتعدد ، تنوع من حيث القيمة والتعدد من حيث العدد ، كون هناك أربعين قبيلة متعايشة مع بعض هذه قوة لتنوع الخصائص داخل هذا الإندماج يسدوا فرقة بعض ، التنوع زي الحلة فيها بهارات متنوعة كثيرة جدا تسبكها ، حتي القرآن جعلناكم شعوبا وقبائل ، كل هذا عنصر قوة لكن إدارتها هي المشكلة إدارة التنوع ، يعني لو أوكل لي إدارة ولاية شمال كردفان اذا عصرت علي البديرية مشكلة واذا مارست ضغطا على الشويحات حايعملوا مشكلة وهكذا إدارة التنوع مهمة ، في قبائل عندها الشعيرية عندها أهم حاجة في الشيلة ، إدارة التنوع تتم بالمعرفة عشان ما تغلب ناس علي ناس وتعرف كيف تعمل موازنة وتعالج المسائل كيف ، ويمكن دون قصد أن تعمل مشكلة لعدم درايتك بالعادات ، كل مشاكلنا بالمناسبة مشكلة إدارة الهوية ، الواحد عندما يريد أن يعرض نفسه يعرضها كبجاوي أو جعلي ، لا يعرضها كقومي ، آن الأوان أن تعرض نفسك كقومي ، عشان كده لا بد من حوار الهوية وحوار الهوية لا ينتظر أشخاصا بل من المفترض أن تتم مناقشته في البيوت ويحتاج الى عمل إعلامى ضخم تقوده جميع وسائل الإعلام سونا مثلا تطرح سؤالا للناس ماهى ملامح الشخصية السودانية ؟ تفتكر ماهو الزي المناسب لطبيعة السوداني من حيث المناخ وطبيعة الجسم وهي معلومة تأتي اليك لتمثل قاعدة . بالمناسبة نحن الآن مشكتنا نباري السياسيين ماذا يقولون ، قد يقول السياسي الهوية إسلامية ولكن إسلامية بأي زاوية ، الشيخ قريب الله عندما أراد الخواجة إنشاء بار بالقرب من زاويته ذهب الي الأنادي في العباسية وتساءل السكاري ما الذي أتي بالشيخ هنا تأدبوا وسألوه فقال أنتم هنا والخواجة عاوز يعمل بار جنب المسجد إنفعل الناس وحملوا عصيهم وذهبوا ومنعوا الخواجة وهم سكاري ، كلنا شعب ديني هذه حقيقة ، أهراماتنا دي دليل علي معرفة الدين بغض النظر عن ما هو . الشعب السودانى يمتاز بالتفرد فى كل شئ اشياؤه لا تشبه أشياء الآخرين نعم هناك أشياء جوهرية لكن بطعمنا ونكهتنا نحن . اذن ليس علينا الا جمع كل هذه الخصال المتميزين بيها دي ونقول هذه هي هويتنا . س/ كيف نستثمر رأس المال الثقافي لصالح الهوية ؟ ج/ في هذه البلد ما في حتي مركز دراسات ثقافية نحن قبل عشرين سنة كان عندنا مركز دراسة الفلكلور ، تحت كبري شمبات ، مافي إهتمام بالشخصية وخصائصها وهذا ما يكون الهوية ، يا جماعة عندما فشل مصنع بابنوسة للألبان تم ذلك لأننا لم نقرأ ثقافة الناس وكانوا بيضحكوا علينا ديل شنو العاوزين يعملوا لبن ، عندما نريد أن نعمل شئ دون اللجوء لدراسة جدوي ثقافية لا نستطيع ، الي الآن ناس (عقيق) جنب البحر الأحمر لا يأكلون السمك لإعتقادهم بأنه جان ، عشان ما تقول عاوز أعمل مصنع ساردين وأشغل الناس هناك ، نحن نفصل بين الثقافة والحياة العامة ، الاستعمار قبل أن يأتي الينا أرسل فلكلوريين يدرسوا البني آدم في أي شئ ، نحن هنا نحتكر الثقافة في الغناء فقط ، الثقافة هي حركة البني آدم وفي تفاصيل سلوكه اليومي ، عشان كده عندما يصدر قرار نقول الحكومة دي جنت ، زمان الرئيس نميري إستدعاني أنا والطيب محمد الطيب رحمه الله واستعان بنا عندما أراد الإفراج عن النساء من السجن ، المريسة هي ثقافتنا لا نسكر بها ولكنها جزء من ثقافتنا وجزء من العلاج مع إختلاف مسمياتها ، دي ثقافتنا ولابد من التصالح مع أنفسنا وعدم الهروب والقفز من أنفسنا . س/ هل يمكن إعادة تشكيل هذا الموروث الثقافي الضخم في السودان وتقديمه في قوالب حديثة ؟ ج/ نعم يمكن تطويره ولكن بطريقة فيها إبداع وتحترمنا ، فيما يتعلق بفرق الفنون الشعبية جاء الخواجة روزفيني في الستينات مشي الأنقسنا وكردفان وكون فرقة فنون شعبية لكن صممها بطريقته الخاصة بقت زي الجمباز يطلعوا ويمشوا ويحيوا الجمهور لم تكن ممتعة ، نطورها نحن بحيث أنه لا نفقدها القيمة الأساسية بتاعتها ، الكمبلا في الذهن الشعبي معروف أنه تور يرمز له بالقرون والمرأة التي تحمل الذنب تمثل الأنوثة والإثنين يمثلوا البقاء البشري وإستمرارية الحياة ، أطورها أنا ولا يعني هذا أن ألبسها زي موحد لأن ذلك ضد طبيعة الأشياء ، أترك كل شخص يترجم أحاسيسه بلونه هذا التداخل هو المتعة ، التطوير يكون بشبهنا ومنطقي ، الموروث الشعبي ده به حاجات عميقة جدا مثلا أنا في الثمانينات في كيف قيلتو عارف أن أجمل مثل من الأمثال العميقة ( الشقي يعتر ليه ضله) في الحياة الشعبية ما كده لكن أنا كنت كل يوم أقول هذا المثل حتي رسخ في أذهان الناس عشان ما يضيع عمق المثل وده نوع من التطوير عشان يأخذ الجانب الإيجابي ، اللبس بتاعنا الروح بتاعتو ما جايه من فراغ يعني الأنصار عندما لبسوا ( الجلابية الانصارية المعروفة ) لأنهم كانوا في حالة إستنفار دائم الواحد لمن الكوراك يضرب ما في زمن ، يلبس بأي إتجاه والبعض يسميه تلبس تلبس، فرضوا عليهم لبس زي ده ،وفى شارع الأبيض او أم روابة النسوان البمشوا جنب الظلط لو لاحظت التوب بكون مرفوع فوق والركب بتاعتهم كاشفة ، لماذا ؟ الطبيعة فرضت عليهم ذلك ، الحسكنيت ، الحسكنيت فرض لبس سروال قصير ، عندما أريد التصميم أطورها في جوانب الموضة ولكن في الفهم العام أبقي علي المفهوم ، الخواجات فرضت عليهم الطبيعة اللبس ، الموروث الثقافي كان لبس كان غذاء كان كذا نطوره ، الغذاء يمكن تطويره وأنا حاليا قمت بعمل معرض عبر الخارجية لسفارتنا في الصين ، هذا المعرض من ضمنه كاسات عشان الزوار يغرفوا ليهم بليلة ، ودي حاجتنا ولكن نقدمها بطريقة حديثة وهكذا يمكن تطوير أي شئ ولكن بوعي ، نحن من المفترض ما يكون عندنا مياه غازية يكون عندنا كركدي وقونقليز وده ما مشروب فقط ده ثقافة وعلاج وستين حاجة ، تخيل العلم قال في دراسة قبل إسبوعين أن لحس الأصابع بعد الأكل يقي من عدد من الأمراض ، مما جعل الآخرين يتساءلون لماذا تلحسون أصابعكم ولماذا أتناول أنا الطعام بواسطة الملعقة ؟ نحن مع الحضارة لكن يجب تحرى النظافة وان تكون الأشياء نظيفة وصحية وتكون بالطعام كل العناصر الغذائية ، نأكل كممارسة ثقافية ونمارس طقوسنا في الأكل ،مثلا نقول (سمو بسم الله ، أكل قدامك ، الصغير يدي الكبير العظم ، تمشي تلقي أولاد ماسكين الابريق أنت ولد منو ) وهكذا غير كده لا ، وإلا كان من الممكن أخذ حقنة غذائية من الصباح وإنتهي الأمر ، نحن من المفترض أن نمارس حياتنا ثقافيا ، البنت السودانية الوحيدة في العالم التى تقدم عرضا يوم عرسها ، قبل العرس تبدو مسكينة جدا وخجولة ، قبل العرس يتم تدريبها بمعرفة والدها الذى يختفى من المكان الذى ترقص به العروس . في هذه الليلة البنت ترقص دون خوف أو رجفة وأمام الناس وهي الخجولة المسكينة ، تخيل إبداعات أهلنا وتوليد سحر التعاطف ، شوف أساليب التنشئة الراجل الخشن من ما قام إستقبلناه فارس تكبر تشيل حملي وبعدين كبر وشال السيف ، والبنت منذ ولاتها نتعامل معها برقة وأنوثة والعاب العروسة حتي تكبر ، خطين يلتقيان في هذه الليلة ، مع العريس الشايل سيف وسوط ليتم خلق حوار بينهم وهذه نظرية في العالم غير موجودة فقط في السودان تسمي نظرية ( توليد سحر التعاطف) واستند عليها واحد اسمه ستان سرافسكي نظرية التمثيل ، الناس الذين لم يلتقوا من قبل يتلاقوا هنا وقدام الناس وترقص العروس ، ما الذي جعلها تفعل ذلك؟ لأنهم خلقوا لغة ثانية ، لغة حوارية زي انتي ما تخافي انتي محننة وأنا محنن وهكذا تم التقارب بينهم بأشياء طقوسية إمتصت مسائل كثيرة ، هذا المجتمع السوداني عجيب ، مجتمع ثقافات ، المرأة السودانية الأولي في العالم في إستخدام العطور النوعية ، المرأة السودانية هي التي صنعت العطر الخاص بالنساء في العالم ونحن متتبعين هذا الأمر جيدا ، فأنت يمكنك تطوير ثقافتك دون أن تفقدها خصائصها ، أي عنصر خاص بالثقافة اذا لم يتطور لا فائدة منه ، نحن لا نستثمر أشياءنا ، العالم يسير نحو الطبيعة وأنا أتفقد البيت المراتب لا بد أن تكون قطن ، نحن نلبس كيماويات ونتغطي بكيماويات ونائمين في كيماويات ، أين كراسي الخيزران الصحية ، ينبغي أن يكون لنا مفهوم للثقافة وبالمناسبة أي دولة عندها تعريفها للثقافة والفلكلور ويتم البناء عليه الا السودان ، نحن ماشين علي السليقة ، ما عندنا ثقافة ماذا نفعل ولماذا يجب أن تكون هناك وقفة . وفى الختام تقدمت وكالة السودان للانباء بالشكر الجزيل للأستاذ ابراهيم البزعى لهذه الاضاءات التى القها على موضوع الهوية..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.