السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



احداث الساعة فى الساحة الفلسطينية وتطورات القضية

فلسطين قضية الأمة العربية والاسلامية المحورية والتي تشهد تطورات وتحولات كبيرة بعد المجزرة الكبرى والجرائم التي تفوق الوصف التي شنتها إسرائيل علي غزة مؤخرا ، والتى دفعت لان تتم المصالحة الوطنية الفلسطينية علي طريق الوحدة الشاملة. وتقود القيادة الفلسطينية ممثله في حكومة الوفاق المشكلة من التكنوقراط ترتيب البيت الفلسطيني في الداخل حتى تكون علي قدر التحديات على المستوى الداخلى وفي المحافل الدولية التي تطرقها بقوة الان بقيادة الأردن والمجموعة العربية لتأكيد فلسطينية الأراضي المحتلة في العام 1967م. وكما أن الجرائم الاسرائيلية تفوق الوصف فإن صمود المرأة الفلسطينية وتصديها للعدوان بقيادات استشهادية يفوق الخيال ..كالاستشهادية الاولى دلال المغربى التى اصبحت رمزا والتى قادت معركة على شاطئ حيفا على مدى واحد وخمسون ساعة، وداس (ايهود باراك) على رأسها بعد استشهادها حين وجدها امرأة.. وكالة السودان للأنباء انتهزت سانحة حضور السيد عباس زكي ممثل الرئيس الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح المؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني الذي انعقد في الفترة 23-25 من أكتوبر2014م وأجرت معه حوارا شمل العديد من القضايا التي تعني فلسطين والسودان والأمة جمعاء. وابتدرنا الحوار بالوقوف علي لمحات من سيرته الذاتية التي لاتسعها الصفحات :- بطاقة شخصية :- - عباس زكى مواليد العام 1942م, خريج كلية الحقوق جامعة دمشق التحقت بمنظمة التحرير الفلسطينية (فتح) في العام 1962م ، عضو مجلس الثورة العام 1970م وتجددت عضويتي عام 1989م باللجنة المركزية, عضو مجلس وطني, عضو مجلس مركزي. - عملت في اليمن الديمقراطي وأصبحت عميدا للسلك العربي الدبلوماسي عام 1977م والسلك الدبلوماسي العام في العام 1980م. - تسلمت مهام الشهيد ابوجهاد كأمين سر اللجنة العليا للانتفاضة أبان قيادة الرئيس ابوعمار وكنت المعني الاول بالانتفاضة . - أصبحت مسئولا بالساحة الأردنية فى الفترة 1990- 1993م. - سفيرا مفوضا في لبنان ممثل اللجنة التنفيذية ومفوض عام وسفير فوق العادة عام 2005م واعدت العلاقات مع لبنان بعد أربعة وعشرون عاما من القطيعة , فاستعدنا العلاقات وفتحنا سفارة في العام 2006م وأحرزنا الكثير من الحقوق والاعتراف بالفلسطينيين الذين كانوا اناس مع وقف التنفيذ. - توليت مهام أخري كثيرة .. من ضمنها أنا الآن حاليا مفوض عام لمفوضية العلاقات العربية والصين الشعبية . وهذا تأكيد علي ان الصين أصبحت بالنسبة لنا بلدا شقيقا. ونراهن علي دورها القادم باعتبار انها تؤمن بالتعايش السلمي وتعترف بالحقوق الفلسطينية المشروعة, بالدولة وحق تقرير المصير، وهي تقوم بدعم متواصل قل نظيره من بين العلاقات القائمة، فهي علي صعيد تنمية قدرات الكادر (في فتح ) تقدم كل ما يمكن من أكاديميات وبعثات في كلياتها مثل كلية نانكين وهذا منذ انطلاق فتح، وتبادل زيارات علي اعلي مستوي من المكتب السياسي والخارجية . -خضت تجربه المجلس التشريعي 2006م وحصلت علي اعلي الأصوات في البرلمان ورأست لجنة التربية والقضايا الاجتماعية لمدة عشرة سنوات -انتخب وانا غائب - . - رأست كثيرا من الوفود ممثلا للرئيس ياسر عرفات في المحافل العربية والدولية والان امثل الرئيس محمود عباس( ابو مازن ). *من المعروف ان مؤتمر إعادة اعمار غزة الذي عقد مؤخرا بالقاهرة قد أنجز تعهدات بقيمة 5.4 مليار دولار , ماهو المبلغ الذي تم تحصيله حتى الآن وهل في اعتقادكم ان بقية الدول ستلتزم بالدفع, والي أي مدى يمكن ان يسهم المبلغ في إعادة اعمار غزة التى دمرت تماما؟ _ أولا نشكر كل من شارك وكل من قدم جزء من أمواله بهدف إعمار غزة. وان قيمة ماتم الإعلان عنه اكبر من المبلغ المطلوب ،حيث كنا طالبين أربعة مليارات، وهذا يدلل علي نجاح الدبلوماسية الفلسطينية والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني. ونحن ندين للذين يتحدثون عن حقوق الإنسان دوليا ، والذين يتحدثون عن شراكة الدم والمصير عربيا وإسلاميا لابد ان لم يستطعوا القتال فعلي الأقل يعطوا شيئا من المال . ونحن نثق في ان هذا المبلغ سيحصل و سيًوظف للاعمار والمتبقي منه سيكون لتغطية احتياجات غزة من التعويضات والإيواء وتوفير ابسط مقومات الحياة ريثما تعود الأوضاع إلي طبيعتها والتي تحتاج الي وقت طويل . وقد شكلت لجنة لمتابعة وضمان تحصيل المبالغ المعلن عنها, وهي تتشكل من الأمم المتحدة , مصر , فلسطين, الجامعة العربية, منظمة التعاون الإسلامي . واللجنة قابلة للزيادة وستتابع هذه اللجنة كل ما يضمن تحقيق ماتم الشروع فيه من إعادة الاعمار وما تم من إعلانات حتى لا تدخل في إطار النسيان. وهنالك بعض المبالغ حصلت الان كما أن هناك مواد بناء بدأت في الدخول الي غزة . * اعتراف دولة السويد والبرلمان الانجليزي بدولة فلسطين، هل في تقديركم انه يدعم القضية بصورة ايجابية وقوية , وسيشكل عامل دفع لبقية الدول الأوربية لتسير في نفس النهج ؟ - هذا الأمر لم يأت عفو الخاطر إنما كان نتيجة لتظاهر مئات الآلاف في شوارع لندن والمدن البريطانية , ونتيجة الاطلاع عبر الإعلام وعبر الزيارات التي تتم والتقارير التي تكتب، بان هناك جريمة تمارسها إسرائيل, وان إسرائيل لدى البريطانيين أصبحت مكشوفة بأنها لا تمتلك جيشا يقاتل بل تمتلك جيشا قاتل . وهذه جريمة لا تستطيع بريطانيا ان تشكل غطاءا لها خاصة وأنها قبل قرن من الزمان تقريبا هي من أعطت مالا تملك الي من لا يستحق في الثاني من نوفمبر 1917م (وعد بلفور) . فنحن قد كثفنا اتصالاتنا بالبريطانيين وبحزب العمال علي وجه الخصوص وكنا نطالبهم بان يردوا الاعتبار لاعدل قضايا العصر - فلسطين - وكنا نقول لهم ان علي بريطانيا ان تمحو هذا العار وهذه النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني وهي معنية ومسئولة عن هذا الامر قبل أي جهة أخرى. وبالتالي بدأت المواقف تتغير خاصة بعد ان اتضح بان جريمة غزة تفوق التصور , فعائلات بأكملها شطبت من السجل المدني، وتم استهداف الأطفال حيث كان ثلث الشهداء منهم وثلثيهم من النساء والشيوخ . ولم تكن إسرائيل بحجم ما تقدم للعالم بأنها دولة تمتلك التكنولوجيا العصرية الحديثة وتمتلك أفق عام وأقمار فضائية وتكتيك ودقة التصويب وتعرف كل شيء ، وإنما كانت عمياء بل كانت مصممة علي ان تنتصر بالرعب وان تقتل الأبرياء والذين يقعون تحت حماية القانون الدولي، وهنا اعتقد ان الحكومة البريطانية لن تستطع ان تقف ضد شعبها. أيضا فرنسا بدأت تتحدث فقد قال (تايقوس) ان الاعتراف بفلسطين واضح ولكنها مسألة وقت فنحن نختار الوقت المحدد .وكذا اسبانيا تقوم بهذا العمل الهام وكثير من الدول الأوربية اعتقد بأنها لن تكون مع أي فيتو أمريكي . وبالتالي نحن نرى ان هذا التحول هام جدا وسينعكس علي قسمات وملامح القيادات المسئولة عن صنع القرار في أوروبا ، ولن تبق أوربا أسيرة الحماقات والتحولات نحو التطرف ،فإسرائيل أعطيت مالم تعط أي دولة احتلال في التاريخ، أعطيت الحق بان تكون دولة عادية في المنطقة بثلثي الأرض تحت سيادتها ولكنها بالغت باعتبارها غير ناضجة لأي عملية سلام ، بالغت في الجريمة واعتدت ليس فقط علي الناس ولكن اعتدت علي المقدسات وهذا أمر لم يعد مقبولا ولن تجد لها غطاءا من دول لها حضارة وذات تاريخ. وبالتالي نتوقع نحن ان إسرائيل إلي أفول ، فنحن نقتحم مواقعها موقعا موقعا وهي تتراجع. والحقائق بدأت تتضح من خلال عدالة القضية ثم الشعب الفلسطيني وحجم الكوارث التي يتفرج عليها العالم ، ونحن خلقنا للشدائد وسنضع كل الذين يتصرفون بجهالة أمام الحقائق الدامغة وان شاء الله سنسوق قادة إسرائيل لمحكمة الجنايات كمجرمي حرب والي المحاكم الوطنية . * صرح السفير الفلسطيني لدي الأمم المتحدة بان مشروع القرار الذي ستتقدم به المجموعة العربية لمجلس الأمن بشأن الأراضي الفلسطينية التي احتلت في العام 1967م بأنها أراضي فلسطينية ، سيقدم خلال أيام او أسابيع، وعلي صعيد آخر يقال بان هناك ضغوط من دول بعضها عربية لإرجاء المشروع استجابة لوزير الخارجية الأمريكي.. نود الوقوف علي الحقائق في هذا الأمر؟ - أولا هذا المشروع لا رجعة عنه بعد ان ثبت بان الإدارة الأمريكية غير جادة ولا تمتلك إرادة الحل وتنفيذ ما كانت هي تعلنه بالأمس - حل الدولتين - وما تتحدث به كراعية لعملية السلام كزعيمة للعالم، وثبت بأنهم يريدون المزيد من الوقت لخلق متغيرات وصلت الي حد تغيير ملامح القدس وفلسطين في الضفة الغربية وعدم نضج إسرائيل في ظل حكومة التطرف بقيادة نتنياهو في المزايدات عليه من قبل لبرمان ونيتالي بنت ان يصلوا إلي الإقرار بالشعب الفلسطيني او الحقوق او الاستقلال او الدولة التي اجمع عليها العالم . وبالتالي لم يعد أمامنا حل إلي أن نضع القضية برمتها أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة كبديل للتفرد الأمريكي او الرباعية التي احتكرتها الولايات المتحدة، ونحن مشروعنا واضح تمام الوضوح ولا يحتاج إلي مفاوضات ولكن يحتاج إلي إرادة لان كل شئ تفاوضنا حوله وعرفنا ماهي حدودنا وماهي حدودهم . ولكن اذا كان هنالك تنكر لعملية التعايش والسلام والاستقرار فنحن العنصر الأقوى . وبالتالي مشروعنا توج من كل الدول العربية، والأردن باعتبارها العضو غير الدائم هي التي تقود هذه المسألة الآن وأخذنا كذلك موافقة مجموعة ال 77 - وعدم الانحياز بمعني ان هناك إجماع دولي , ونأمل ان تكون الأغلبية في أوروبا معنا أيضا . ويبقي اللغز الكبير المحير المتمثل في الولايات المتحدة وموقفها المعادي للقضية الفلسطينية ، ونقول ان أمريكا حتى لو أرادت حلا فهي محكومة بالرؤية الاسرئيلية للحل لأنها تقرأ المنطقة بعيون إسرائيل , وإسرائيل هي الولاية الواحدة والخمسون الأمريكية وفقا لقراراتهم وبالتالي لا رجوع عن هذه المبادرة والموقف الفلسطيني . وان كان هنالك رجاء وليس ضغطا فنحن لا نقبل ضغوطات فقد كان هناك نصحا بالانتظار لان هناك تغيير يحدث في مجلس الأمن .. فاستراليا استبدلت بنيوزيلندا ، كوريا الجنوبية جاءت ماليزيا بديلا لها وكذلك جاءت فنزويلا من أمريكا اللاتينية ومن أفريقيا أتت انقولا بدلا عن رواندا ، فهذه كلها تغيرات إلي صالحنا - والنصح بالانتظار ليزداد العدد أكثر - ولكن رؤيتنا حتى ولو أتى 14 صوت من داخل مجلس الأمن فالصوت الخامس عشر لأمريكا ولها حق الفيتو. ولذلك نحن ذاهبون أمر لا رجعة عنه. وقد كان خطاب السيد الرئيس شديد الوضوح بأننا ندخل حقبة جديدة ولا عودة لما كان متداول في الماضي، ونحن ماضون إلي أقصي ما يمكن علي الصعيد الدولي لدخول كل وكالات الأمم المتحدة وان عجزنا عن مجلس الأمن سنذهب إلي الجمعية العامة ((Unity for Peace ) -متحدون من اجل السلام -لنيل العضوية الكاملة . ونحن في اشتباك الان علي الصعيد الدبلوماسي ،اما على الصعيد الداخلي فنحن بدأنا ترتيب بيتنا الفلسطيني بانجاز المصالحة على طريق الوحدة وبإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية،وبرفع منسوب المقاومة وخاصة ان الرئيس فى خطابه الأخير، وفى قرار اللجنة المركزية والمجلس الثورى اعطانا الحق باستخدام كل اشكال المقاومة لحماية الاراضي .وان هذه الاحداث المتلاحقة فى تطور ولا نريد الخوض فى الشعارات والحديث .. لكن العدو سيدرك بانه يقوم بحرق اصابعه خاصة انه احال المعركة من سياسية الى دينية ، واعتقد ان نحن الاقوى فى هذه المعادلة لان القدس هى ام القضايا ولا تعالج باضيق الحلقات وسنفتح الباب على مصراعيه لكل ما يمكن ان يودى باسرائيل وان يضعها في خانتها الحقيقية كدولة إرهاب وشكل من اشكال العنصرية . ومن جانب اخر سنسقط سياسة التعاون التي كانت قائمة في الماضي سواء ان كانت سياسة تنشيط مدني او تعاون امني لانه لا يجوز ان نعطي مزيدا من الوقت لاستجلاء الامر خاصة ان السيدة( ليفني )وزيرة العدل الإسرائيلية الممسكة بالملف والتي تتهم بانها لا تعمل مع المتطرفين فهي تقول (انا زرت كل البلدان العربية ووعدوني بان لا يعطوا قرشا لابو مازن , وحتى الذين تبرعوا سنمنعهم من الدفع) وهذا تحدي صارخ لانها لا تؤمن بان ابو مازن صار شريك, فكيف بالمتطرفين الآخرين وبالتالي ( البيطرق الباب بدو يسمع جواب) فمع إسرائيل لنا برنامج ومع الاشقاء والأصدقاء لنا برنامج ومع الامم المتحدة لنا برنامج وفي الميدان
نحن مجربين. فانتفاضتنا عام 1987م اسقطت حاجز الرعب واقتحمت القاموس العصري بمصطلح الانتفاضة واخترقت العقل الغربي والأوربي والذين كانوا يظنون ان الشعب الفلسطيني علي مشارف رفع الأيدي والاستسلام فاجأناهم بان نساءنا واطفالنا بالحجر يصنعوا المعجزات ويقهروا هذا العدو الأسطورة . * المسجد الأقصى..رؤيتكم لمجابهة الوضع المستفز فيه ومحاولات إسرائيل طمس المعالم والاتجاه للتقسيم الزماني والمكاني له .. الا يتطلب الوضع تدخل الأمتين الإسلامية والعربية بصورة مباشرة لحماية المقدسات ؟ - لاشك ان التدخل كبيانات وكشجب وأدانه موجود ، ولكن هناك إدارة الظهر للقدس من قبل الأطراف المعنية بالعقيدة والدين وشراكة الدم . القدس الآن لديها العديد من المشكلات فشعب القدس يعيش في ظروف استثنائية قاهرة ويخضع لأحكام قاسية ، تفرض عليه ضرائب ما يسمي (بالارنونة) باهظة من اجل ان يتخلي عن العقار والبيت الذي يسكنه وان يغادر، أي ان في القدس عملية تطهير عرقي . ولو كان هناك عرب ومسلمين وخاصة من ميسوري الحال لضمنوا بقاء هذا الفلسطيني علي أرضه ومؤسساته، فيوميا يتم إغلاق مدرسة.. مستشفي..و كل ما يؤشر لاي حقوق فلسطينية في القدس . وبالتالي نحن لا نكفر بعروبتنا ولا بإسلامنا ونحن نقدم الدليل تلو الأخر عبر الكفاح ومن ثم تلحق بنا الأمة، هذا ما تعودناه لان القضية الفلسطينية ظلت منذ العام 1948م إلي 1965م يعتلي ملفها الغبار في اضابير الأمم المتحدة فنحن الذين نفضناه وبالتالي بدأ الناس يتحدثون عن فلسطين.. وخلقنا من طوابير اللاجئين والمنافي والشتات طوابير قتال ، فالعالم لا يحترم الضعفاء إنما يقر سريعا بالاقوياء وكان ياسر عرفات( بالبنديرة ) كافح العالم كله . هذا دليل علي أننا مقبلين علي التأكيد مجددا ان القدس لها من يحميها ، لها الله اولا ولنا ثقة بقول الرسول الكريم صلي الله علي وسلم (لازالت طائفة من امتي علي الحق ظاهرين وعدوهم قاهرين لا يضرهم من خذلهم او خالفهم ولا ما أصابهم من لأواء إلي ان يأتي أمر الله، قالوا له أين هم يا رسول الله، قال في المقدس واكناف بيت المقدس ). اذا نحن واثقون كل الثقة حينما يفتح موضوع القدس سيحاول كل من قصر في تأدية الواجب إلي الاعتذار ثم دفع الثمن .و إسرائيل بالفعل هي تمارس الآن تجربة لتعرف ردات الفعل ولكن كل ما أخشاه ان نصبح يوما وقد اختفي المسجد الاقصي .. وهذه تشكل لعنة كبري وبداية حرب لاتبقي ولا تذر في كل المنطقة وليس في فلسطين وحدها. واعتقد حتى الذين يقفون مكتوفي الأيدي أمام جبروت الولايات المتحدة الأمريكية لن يقبلوا بان يكونوا بعيدين عن تأدية الواجب . * المصالحة الوطنية الفلسطينية عمل اثلج صدور الأمة وطال انتظاره وتوج بتشكيل حكومة الوفاق الوطني مؤخرا .. ماهو الدور المرجو منها؟ - لابد من الحديث عن الوحدة الفلسطينية كممر إجباري لكل المعنيين بالوطن ونحن في حركة فتح علمنا رئيسنا وقائدنا ياسر عرفات- رحمة الله عليه- ان (ليس فتحويا من ليس وحدويا او يسعي لتحقيق الوحدة). وكان ياسر عرفات قلبه علي كل الوطن العربي قبل ان يكون علي فلسطين .كان يقول في أي صراع بين سوريا والعراق إذا خسر العراق دبابة وخسرت سوريا دبابة خسرت انا دبابتين . واذا المغرب والجزائر خسر كل منهما جندي خسرت جنديين . وكان يقتنع ابو عمار والقيادة التاريخية بان هذا الصراع يحتاج لكل امتنا العربية و الى أصدقاء السلم وحركات التحرر في العالم.وأنا الذي أمامك الآن جئت مشيا من جوبا إلي ردة إلي أسمرة مع جبهة التحرير الفلسطينية للإصلاح مابين المجلس الثوري (إدريس محمد ادم) وعثمان صالح صدقي في العام 1974 م، فهدفنا ان ننعش وحدتنا وأخلاقياتنا وثقافتنا ان الصراع الداخلي دائما يحسم بالحوار وان أي صراع مسلح في الجبهة الداخلية خيانة وطنية . وبالتالي حينما حدث عار القسمة فى العام 2007 ميلادية في حزيران(شهر النكبات ) كانت اكبر نكبة هي القسمة التي حدثت ، وعالجناها بروية وبعدم إزكاء الصراع لسبع سنوات مضت دمرت فيها غزة ثلاث مرات ، وفي ذلك الحين بعد ان كنا علي مشارف الاعتراف الدولي والعالمي وصلنا الي المربع الأول ونقطة الصفر. لان الوحدة هي الشرط الأساسي لأي تقدم ولجدوى أي جهد( فلابد أولا ان تتوحد وتضمن نظافة بيتك وترتيبه ثم تذهب). ولما حوصرت حماس علي مدار(51 ) يوما وكان الشعب في غزة كله رهن الذبح، في المذبحة الكبري التي فعلتها إسرائيل والعالم يتفرج ، كما أنهم كانوا يرون في الإنفاق خطرا علي الأمن الاقتصادي العربي وعلي الجيران وكانوا يقومون بتدمير غزه ومؤسساتها باسم ضرب حماس والبحث عن الإنفاق والعالم يؤيد والكل راض ، وبدأوا يتحدثون بان ان هناك تحالف عربي معهم وهذا أمر خطير جدا.فأسرعنا نحن في القيادة الفلسطينية فورا إلي تبني المقاومة وقاتل أبناؤنا( في فتح) في غزة رغم أنهم كانوا محرومين من ان يرفعوا رؤسهم ويقاتلوا نظرا للصراع الذي افتعلته حماس . ففي الأسبوع الأول كان هناك إطلاق 290 صاروخ من أبناء فتح ذوي الخبرات والتدريب العالي، وبدأنا نحن نحدث العالم بان الحرب ليست علي حماس وإنما هي حرب علي كل الشعب الفلسطيني وعلي غزة التي فيها كل ألوان الطيف الفلسطيني. وتبني الأخ ابو مازن- في حركة ماكوكية- زيارات لكل ذوي الشأن وصناع القرار وكانت المبادرة المصيرية لحقن الدم بوفد فلسطيني موحد وبهذا حققنا الخطوة الأولي علي طريق المصالحة، وفي الشدائد تتضح الرؤى بمن هو الاقرب ومن هو العدو . لذلك الآن هناك قناعة لدي حماس ولدى وفتح بأنهما اذا ما استمروا بالوضع السابق فسيكونوا كالمنبت لاارض قطع ولا ظهرا ابقي وكأن رسالتهم من اجل حزبا او فصيل .والذي يريد الوطن والذي يري خصما مثل إسرائيل والهبوط المروع للإرادات العربية و حتى الدولية وغياب للأخلاق في ظل الاستبداد الأمريكي بالكون ،عليه ان ينظم بضرورة أهم مرتكزات القوة وهي وحدة الشعب الفلسطيني . من هنا كانت المصالحة سواء علي أرضية قرارات القاهرة في العام 2005م، او علي ماتم الاتفاق عليه في الشاطئ بغزة ، او علي ما أسفرت عنه النتائج بتشكيل حكومة الوفاق الوطني. ونحن الآن بصدر وعقل مفتوح وإرادة في حوار داخلي مستمر حول هل تستمر الحكومة علي ماهي عليه حكومة تكنوقراط؟ هل تحتاج إلي تعديل ؟ هل تشكل حكومة أقطاب ؟ . والأمر متروك لحماس،فنحن لا مشكلة لدينا علي أي صعيد. ثانيا نريد تنفيذ ماتم الاتفاق عليه بشأن منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الوطن المعنوي والخيمة التي تظلل الجميع وباعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني . وانا شخصيا في عام 1990م عندما توليت مسئوليات الشهيد الراحل ابو جهاد، حاولت مع حماس وكنا علي وشك توقيع الاتفاق معهم وقبل ان ينطلقوا بالكفاح المسلح. فكيف الآن وقد اثبتوا أنهم انتصروا لفكرتنا وقادرين علي الصمود والنزال والمقاومة رغم كل الأجواء المحيطة بهم . فهذا رصيد استراتيجي بالنسبة لنا ان يكون لدينا من اخترقوا العقول ودخلوا البيت الأبيض وكل المواقع التي كانت تحتلها إسرائيل واقنعوا العالم بان إسرائيل هي طارئة ونحن الأساس . وأيضا إن من يصمد في الجبهة ومن يفقد عائلته ويظل رافعا شعار ثورة .. ثورة حتى النصر .. هذا أمر عظيم لا يتوافر في أي شعب اخر الا الشعب الفلسطيني. فنحن ان شاء الله ليس برغبة فقط انما - مكرها اخاك لابطل - حتى الحاقد علي أخيه عليه ان يعرف ان الحقد الإسرائيلي يشمل الجميع ، وأنها أرادت ان تحقق حلمها التاريخي بأرض بلا شعب وشعب بلا وطن . ان الشعوب تهزم حينما تغيب ثقافة الارتباط بالوطن وان كل ما يجري من تجسس وما يسمي بالفوضى الخلاقة من اجل تغريبنا عن قضيتنا وإذلالنا ولكن الله تعالي يعطينا كل يوم قوة جديدة ،فكل من شيعنا جنائزهم يموتون ويظهرون مرة اخرى كطائر الفينيق لأننا الحقيقة .. وأنا أسف ان أقول نتمنى ان لا يضطر ان يعتذر كبار العرب لنا لأننا في نهاية المطاف نستحق منهم التحيةو الاعتذار.. * رؤيتكم لما يحدث من تطورات سياسية في العالم العربي وهل يصب في خانة مصلحة القضية الفلسطينية ؟ - الولايات المتحدة الأمريكية من خلاصة التجارب، هي لا صديق لها والمتغطي بها عريان وهي أشبه بقوة تسيطر على الاختراعات لإقناع العالم و لكنها اذا ما رأت حتى أوربا تعمل لتتطور وتتقدم ستضربها.. وما تفعله الآن في هونج كونح في الصين أمر خطير جدا لان الصين هي قيادة العالم القادم فكل شهادات الائتمان عندها وهي القلعة الاقتصادية والكثافة البشرية والمستقبل القادم لا احد ينكر ذلك .كذلك تخطئ أمريكيا مع روسيا في أوكرانيا ، وقد أعادوا بأفعالهم هذه بروز الاتحاد السوفيتي ثانية كقوة لايستهان بها بقيادة بوتن . بالتالي هم الذين دفعونا لنبحث عن ذاتنا ، والضغط يولد الانفجار والماء لا يولد كهرباء إلا إذا حشر خلف السد، وأمريكا حشرت كل العالم خلف سد القهر والحرمان والبؤس مقابل ان تسوق سلاحها فتخلق المشاكل في كل البقاع. فبعد ان خرجت من المنطقة ومن العراق وقال اوباما لن نرسل جنديا آخر ،الآن يودون العودة إلي المنطقة وتشكيلها تشكيلا جديدا بموجب مستجدات . اقرأوا ما قالته هيلاري كلنتون في كتابها الجديد تقول (نحن خلقنا داعش او سهلنا لداعش للقضاء علي وحدة العراق وتقسيم أراضية وعلي سوريا وتقسيمها وعلي مصر أيضا من اجل الوصول الي دولة إسلامية في سيناء وغزة من اجل تبرير قيام الدولة اليهودية وتدمير المنطقة العربية تدميرا كاملا بحيث أننا نعين في الخليج والجزيرة أفرادا وليس العائلات ). كما قال مدير (C.I.A) في عام 2000م لابد من الإطاحة بالإسلام والعروبة. والوقائع علي الأرض تثبت ذلك.. فهي الآن في العراق تغمض عينيها والمذبحة جارية في السنة وقد تصل إلي الشيعة لتصفية العراق وحينما أخطأت داعش وذهبت إلي الأكراد انتبهت أمريكا فباتت ترتعد فرائسها لان هدفها تقسم العراق علي أساس السنة والشيعة وكل هدفهم الان هو إشعال النار بينهم. إذن هذه الفوضى الخلاقة التي جاءت بها الولايات المتحدة لتدمير قدرات الدول المحيطة بإسرائيل (دول الطوق) وبالتالي استهدفت مصر وحسب حديث كوندليزا رايس (ان تفاجئنا في 30 يونيو بان هناك دولة قامت في 5 يوليو (تموز) قالت تفاجأنا بالسيسي وحاولنا ضربه من البحر من الشمال فخرج لنا بزوارق لم نعهدها من قبل ، وحاولنا ضربه من الشرق فخرج لنا بطيارين فرأينا ان نترك مصر وندرس الوضع ). فقد فوجئوا بالتحول الجاري في أكثر من مكان . وأنا اقول ان هذه الفوضى الخلاقة التي اعتمدتها أمريكا من اجل ان تكون فقط إسرائيل هي الدولة ذات الاستقرار والنماء والآخرين يقتتلوا فيما بينهم .. باتت لعبة مكشوفة.. وأنا أتمني بالفعل ان تكون المعركة في حجرها قريبا جدا وإسرائيل هي التي تدفع الثمن (العيال كبرت ) . * نضال المرأة الفلسطينية ومقاومتها ..نود الوقوف علي بعض المواقف بصفة خاصة؟ - نحن في فلسطين نعتبر المرأة نصف المجتمع ونقيم لها وزنا ونحن نعطي المرأة دور اكبر لان لا احد منا يثق في العودة إلي منزله فالمرأة( موقد نارنا وحارسة بقاءنا ) فنحن معرضين دوما للأسر والموت فالمرأة ربة البيت ومربية الأجيال فلا بد ان تكون بمستوى مؤهل لحمل الراية .- وفي هذا المجال انفردنا في العالم العربي وكانت تسبقنا فقط تونس واليمن الديمقراطية-.ولكن نحن رغم الجغرافية الكافرة والتواجد الفلسطيني الممزق علي طول وعرض المنطقة العربية استطعنا في قراراتنا وفي مجلسنا الوطني وفي وثيقة الاستقلال ان نعطي المرأة الفلسطينية 20% في المؤسسات كحد ادني .ولها الثلث في المواقع القيادية باستثناء اللجنة المركزية . وكانت المرأة الفلسطينية علي مستوى البطولة والشرف . فتاريخيا نسمع بالخنساء والزبداء.. وفى فلسطين كانت اول اسيرة هى فاطمة برناوي محمود بكري حجازي (ذات جذور سودانية) . وهناك استشهاديات في حركة فتح (بخلاف مايرى الآخرون بان لا تكون المرأة في الميدان وتقوم بالعمل الفدائي) ومن هؤلاء الاستشهاديات دلال المغربي التي قادت معركة ضد إسرائيل علي مدى خمسون ساعة علي الشاطئ بين يافا وحيفا وعند استشهادها داس اهود باراك علي رأسها حينما وجدها امرأة .. وقد نسفت كل المجموعة ونجا منها اثنان قمنا بوضعهما في المجلس الثوري وهناك العديد من الاستشهاديات في مقتبل العمر وهن خريجات جامعيات. المرأة هي الأم ، الزوجة الحبيبة، المربية وهي المقاومة
والقادرة علي حماية الأسرة وهي تقوم بكل شي . وأنا علي المستوي الشخصي اكتشفت ان زوجتي هي اقوى شخصية منى في وقت اتخاذ القرار، فالمرأة اذا ما اقتنعت بشئ فهي اقوى في التنفيذ من الرجل فهي كما قال احمد شوقي( الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق ). فهذا الأمر في فلسطين من باب الضرورة والمعرفة الطويلة والعذابات والمنافي فالاحتلال خلق من المرأة ان تكون شريكا أصيلا وليس للبيت والمتعة فقط . فأصبحت المرأة عندنا رقم أساسي وتبوأت مواقعها في الوزارات ، المجلس الثوري اللجنة المركزية ، وفي التعليم والتدريب والتنمية .. في كل مناحي الحياة . واذا ما تحررت فلسطين ساعتها ستتضح انجازات المرأة. فالان لدينا سفيرات كثيرات واتحاد المرأة قطع شوطا كبيرا علي الصعيد المحلي والدولي . وفى مستوى آخر لدينا فريق كرة قدم نسائي ينافس فرق أوربية وأسيوية وترفع له القبعات. فقد وصلنا بالمرأة إلي آفاق رحبة لتكون بمستوي احتياجات القضية وعلي ثقافة آن يكون أبناء الوطن الواحد في خط واحد بعيدا عن الذكورة والأنوثة. والآية الكريمة (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) فكلمة رجال هنا لا تعني الذكور إنما تعني الموقف الرجولي وما أكثر مواقف النساء التي تأخذ موقف رجولي.. فنحن نعطي المرأة حقوقها الدينية والسياسية والنضالية خاصة أنها فاقت تصورنا في المهام التي أسندت لها بنجاح أكثر من المتوقع. * مغزى مشاركتكم في المؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان والدلالة ؟ - لاشك ان السودان عزيز علي قلوبنا ويمثل أهمية جغرافية وسياسية وثقافية ويعتبر السودان سلة غذاء الامه العربية اذا ما كان هنالك اهتمام بالجهد العربي المشترك باستثمارات الرساميل والتعاون من اجل تطوير السودان .والسودان بالنسبة لفلسطين صنوان فنحن في علاقات صميمة وحميمة صادقه أمينة بحيث ان فى مأساتنا في العام 1970 كان السودان أولا ، وكان الرئيس جعفر نميري رحمةالله عليه يقود وفد العرب جميعا لإنقاذ الثورة الفلسطينية . وكان السودان علي مدار سنوات المحن يتقدم الأشقاء جميعا بالدم والمواقف المبدئية الثابتة في المحافل الإقليمية والدولية. وحينما خرجنا من دول الطوق في لبنان بعد الاجتياح في عام 1982م كان السودان قد استضاف قواتنا العسكرية والفدائيين ليكونوا هنا بين أهليهم في السودان الحبيب، كما منحنا الأرض وفتح لنا باب الاستثمارات والعمل من اجل ان يقوم بتفتيت أعدائنا. إذا" نحن لا نستطيع ان نتحدث عنه ونعطيه حقه فالسودان اكبر من كل الكلمات . ومن هنا نحن حريصون جدا علي تطور العملية السياسية وإثراء هذه التجربة التي تشكل مخرجا عمليا من المأزق الذي يمر به السودان وكل الأقطار العربية في هذا المنحني. وأنا عندما شاركت في المؤتمر التشريعي مابين المؤتمرين الثالث والرابع كانت قد بدأت الفوضى او ما يسمي بالربيع العربي، الذي تحول الي خريف، وكان السودان مستهدفا وقلت انا حينها ان السودان بخصائصه وثوابته سيتجنب التدمير ان شاء الله الذي لحق ببعض الأقطار الأخرى . وهذا يؤكد قولي عام 2011 اني أري البشائر في عيون البشير، والآن حقيقة هنالك بشائر خير وان هذا المؤتمر يختلف عن المؤتمرات السابقة بأنه - حسب البروفيسور إبراهيم غندور - ان هناك ستة أشهر شملت عدد كبير من المؤتمرات وأيضا من الوثائق والإعدادات والأدبيات لان يكون هذا المؤتمر بنتائجه قادر علي ان يتصدى للمهام ومواجهة التحديات التي يمر بها السودان . وأيضا الفكرة الصائبة التي طرحها فخامة الرئيس البشير في يناير مطلع هذا العام بالحوار الوطني كمخرج من المأزق وأيضا فتح باب المشاركة لحمل الأعداء علي المشاركة للمرحلة القادمة من التنمية والاستقرار ولمزيد من مرتكزات القوة التي يجب ان يتمتع بها السودان في هذه الظروف الاستثنائية. مشاركتنا أيضا تجئ دعما لفكرة وحدة السودان بكل مكوناته السياسية لان المرحلة القادمة لا مكان فيها للصغار بل للأحجام الكبيرة وللمشاركة الحقيقية لمكونات أي بلد من البلدان وخاصة ان الفوضى الخلاقة والأحقاد والمؤامرة التي تستهدف كل بلد في الوطن العربي مركزة أيضا علي السودان .ومن هنا لابد لابناء الوطن الواحد من التعايش وفتح المجال لإعمال الفكر على اوسع نطاق ، وهذا ما اعتقد انه قد حدث فى هذا الحوار الذى كان السبب فى وقف حمامات الدم التى كانت تجري فى مناطق أخرى والفعل ورد الفعل بوسائل قسرية وعسكرية واحيانا خارجة عن المعقول .والسودان بانتمائه العربى الاصيل - والعروبة مهددة - وبانتمائه للدين الحنيف وايضا هذا مهدد ومطلوب ضمن المخطط ، فمطلوب من السودان الان ان يحافظ علي العروبة وعلي الاسلام ولن يتحقق هذا الا بتوفير كل مرتكزات القوة وان يكون قدر هذا الحزب الحاكم ان يتصدى لكل المهام وتوفير احتياجات هذا الشعب العظيم. فالقيادة استجابة وكون حزب المؤتمر الوطني يقود البلاد فلا بد له وضع كل الضمانات لتوفير هذه الاحتياجات . وباعتبار ان السودان كذلك هو بوابة الامة العربية للقارة السوداء وهي ايضا التي تعطي الحياة لمصر بنهر النيل، فبالتالي اهمية الموقف مع السودان ودعم تطلعاته هو مصلحة قومية قبل ان تكون فقط مصلحة سودانية ومن هنا تأتي مشاركتنا من خلال اننا طليعة لأمة معركتنا وهي فلسطينية الوجه عربية القلب أممية الجذور والابعاد . فبالتالي يربطنا بالسودان وشائج الصداقة والإخوة وشراكة الدم والخندق والمصير. فنحن سعداء جدا بان يشارك ستون وفدا اجنبيا بالمؤتمر ونرى ما يزيد علي ستة الاف عضو يتفاعلوا مع فلسفة الحزب بالمرحلة القادمة ونتمنى ان تكون النتائج بمستوي القدرة علي التصدي لكل عمل خبيث يستهدف السودان ارضا وشعبا . كما نقلنا تحيات شعبنا الفلسطيني لكل مكونات الشعب السوداني ونقلنا تحيات القيادة وعلي رأسها ابو مازن لقيادة السودان وعلي رأسها عمر البشير . * هل هنالك أي لقاءات تجرونها خلال وجودكم هذا ؟ - نجري علي هامش هذا المؤتمر لقاءات للتأكيد علي الموقف الفلسطيني الذي هو في طلاق مع ما كان بالأمس قبل مذبحة غزه جائزا العمل به سواء علي الصعيد الدولي او ارتهان لأي قوة بعيدة عن ترجمه عملية لقرارات الشرعية الدولية بشان فلسطين او علي مستوي الموقف الداخلي بترتيب البيت الفلسطيني وتوفير اهم مرتكزات القوة كشرط للانتصار وهي الوحدة واعادة الحياة لمنظمة التحرير لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد والوطن المعنوي الذي يظلل الجميع، وايضا علي صعيد تجديد العلاقات مع الأشقاء العرب بما يضمن نجاح التحول للقيادة السياسية والاستراتجيات الفلسطينية التي تمت عن قناعة وهي تقود منهجا جديدا لاننا شعب يتناوب في حمل الراية، ما سقطت في ساحة الا ارتفعت في أخري، نتناوب في الفعاليات النضالية من العمل السياسي الي الدبلوماسي الي الميداني الي الكفاح المسلح وكلها تتطلب اعادة النظر فيما كان مطروحا في السابق لتحقيق متطلبات المرحلة القادمة وهي الاشتباك الدائم سواء علي الصعيد الدبلوماسي او السياسي، اما مع إسرائيل فاعتقد بان مذبحة غزه أكدت بان إسرائيل ليست دولة ومن العار ان تبقى في إطار الأمم المتحدة كدولة عادية وانها عصابات لا تتقن الا التدمير ولابد للمجتمع الدولي ان يضع حدا لهذا الامر والا لن ينجو من جرائم تقترفها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته . وهذا الامر سيكون في صلب برامجنا علي الصعيد العربي والدولي . كما نحن في اجتماعات متواصلة ولقاءات متعددة مع كل ضيوف السودان بهدف تعزيز التشاور وتبادل وجهات النظر لان الهم الفلسطيني لم يعد يختصر علي الفلسطينيين بما له من تداعيات علي كل المعنيين بقضايا العدل والتحرر ومن هذا المنطلق نحاول سبر اغوار القضايا الغامضة لان الإعلام الان هو المسيطر واحيانا الاعلام غير الملتزم لا يتوقف امام القضايا التي فيها المصالح العليا من توجهات ومصالح الشعوب العربية ومن هنا يمكن الحديث في اكثر من موضوع علي قاعدة اللقاء وليس قاعدة التشاحن كما كان في الماضي والان نلاحظ ان كل الوفود بينها كيمياء جديدة وليست كما كانت بالأمس . *وسائل المقاطعة هل لها منهج جديد الان ايضا ؟ - من وسائلنا في مواجهة إسرائيل الان المقاطعة الاقتصادية للإنتاج الإسرائيلي وهناك ايضا عالم يتغير ونحن ننتمي لهذا العالم الناهض الجديد فيما هو ضد حقوق الإنسان والقوانين والأعراف وباعتبار إسرائيل في وضع الشياطين كأدوات لتنفيذ مخطط امبريالي صهيوني بالمنطقة. * ختاما ان كان في الذهن شئ ما تود القاء الضوء عليه؟ -انا يهمني اولا ان السودان وهو يدرك حجم الاخطار ويمتلك هذه العلاقات الحميمة مع احزاب وقوي ودول في العالم ، هذا الحزب المؤتمر الوطني الذي يقود هذا الوطن يتحمل مسئولية الالتزام بفتح الباب علي مصراعيه لكل مكونات السودان لتشارك في صنع الجديد سواء علي صعيد التنمية او الديمقراطية كنظام حياة والاستعداد لمواجهة الخطر القادم ( تأبي الرماح اذا اجتمعنا تكسرا واذا افترقنا تكسرت احادا * البيت لا يبني الا له عمدا ولا عماد اذا لم ترس أوتادا * تهدي الأمور بأهل الرأي ما صلحت فان تولت فبالأشرار تنقاد * لا تصلح الناس ولاسراط لهم اذا جهالهم سادوا) ما يعني ان الامر يتطلب من هذا الحزب الواسع الانتشار والغني بالتجربة ان يكون بمقدوره استيعاب كل ما في هذا البلد وان يكون مقنعا حتي لخصومه . انا واثق ان السودان بلحمة وبموقف موحد وقناعات مشتركة سيصنع المستحيل وسينجو مما يخطط للأقطار العربية بوعيه ومصداقيته وإجراءاته التي يجب ان تكون ترجمة عملية للشعارات وللتطبيق علي ارض الواقع. بمعني ان السودان اذا ما استغل ترابه الطهور وموقعه ومكانته في قلوب وعقول العرب والمسلمين وأيضا ما يمتلكه من صداقات علي الصعيد الدولي اعتقد انه سيكون السودان الواعد الذي نتمني له ان يستعيد او يحظى بدور متميز ويحتل مكانته بين الأمم وفق ما يتطلع إليه المعنيون بالسودان الذي يتميز بثقافة التعايش الداخلي والحوار الذي يصل بأذن الله إلي منتهاه. * الشكر كل الشكر للاستاذ عباس زكى وامنايتنا بالتوفيق فى ماتصبون اليه - الشكر والتقدير لوكالة السودان للانباء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.