الإصدار السادس لعناوين الانترنت الذي أطلقته أمس مُنظمة الإنترنت العالمية، والمعروف ببروتوكول IPv6، يتوقع أن يضيف الكثير من الخصائص الجديدة التي ستلبي الحاجة المتزايدة في المستقبل لمستخدمي الشبكة العالمية ومنها السرعة وكفاءة الأداء العالية، بحسب ما يقوله فريق العمل السوداني للإصدار السادس . وسيجري العمل بالبروتوكول الجديد دون أن يلاحظ مستخدمي الانترنت حول العالم أي تغيير، كون جميع أنظمة التشغيل ومتصفحات الانترنت الحديثة تدعم البروتوكول منذ فترة طويلة. ومنذ ان أعلنت المنظمة العالمية لتخصيص أسماء وعناوين الانترنت (IANA) عن نفاد ونضوب عناوين الانترنت القابلة للتوزيع من الإصدار الرابع، وخبراء الكمبيوتر على مستوى العالم مشغولون بتوفير معالجات لها. وظهرت مع هذا التحذير دعوة الخبراء لضرورة قيام الشركات فورا بتجهيز كل إمكانياتها للانتقال للجيل التالي الأكثر اتساعا أو ما يسمى بالإصدار السادس لمواجهة المشكلة . وكانت الهيئة القومية للاتصالات قد أصدرت العام الماضي بيانا قالت فيه، إنها قد وضعت خطة متعددة المراحل تمتد لخمس سنوات 2011م-2015 من شأنها أن تدعم الانتقال السلس من الإصدار الرابع لبرتوكول الانترنت (IPv4) إلي الإصدار السادس منه (IPv6). وذلك بعد إن أعلنت المنظمة العالمية لتخصيص أسماء وعناوين الانترنت (IANA) في الثالث من فبراير 2011م، رسميا عن نفاد ونضوب عناوين الانترنت القابلة للتوزيع من الإصدار الرابع حيث قامت بتوزيع آخر خمس مجموعات من العناوين بالتساوي علي الموزعين الإقليمين الخمسة حسب التقسيم القاري لهيئة تخصيص أسماء ونطاقات الإنترنت (ICANN). وكان د. محمد عوض الشيخ، أستاذ الكمبيوتر بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا،قد قال (لسونا) : يجب أولا معرفة أن المستخدمين النهائيين لخدمات الانترنت ليسوا هم المعنيين والمتأثرين مباشرة بهذا الأمر بل هم مقدمي هذه الخدمات أي شركات الاتصال والمراكز البحثية وشبكات الاتصال عموما، وسيتأثر مستخدمو الانترنت بصورة غير مباشرة وربما لا يشعرون بالفرق ولكنهم بالتأكيد سوف يستفيدون من المزايا الايجابية للتحول إلي الإصدار السادس لنظام عناوين الانترنت . وأضاف "لتقريب فهم هذه المشكلة فإننا يمكن ان نشبه عناوين الانترنت ، بعدد خطوط الهاتف الثابت في شبكة ما. فإذا ما كانت سعة شبكة ما، في منطقة ما عشرة آلاف خط، ونفدت هذه الخطوط جميعا فأن شركة الاتصال لن تستطيع أن توفر خطا آخرا لمشترك جديد. ويخلص إلى أن قرب نفاد ونضوب هذه العناوين يماثل إلى حد ما نفاد خطوط الهاتف . وكلما زاد عدد المستخدمين أو ارتفعت مستويات معيشتهم ورفاهيتهم وكثر عدد الأجهزة التي يلحقونها بالانترنت من موبايل ولابتوب وكاميرا وغيرها، زاد أستخدامهم لعناوين الأنترنت وقلت الكميات المتاحة القابلة للتوزيع منها على مستوى العالم.. ولكن ما المقصود بعناوين الانترنت ؟ لكل جهاز كمبيوتر مرتبط بالإنترنت عنوان بروتوكول إنترنت (Internet Protocol address- IP address) خاص به يُمكِّن الأجهزة الأخرى من تحديد موضعه. وهذا العنوان هو معرِّف عددي بطول 32 رقم ثنائي، ولكل جهاز كمبيوتر عنوانه الفريد الذي يميِّزه عن غيره من الأجهزة الأخرى في الشبكة. ويُقسَّم هذا العنوان ذو القيمة العددية إلى أربعة أقسام، ويُفصَل كل قسم عن الآخر بنقطة، وبما أنه من الصعب تذكُّر هذه الأعداد، فإن عناوين بروتوكول الإنترنت تُترجَم إلى أسماء سهلة تُدعى أسماء المجالات (Domain Names). وفي العادة، تنتهي هذه الأسماء بامتدادات تتكوَّن غالبا من ثلاثة حروف، ويُحدِّد هذا الامتداد نوع المؤسسة أو الجهة التي تستخدم اسم المجال . أو، هو URL اختصار لكلمة Resource Locator Uniform والتي تعني عنوان إنترنت . وهو ذلك العنوان الذي تكتبه في شريط العنوان للذهاب إلي مواقع الإنترنت وتكون بصيغة : HTTP أو بصيغة : FTP وعلي سبيل المثال عنوان صفحة ما هو http://ar.wikipedia.org و يضم العنوان بالترتيب :" مفتاح البرتوكول" اسم الكمبيوتر "اسم الموقع . ومن الجهة الأخرى يحتاج كل عنوان، معرفة اسم الكمبيوتر وتكون معظم أسماء كمبيوتر ملقم الويب (هو الكمبيوتر المتصل عن بعد والتي توفر البيانات لترسلها ثانية إلي الكمبيوتر الخاص بك هي www أو World Wide Web ثم اسم الموقع ويكون الاسم الملقم الويب هو com اسم الموقع wwwويكون العنوان . الجيل الرابع م. سامي حسن عمر، رئيس فريق العمل السوداني للإصدار السادس من بروتوكول الانترنت (SDv6TF)، قال: في العام 1981 تم إعتماد IPv4 كأساس لتشغلي شبكة الانترنت عالميا بسعة 4.2 مليار رقم ثنائي أو مشترك وكان من المتوقع أن هذا العدد سيكفي حاجة المستخدمين، ولكن ما حدث من ثورة في قطاع الاتصال وتقانة المعلومات والتطور التقني المذهل في الوسائط والأجهزة، وفر إمكانية عالية لتوصيل أجهزة الكمبيوتر والموبايل والابتوب والكاميرات وغيرها بشبكة الانترنت، واستخدامها بالتالي لعناوين أكثر وبالتالي إلي السرعة في نضوب ونفاد هذه العناوين والتي يحتاج المستخدم إلى ما بين 5 إلى 15 عنوان في المتوسط عند تصفح أحد ما للانترنت. وذكر إن معظم عناوين الانترنت المستخدمة حاليا من الإصدار الرابع والذي مر علي استخدامه زهاء الثلاثة عقود من الزمان، ومع أنه يتمتع بقدر من المرونة تجعله قابلا للاستمرار في عنونة الانترنت إلا انه بدأ يقترب من حدوده النهائية في السنوات الأخيرة، وظهر ذلك جليا في إن عدد العناوين المتبقية يقل بشكل سريع وقد نفذت بالفعل على مستوى الموزع العالمي (IANA)، . وفي منطقتنا فإن الموزع الإفريقي (AfriNIC) يتوقع أن يستغل كل العناوين المتاحة من IPv4 في منتصف عام 2014، عليه فإن المشغلين المحليين في السودان لديهم مدة إضافية بعد ذلك لا تزيد كثيراً بعد العام 2015. وأوضح د. محمد إن الإصدار الرابع من بروتوكول الانترنيت والمعروف ب (IPv4) هو نظام لعنونة الانترنت، وأعتبر هذا الإصدار، أن الشبكات عبارة عن وحدات موصلة مع بعضها البعض تساعد المستخدم علي الوصول بالضبط لما يريده ولذلك تحتاج إلي أن تكون معرفة تعريف واحد ومعين ودقيق حتى يصل المستخدم إلي ما يريد. والمشكلة التي حدثت إن العناوين هذه لم تعد كافية لأنها تستخدم عدد خانات مكونة من 32 رقم ثنائي بسبب كثرة الأجهزة الموصلة بالانترنت. وقد تمت العديد من المعالجات لجعل الإصدار الرابع قابلا للاستمرار ولكنها ليست جيدة علي المدى البعيد . أدي ظهور هذه المشكلة إلي بدء بحوث عديدة لتطوير عنونة الانترنت، أسفرت عن تطويره وبروز الإصدار السادس من برتوكول الانترنت والذي يستخدم مساحة عنوان بطول 128 رقما ثنائيا، بدلا عن القديم الذي يستخدم 32 رقم ثنائي. وتمت زيادة عدد العناوين نظرياً من 109 × 4 إلى 1013 × 34. ولكن محدودية مساحة العنوان ليس هو السبب الوحيد للتحول في اتجاه IPv6، فقد استفاد مصممي IPv6 من خبرة سنوات عديدة في استخدام IPv4 فأبقوا على جميع نقاط القوة فيه ، وأضافوا الكثير من الخصائص الجديدة والتي ستلبي حاجة متزايد في مستقبل الشبكات، ومنها خاصية التهيئة الذاتية والتي تسمح للشركات بنشر مجموعة كبيرة من أجهزة سطح المكتب والأجهزة المحمولة في شبكة فعالة من حيث الأدائية والتكلفة . ويضيف د. محمد، مقابل تغير هيكل العنوان ،وفرت أيضا، البحوث والدراسات التي تمت في سبيل ذلك العديد من الميزات الأخرى ووفرت خصائص جديدة تتعلق بتأمين وجودة وسرعة الاتصال والعمل في شبكات الانترنت وأبقت في ذات الوقت علي ميزات الإصدار الرابع . وبين إن تكلفة الانتقال هذه لن تكون عالية لأنه سيكون في بعض المكونات داخل هذه الشبكات وفيما يتعلق ببرامج التشغيل وربما بعض الأجهزة والمعدات وإذا ما كانت هذه الشركات والشبكات تعمل بأجهزة وأنظمة حديثة، قد لا تواجه مشكلة كبيرة . ولمتابعة تنفيذ خطة الهيئة ذات الخمس سنوات، للتعامل مع هذه المشكلة، يقول، م.سامي حسن عمر، رئيس فريق العمل السوداني للإصدار السادس من بروتوكول الانترنت: تم تكوين فريق عمل مختص بموضوع الانتقال إلى (IPv6) تحت رعاية الهيئة وبمشاركة واسعة من جميع المهتمين بالقطاع من أكاديميين ومصنعين ومشغلين ومنظمين. مقسمين إلى ثلاث مجموعات عمل متخصصة تضم مجموعة التوعية ومجموعة التنفيذ التقني ومجموعة المتابعة. مهمة الفريق الأساسية تهدف إلى زيادة الوعي بالأثر الإيجابي لتطبيق IPv6 على البيئة التقنية والاقتصادية على مجتمع الاتصالات و تقانة المعلومات و صياغة وجهه نظر الحكومة السودانية. إضافة إلى تنظيم محاضرات، ورش عمل، سمنارات في موضوع IPv6. و توضيح الإمكانية التقنية للتشغيل البيني بين IPv6 و IPv4. تشجيع المشغلين للمبادرة في التجهيز للانتقال إلى IPv6 وزيادة التنسيق بين المشغلين بإشراكهم في مهام مشتركة. وتحديد التحديات التي يمكن مواجهتها في حال اعتماد IPv6 وتقييم قدرته على الوفاء بمتطلبات المجتمع. ومتابعة تنفيذ الخطة للانتقال إلى IPv6 (2010-2015والتنسيق مع فرق العمل (IPv6 TF) الأخرى. بجانب القيام بسلسلة من عمليات تقييم تأثير الانتقال وإنشاء بعض المشاريع الرائدة ، وترتيبها حسب أولويات تنفيذها. زيادة التنسيق في مجال الدراسات والبحوث. تشجيع تطوير الخبرة في استراتيجيات التعايش (IPv4 and IPv6) لتسهيل عملية الانتقال. في مرحلة التجهيز للإنتقال جرى تنفيذ الخطة حسب ما هو موضوع، و قد حملت الهيئة على عاتقها مسئولية المبادرة للتعريف بأهمية التجهيز للإنتقال. وتتطلب المراحل القادمة مبادرات من المشاركين الآخرين لتكامل الجهود في سبيل انفاذ جميع بنود الخطة. وسيتعين على شركات الاتصالات العاملة في البلاد، أن تشارك بصورة فاعلة في هذه الخطط، وأخذ خطوات إيجابية وأن تجهز منذ الآن أوضاعها وأحولها في اتجاه أن تعمل شبكاتهم بالبروتوكولين معا (IPv4, IPv6) قبل العام 2015م. وفقا لما ذكره. (( ماهى الخطوات الفعالة المطلوبة من الشركات للمشاركة فى تنفيذ الخطة وما هو المطلوب منها لتجهيز اوضاعها بحيث تستطيع العمل بالبروتوكولين هل مطلوب تجهيزات ومزيد من الانفاق مثلا؟ . و ما هو المطلوب من المشترك نفسه حتى يستعد لاستخدام الاصدار الجديد ) ) المهندس بشركة كنار للاتصالات، وعضو فريق العمل السوداني للإصدار السادس م.هشام سيد: قال إن شركة كنار أدركت هذه المشكلة منذ وقت مبكر وخططت لها حيث قامت بطلب عناوين إضافية من الإصدار القديم منذ زمن طويل، تبلغ ضعف العدد الذي تملكه الشركة سابقا، والذي استهلكت منه حتى الآن حوالي 60% فقط . ولن يواجه مشتركي كنار أية نقص في عدد العناوين . وأضاف إن الشركة بدأت توفق أوضاعها للعمل بالنظامين في نفس الوقت. وإنها بدأت في تعريف وتشجيع مشتركيها علي استخدام الإصدار السادس مؤكدا إن الإعلام الفعال لتعريف مستخدمي الانترنت الحاليين والمستقبليين بمزايا الإصدار السادس ومحدودية الإصدار الرابع، يشكل عنصرا فعالا في توفير انتقال سلس ومرن لهذه المشكلة. أق