كثيرا ما تصاحب فعاليات المؤتمرات والندوات معارض إلا أن الندوة الدولية حول السودان في العهد التركي صاحب فعالياتها معرض بعبق الماضي .. نظرة واحدة إليه تكفي لنقلك إلي قرن يختلف عن القرن الذي تعيش فيه.. تجولت فيه (سونا) وعند جولتنا أدهشتنا محتوياته التي هي من مقتنيات دار الوثائق القومية ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإسطنبول. وفي هذا التقرير نستصحب معنا القارئ في قراءة لمحتويات المعرض والتي هي نقلة عبر القرون . لقد حوي المعرض صورا لمدينة الخرطوم قبل الإضافات الحديثة وكانت أبرز المعالم فيها هي قبة خوجلي ، مخزن البارود ، طابية بري ، مستشفي الخرطوم ، مخازن السلاح ، قصر الحكمدارية ،و الكنيسة الكاثوليكية والقبطية والقنصليتين الفرنسية والإيطالية ووزارة الصحة وحدائق المديرية وحوت الصور مناظر لضفاف النيل بالخرطوم العام 1898م ومبني سراي الحاكم العام علي النيل 1885م ونماذج لوسائل الري في العهد التركي في السودان. كما حوي المعرض صورا لمسجد الخرطوم العتيق والذي يسمي (جامع عباس) نسبة للحكمدار عباس باشا الذي بناه وصورا لبقايا مسجد سنار القديم وفنون المهدية والحصون التي بنيت قرب الطابية لحمايتها ومتحف بيت الخليفة. وإحتوت صور المعرض علي صور لكلية غردون عندما كانت تحت التشييد في العام 1901م وصورا لافتتاحها في العام 1902م . واحتوي المعرض علي صور لاستحكامات وطوابع غردون وصورا للمسجد الشافعي بجزيرة سواكن الذي بني في نهاية القرن التاسع عشر وصورا لمعالم مدينة سواكن في العام 1933 وبوابة مدينة سواكن. وأحتوي المعرض علي صور للقباب الشرقية الموجودة بالخرطوم حتى الآن والتي تضم أحمد باشا المتوفي في 1844م والذي عين حكمدارا للسودان في 1839م.وتضم رفاة موسي باشا حمدي المتوفي في 1865م والذي عين حكمدارا للسودان في 1863م، كما تضم المقابر الكائنة خارج القباب رفاة آدم باشا العريفي -سوداني من ضباط الجيش المصري- وتضم رفاة الماظ باشا محمد وإبراهيم بك مرزوق (كاتب مصري). وكانت ضمن محتويات المعرض كتابات ومراسلات في العام 1866م بين مصر ورئاسة الوزراء بإرسال شجيرات وبذور مزروعة في السودان لاسطنبول لحديقة النباتات والتي يجري في ذلك الوقت العمل علي تنظيمها في حديقة قصر توبكابي . وحوي المعرض كتابات تحوي مفاوضات بين لورد سالزبودي ومسيو دينقتو ومسيو كورني عن قارة أفريقيا أثناء معاهدة برلين والاقتراح بإنشاء خط حديدي لمساحة 2000 كلم بين الجزائر والسودان . وضمت الوثائق أمرا سلطانيا للسلطان مراد الثالث بالعدل بين الأهالي المسلمين وغير المسلمين وذلك في العام 1569م وتكليف بالمحافظة علي القلعة الجديدة التي أنشئت خارج سواكن . وضم المعرض صورا لختم ديوان حكمدار السودان ووثائق للعهد العثماني مختلفة ومصاحف بخط اليد ضمنها مصحف السيد عبد الرحمن المهدي الذي كتبه التركي محمد نديم ونماذج من رسائل الإمام المهدي للخليفة عبد الله التعايشي ورسائل السلطان علي دينار للسلطان زكريا ومخطوطة الحدود والأحكام للإمام المهدي ودفتر عثمان. وتم خلال المعرض عرض مطبعة الحجر التى استوردت من قبل الإدارة المصرية لمقابلة متطلبات الإدارة . وتضمنت عروض المتحف عرضا لتاريخ دار الوثائق القومية منذ العام 1916م حتى صدور القانون الحالي للدار في العام 1982م والذي صارت بموجبه هيئة ذات شخصية اعتبارية. ام/ام