الخرطوم فى 2/1/2013م تعد العلاقات السودانية الروسية تاريخية وقوية ومتينة ووثيقة ولها دور كبير فى دعم مواقف السودان الخارجية وظلت روسيا على الدوام تشكل الملاذ الآمن و صديقا وفيا للسودان اذ تحتاج العلاقات الثنائية دفعة كبيرة لتعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والإستراتيجية. وشهدت الآونة الأخيرة تبادل عدد من الزيارات حيث بحث د. نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية في زيارته لروسيا مؤخرا مع وزير خارجية روسيا العلاقات الروسية السودانية وسبل دعمها وتطويرها خاصة في المحافل الدولية ،ومن جانبه أشاد المبعوث الروسي بالجهود التي تبذلها الحكومة السودانية في سبيل العمل علي معالجة القضايا العالقة بين السودان ودولة جنوب السودان مؤكدا اهتمام روسيا وسعيها الدؤوب لإزالة ومعالجة القضايا الشائكة بين البلدين مشيدا بالعلاقات المتميزة بين السودان وروسيا وأضاف الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وزير المجلس الأعلى للاستثمار في حواره مع( إفريقيا اليوم) حول الزيارة الأخيرة أن روسيا سوف تعود لأفريقيا عبر السودان، لافتا أن العلاقات مع روسية متميزة وان الزيارة الأخيرة لروسيا أول زيارة بهذا المستوى برئاسة مساعد رئيس الجمهورية رتب لها جيدا منذ فترة ممثل الرئيس الروسي لأفريقيا والسودان،وجمعية رجال الأعمال السودانية الروسية برئاسة رجال الأعمال الروس، وكان لذا دور في هذه الزيارة، الزيارة كانت لها أهداف سياسية واقتصادية وثقافية، وكان وفد الزيارة مكون من وزير الاستثمار ووزير العلوم والتكنولوجيا ووزير المعادن ووزير مجلس الوزراء برئاسة مساعد رئيس الجمهورية دكتور نافع، على مستوى السياسية هناك قضايا للسودان في مجلس الأمن، والدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا في هذه القضايا، وتطرق الوفد بإسهاب لقضية دارفور، والعلاقة مع الجنوب، وجرى لقاء مع المبعوث الروسي للسودان وجنوب السودان، ثم نائب وزير الخارجية الروسي، ثم وزير الخارجية، الوفد التقى السفراء العرب والأفارقة وشرح لهم تطورات الأوضاع في السودان، أيضا الوفد قدم ندوة في الأكاديمية الروسية شارك فيها مجموعة من الدبلوماسيين والأكاديميين والسياسيين الروس، وكانت عن الأوضاع بالمنطقة، وتطرقنا للأوضاع بالسودان، وقضايا الربيع العربي، وما يجري في سوريا، وكانت ندوة كبيرة في الحضور، وأجرينا لقاءات إعلامية، واستطعنا أن نوصل رسالتنا السياسية بطريقة واضحة، في الجانب الاقتصادي التقى وزير المعادن بنظيره الروسي وتم توقيع اتفاقية للتعاون، الوزير الروسي سيزور السودان على رأس وفد في خلال الربع الأول من العام القادم، وسيكون التعاون في مجال المعادن من أكبر وأنجح مجالات التعاون بين السودان وروسيا، خاصة في الذهب والمعادن المختلفة، والآن هناك خبراء روس بالبلاد للتعرف على مجالات الاستثمار في المعادن المختلفة، في القطاع الخاص التقينا بمجموعة من المستثمرين الروس، والذين لهم استثمارات في مجال النفط والمعادن والغاز وفي تصدير الخضر والفواكه والتعليم والصحة، وكان لقاء كبير مفتوح وتم الاتفاق على عقد ملتقى سوداني روسي يعقد بطريقة دورية مابين الخرطوموروسيا، وسيبدأ في الخرطوم في عام 2013، وكان مشارك معنا الجمعية الروسية السودانية بقيادة رجل الأعمال الروسي نيكولاي، وكان للسودانيين الموجودين في روسيا دور في هذه اللقاءات، وهم ينشطوا من خلال هذه الجمعية، الجانب الثالث في البنوك فنحن حريصون على البنوك، وأهمها البنك الحكومي الروسي، المسئول عن تمويل الاستثمارات الروسية بين روسيا والعالم، واتفقنا على أن يقوم بتمويل المشروعات الروسية أو أي شركات أخرى، وناقشنا مبدأ أن يفتح البنك فرع بالسودان حتى يقوم بتسهيل هذه المشروعات، واتفقنا على زيارة وفد للبنك للسودان بداية العام القادم. وزير العلوم والتكنولوجيا التقى نظيره الروسي وبحثا إمكانية الاستفادة من الجانب الروسي في مجال التكنولوجيا الروسية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، أو في مجال الطاقة المتجددة أو في البحوث الزراعية، وتم الاتفاق في هذا الجانب والاستفادة من تقدمهم في هذا المجال، اتفقنا ان ننشط المنح الروسية للسودان، فروسيا تعطي السودان مجموعة من المنح المختلفة، والسودان لم يكن يهتم أو يستفيد منها، واتفقنا على أن نستفيد ونحدد المجالات التي نحتاج لها، وأن تذلل الحكومة العقبات التي تواجهها، وبحثنا إعادة افتتاح المركز الثقافي الروسي الذي كان موجودا بالخرطوم وأغلق وكيفية تنشيطية مرة أخرى، وإمكانية افتتاح مركز مماثل سوداني في موسكو يؤدي نفس الغرض، وجدنا تجاوب من الجانب الروسي ودعم للسودان وقضاياه في مجلس الأمن، ووجدنا تجاوب وحرص على الاستثمار بالسودان في المعادن وغيرها، وفي المجال العلمي وجد مزيد من النقاش، وأعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد مزيد من الحركة بين البلدين لتفعيل هذه الاتفاقيات والدخول فيها، والذي يشجعنا لهذا العمل هو أن روسيا علاقاتها بأفريقيا على عكس الغرب لم تكن علاقات استعمارية، بالعكس كانت علاقات قائمة على دعم حركات التحرر الأفريقية ثم بعد ذلك على دعم التنمية، ولكن روسيا بعد انقسام الاتحاد أخذت فترة انتقالية رتبت أوضاعها، وهي الآن ستعود إلى أفريقيا عبر السودان وبقوة، وأعتقد أنها ستجد القبول في أفريقيا لأن لديها القاعدة والمرجعية التي كانت متوفرة في السابق.