- شكل مؤتمر تقييم أداء القوات المشتركة السودانية التشادية المنعقد بأنجامينا في يومي 24-25 أبريل الماضي أهمية قصوى لمراجعة الأداء واستصحاب الايجابيات وتصحيح السلبيات وبرز ذلك من خلال مخرجات وتوصيات المؤتمر التي جاءت قوية ومعبرة حثت حكومتي البلدين عن طريق وزراء دفاع البلدين لتوعية الفرق والحاميات العسكرية على طول الشريط الحدودي للتعاون مع القوات المشتركة لمصلحة شعبي البلدين ، والعمل على تنفيذ ما لم يتم تنفيذه من توصيات المؤتمر السابق وحث القيادة في البلدين على استصدار القرارات والتوجيهات المناسبة بشأنها، كما اوصي المؤتمر بإجراء التنسيق اللازم لقيام مؤتمر الإدارات الاهلية للقبائل الحدودية بين البلدين بحضور الأجهزه العسكرية والأمنية والتنفيذية والسلطة القضائية والتشريعية بين البلدين بأعجل ما تيسر وإنشاء صندوق للتعويضات بواسطة حكومتي البلدين وتكوين لجنة عليا للإشراف عليه من الجانبين للنظر في قضايا العربات المنهوبة من أصحابها بواسطة الحركات المتمردة السودانية والتى تم بيعها لمواطنين تشاديين وذلك من أجل ردها لأصحابها وتعويض المتضررين التعويض المناسب بالإضافة الى التجديد للقوات المشتركة لعام كامل . وخاطب الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الفريق ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع واصفا تجربة القوات المشتركة بالناجحة ، وقال " إن مفتاح النجاح في هذه التجربة هي الثقة الغالية التي اكتسبتها القوات المشتركة من المواطنين من خلال تقديم الخدمات الامنية والتنموية والإجتماعية والثقافية. " ومن جانبه وصف وزير الدفاع التشادي بينايندو تاتولا (BENAINDO TATOLA) حصيلة الانشطة والعمليات التي نفذتها القوات المشتركة في الميدان بالإيجابية ، مشيدا بدور الرئيسين إدريس دبي والمشير عمر البشير الساعيين ليلا ونهارا من أجل استتباب الامن والطمانينة في قلوب المواطنين التشاديين والسودانيين في البلدين بصفة عامة وفي المناطق الحدودية بصفة خاصة . ووقع الجانبان السوداني والتشادي خلال المؤتمر مذكرة إنتقال القوات المشتركة الى الجانب السوداني لفترة ستة أشهر قادمة . وقال العقيد عبد الرحمن أحمد فقيري قائد القوات المشتركة الجانب السوداني " أن واحده من اهداف القوات المشتركة تامين الشريط الحدودي بين البلدين، مبيناً أن القوات المشتركة في فترة ثلاث سنوات بذلت كثير من الجهود من أجل الامن والإستقرار ز وفى الشأن نفسه قال الجنرال طوفة قائد القوات المشتركة الجانب التشادي " أن القوات المشتركة هي صمام الامان" ودعا الجميع للوقوف معهم لتحقيق المزيد من الأمن والإستقرار . من جانبه قال نائب رئيس البعثة بانجمينا الزين ابراهيم " ان نموذج القوات المشتركة غير مسبوق وسابقة في افريقيا لم تحدث من قبل، وأشار الى أن مجموعة السفراء في أنجمينا أشادو في أكثر من مرة في اجتماعاتهم بدور القوات المشتركة فئ تأمين الحدود وحفظ الأمن ، وأضاف أن هنالك سعي وحديث يدور وسط الأفارقة عن بسط هذه التجربة بين سائر الدول التي يوجد مشاكل بينها في الحدود " . فيما اشار نائب القنصل العام بأبشي طلحة السماني احمد انه من ثمرات القوات المشتركة فتح القنصلية السودانية في أبشي والقنصلية التشادية في الجنينة . وحول الخدمات التعليمية فقد ساهمت القوات المشتركة مساهمة مقدرة في دعم المؤسسات التعليمية في البلدين لمرحلتي الأساس والثانوي باناراتها بالطاقة الشمسية بجانب سد النقص في المعلمين بانتداب عدد من افرادها للعمل كمعلمين . وقال الوزير المفوض الزين ابراهيم " أن القوات المشتركة شاركت في التنمية حيث ساهمت في بناء وصيانة المدارس ومراكز الشرطة ، مبينا أن من الطبيعي جدا أن يفهم المواطن في الحدود بين البلدين بأن القوات المشتركة هي التي تقوم بكل شئ وهنالك جهود مقدرة من القوات المشتركة في تأمين الحدود في البلدين . واوضح العقيد عبد الرحمن فقيري قائد القوات المشتركة الجانب السوداني " ان واحده من اهداف القوات المشتركة رتق النسيج الإجتماعي على طول الشريط الحدودي للقبائل المتداخلة في البلدين . ومن جانبه قال سبي بكر – حاكم سابق لولاية مايكوبي حاكم إقليم وداي التشادية الامين العام الحالي لولاية وداي، قال " إن القوات المشتركة منذ تأسيسها قبل ثلاثة سنوات قدمت عمل ممتاز جداً وأضاف " القوات المشتركة بين البلدين تسهر ليلا ونهارا من أجل الأمن وإستقرار المواطن، ووصف الاوضاع الامنية الآن بالجيده . وحول العودة الطوعية، شاركت القوات المشتركة في عقد العديد من المؤتمرات حول ذلك الموضوع وحثت اللاجئين والنازحين للعودة إلي قراهم الأصلية . وأبان طوفة عبد الله قائد القوات المشتركة الجانب التشادي "أن هنالك عودة طوعية بكثافة علي طول الشريط الحدودي ، وأضاف انه طالما توفر الأمن والشروط الواجبة للعودة لابد من عودة اللاجئين لمناطقهم في السودان " . وفي السياق قال الوزير المفوض نائب رئيس البعثة الزين ابراهيم " صدرت توجيهات من وزير الخارجية علي احمد كرتي لكل البعثات السودانية في الخارج بمتابعة نتائج مؤتمر العودة الطوعية الذي انعقد في الدوحة، واضاف " بالنسة لنا في أنجمينا أيضا نسير في هذا الإتجاه " وقال الزين " انعقدت إجتماعات العودة الطوعية على المستوى الثلاثي بين السودان وتشاد والامم المتحدة ، واضاف " ما نلاحظه الآن أنه في دارفور تهيأ الوضع تماما للعودة الطوعية، مضيفا " اننا نحتاج فقط لتنشيط آليات العودة الطوعية "، مشيرا الى أن اللاجئين في وسط المعسكرات لهم الرغبة الحقيقية في العودة الى قراهم الأصلية" . وقال محمد الدنعو- صحفي تشادي (شركة City Cap) التابعة لجنوب افريقيا ، قال " بحسب تجربتي كصحفي مصور أن اللاجئين السودانيين بدأوا العودة الطوعية بعد أن شعروا بتحسن الاوضاع في بلادهم وأضاف " لو لم يكن هناك أمن لما رجعوا " ، لكنه عاد مرة أخرى وقال لم يرجع كل اللاجئين بل هناك عدد كبير منهم نزحوا بسبب المشكلة الأهلية بين قبيلة السلامات والمسيرية مؤخرا، وأضاف هناك عدد رجع وبالمقابل هناك عدد جاء الى أبشي . وحول القوات المشتركة السودانية التشادية إعتبرها مثال يحتذى به في أفريقيا وقال رغم المشاكل التي دارت بين تشاد والسودان في السابق الآن أصبحت تشاد والسودان شبه دولة واحده . وقال الدنعو أن القوات المشتركة حققت السلام في الحدود ما بين البلدين، وأضاف حاليا ناس الحدود ما عندهم مشاكل كالنهب المسلح وكذلك الرعاة الذين يجوبون حدود البلدين بمواشيهم شعروا بالأمن . ورأى الدنعو ان تجربة القوات المشتركة يجب تعميمها في جميع انحاء أفريقيا لما حققته من نجاح. وفي الجانب الصحي للاجئين قدمت القوات المشتركة من خلال الوحدة الطبية خدمات طبية كبيرة للمواطنين على جانبي الحدود في البلدين، تمثلت في تقديم الادوية المنقذه للحياة وأدوية بعض الامراض المستوطنة والوبائية بالإضافة الى الخدمات المعملية عبر المعمل المركزي في مستشفي أبشي أو المعامل على المراكز الصحية في كل من برك ،أنجريما ، أدي ، مبروكه " . وفي إطار العلاقات بين البلدين والتطبيع في الفترات الأخيرة، قال الوزير المفوض الزين إبراهيم وصلت الى تشاد قافلة طبية عام 2010 بتوجيه من السيد رئيس الجمهورية مكونه من أطباء من سائر التخصصات ومنح دوائية وجدت أثر طيب في اوساط اللاجئين وكانت فاتحة خير في أن هناك مبادرات كثيرة من جهات طبية في السودان ساعدت في تأسيس مراكز صحية بدولة تشاد ، وكما شاركت البعثة في تسيير قوافل مؤسسة البصر الدولية من مقرها مستشفى مكة الذي يغطي القطاع الإفريقي كله وتسيير عدد من القوافل ، بجانب توفر 300 فرصة تدريب في السودان لمختلف التخصصات الطبية للأخوة في تشاد . ومن المشروعات الرائدة التي قدمتها الفوات المشتركة هي انارة العديد من القري الحدودية في البلدين عن طريق الطاقة الشمسية إذ يمثل هذا المشروع نموذج للجيوش في كل العالم لتقديم الخدمات للمواطنين . ع.امام / ف ع