يعتبر السلوك العدواني في الملاعب الرياضية مثله مثل أي نمط من أنماط السلوك العدواني التي يقوم بها الفرد كنتاج لعدة متغيرات متداخلة وعوامل متعددة تؤدي إلي وقوع هذا السلوك العدواني في الملاعب. وعرف اللواء شرطة السر أحمد عمر في ورشة دور الأجهزة الأمنية في مجابهة العنف الرياضي التي أعدتها وزارة الشباب والرياضة ولاية الخرطوم مؤخرا بقاعة المجلس التشريعي عرف الشغب أو العنف في القانون بأنه ( التجمهر غير المشروع والذي تستعمل فيه أي أداة خطرة علي الحياة لتندرج تداعياتها من الأذى البسيط إلي الى الاذى الجسيم وقد تصل لحد القتل والإخلال بالأمن) ويعرف أيضا بأنه اختلاط تجمع من الناس في مكان عام أو خاص ويؤدي تجمعهم إلي الانفلات الأمني . أما في القانون الجنائي فيعرف الشغب بأنه (يعد مرتكب جريمة الشغب من يشارك في تجمهر من خمسة أشخاص فأكثر متى ما استعرض التجمهر القوة أوالعنف ومتى كان القصد الغالب فيه تحقيق أي من الأعراض التالية : مقاومة تنفيذ أحكام أي قانون أو إجراء قانوني ارتكاب جريمة الإتلاف الجنائي أو التعدي الجنائي أو أي جريمة أخري. مباشرة أي حق قائم أو مدعي بطريقة تحمل أن يؤدي إلي الإخلال بالأمن والسلام العام . إرغام أي شخص ليفعل ما لا يلزمه به القانون أو ليترك ما يخوله القانون فعله. وبهذا يتضح أن الشغب هو تجمهر خمسة أشخاص فأكثر مصحوب باستعراض القوة أو استعمالها أو الإرهاب أو العنف إذا ترجم أن التجمع يفقد ما ذكر أما السلوك العدواني فهو كل ما يصدر من الإنسان من فعل نتيجة احتكاكه ببيئة خارجية ويتضمن السلوك بهذا المعني كل ما يصدر من الفرد من أفعال والسلوك العدواني كمفهوم اختلف الكثير من المختصين في المجال الرياضي من تغيير المصطلح حيث يري بعضهم بأن العدوان يمكن تفسيره علي حسب الهدف. أما العدوان كوسيلة فهو كحالة إلحاقه الأذى بشخص آخر ولكن ليس بغرض التمتع ولكن للحصول علي تدعيم أو تقرير من الخارج(خارج الملعب) كتشجيع الجمهور لينال رضي المدرب أو كمثال عرقلة اللاعب لمنافسه من الخلف لمنعه من التصويب علي المرمي ويعتبر ذلك عدوان سلبي قد يؤدي لتفاقم الوضع ويترتب عليه عنف داخل الملاعب وخارجها. وتناولت الورقة ظاهرة الشغب في الملاعب الرياضية ويمكن تصنيف العوامل المؤدية أو المرتبطة بوقوع هذا السلوك إلي عاملين هما : العوامل المرتبطة بالنشاط الرياضي وخصائصه والعوامل المرتبطة بخصائص الملاعب نفسها فعامل الكسب والخسارة توضح بصورة جلية الطرف الذي يقع منها العدوان ، أما اللاعب المهزوم يرتكب المخالفات المؤدية إلي الوقوع في السلوك العدواني أكثر من الفائز وذلك لحالة الإحباط التي تتملكه كما أن تقارب النتائج يؤدي إلي قلة المخالفات وذلك للحذر من وقوع الأخطاء وفقدان النتيجة،كما أن كثرة الأهداف المسجلة تؤدي إلي وقوع مخالفات فضلا عن ترتيب الفريق في المنافسة وموقعه في روليت الدوري . وأوضح مقدم الورقة أن هنالك عناصر وأساليب تنتج عن التصرفات غير اللائقة والأعمال العدوانية والقرارات الجائرة التي يقوم بها أي عنصر من العناصر المشاركة في النشاط الرياضي التي تؤدي إلي الشغب بأساليب متعددة من أهمها: الاعتراض علي قرارات الحكام الاعتراض علي الألعاب الخشنة و القيام بحركات غير أخلاقية تجاه الجمهور الانسحاب من الملعب أو عدم الاستماع للتوجيهات وعدم الالتزام بالقرارات التنظيمية أو الإدارية أو الفنية أو الأمنية و قرارات الحكم المترددة أو غير الحاسمة عدم تملك المدرب لأعصابه خلال المباريات وطبيعة الجو المحيط بالمباراة أو الظروف الاجتماعية المحيطة بالملاعب درجة ثقافة اللاعب وإلمامه بالقوانين درجة تقبل بعض اللاعبين لرد فعل الجمهور عند الهزيمة متباينة. ونجد ان الإعلام الرياضي هو أحد عناصر تغذية العنف الرياضي من خلال أساليب التحريض علي صفحاته وعكس الخلافات الإدارية والإخفاقات وتهويلها وخلق الفجوات بين الأندية وعرض بعض الخفايا والقضايا الرياضية ذات الطابع السري ودمغ بعض الجهات والحكام بالتحيز مما يساهم في إثارة حفيظة الجماهير واللاعبين وخلق نوع من التوتر قبل وأثناء المباراة . كما أن الجمهور هو المتسبب الأول لظاهرة الشغب نسبة لاختلاف مفهوم أن الرياضة والمنافسة نصر وهزيمة فضلا عن التعصب الزائد عن الحد للأندية والمنتخبات وعدم وضع أي اعتبار لقوة الفريق المنافس وأحقيته في الانتصار والتأثر السالب بما ينشر في الإعلام الرياضي وهنالك أسباب غير مباشرة مثل عدم سعة الملعب و عدم توفر وسائل للجلوس يفاقم المشكلة كذلك قلة المخارج وأبواب الطوارئ يؤدي لإشكالات كثيرة . ويهدف القانون إلي حماية المصالح العامة والخاصة بإعتبارأن المحافظة علي أمن الوطن والمواطن وسلامة الأنفس والممتلكات من أهم مهام الشرطة وذلك استنادا للمادة 124 من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1999م والتي تقر (يجوز لأي ضابط مسئول أو وكيل نيابة أو يأمر أي تجمهر يرتكب جريمة الشغب أو جريمة الإخلال بالسلامة العامة أن يتفرق وعلي أفراد ذلك التجمهر عندئذ التفرق. أما في حالة رفض الجمهور التفرق بناء علي الأمر الذي صدر له بموجب 124 وأن المادة 125 الفقرة (1) أوضحت ما يجب إتباعه كالآتي : إذا لم يتفرق التجمهر المذكور في المادة (124) عند صدور الأمر أو تفرق بطريقة مخالفة للأمر فيجوز للضابط المسئول أن يأمر بتفريق التجمهر باستعمال أقل قوة ضرورية علي ألا يلجأ لاستعمال السلاح الناري لتفريق الا باذن من وكيل النيابة. أي انفلات أو شغب خارج الملاعب يتم التعامل معه وفق التكليف القانوني له والتدرج في التعامل مع الأحداث حسب حجمها أو خطورتها والتدرج في تدخل القوات من أمن الملاعب حتى أعلي درجات القوات في حالة الضرورة القصوى . كما تناولت الورقة تأمين المنافسات الرياضية وأوضحت أن عددية القوات المشاركة في تأمين المباريات من اختصاص قيادة قوات الشرطة(شرطة الولاية) وإدارة العمليات بعدد محدد من الفصائل توزع علي : (أ) الأبواب (ب) داخل الإستاد (ج) خارج الإستاد بجانب عربات اتصال متحركة حول الإستاد و(الملاعب) إضافة لشرطة السواري لمنع التسلل وقد تدعم بكلاب شرطية وتمارس شرطة إدارة العمليات مهامها وفق موجهات منها: تنوير القوات بأهمية المباراة وتعيين ضباط وتحديدهم بالإسم وتوضيح مهامهم تعيين القوات المشاركة في العمليات تحديد عدد الناقلات لنقل القوات تحديد زمان ومكان تبليغ القوة توضيح تفاصيل العملية والمهام وأي تعليمات أخري. أما أهم الإجراءات:- تواجد القوة في موقعها قبل المباراة وعدم مغادرتها الموقع وعدم الاحتكاك بالجمهور وعدم التدخل في أعمال وسلطات الاتحادات الرياضية إلا بعد طلبهم وعدم لمس الكرة من القوة الموجودة داخل الإستاد وعدم التعبير عن الفرح أو الحزن تحت أي ظروف و تكثيف المرور خارج الإستاد بين الشوطين منع الجمهور من الدخول إلي داخل الملعب و عدم مغادرة القوة إلا بعد انصراف الجمهور بجانب دور شرطة المرور في تأمين وتنظيم عملية السير في الطرق المحيطة بالموقع وشرطة الدفاع المدني تحوطا لأي مستجدات قد تحدث. وختمت الورقة بالتوصيات الآتية:- الالتزام بالعددية المكلفة رسميا بالتغطية .والالتزام بالحضور المبكر للملعب لمباشرة إجراءاتها بيسر وسهولة عدم التشدد مع الجمهور في الحالات البسيطة و الالتزام التام بالتواجد بالمواقع المحددة أثناء المباراة التزام الجماهير بضوابط الخروج والدخولتوفير الحماية للحكام واللاعبين والمنشآت والمركبات والإداريين رصد العناصر المثيرة للشغب والعمل علي منعها من الدخول للملاعب مستقبلا بالتنسيق مع الجهات الإدارية بالاتحاد والالتزام بواجبات المهنة وعدم إظهار الميول أثناء العمل الرسمي البعد عن التدخل في الشئون الفنية للفرق عدم التعرض للحكام أن تراعي الجهات المسئولة إجراءات الأمن والسلامة في تصميم الملاعب خاصة المداخل والمخارج تزويد الاستادات بكاميرات مراقبة التزام الاتحادات بمطلوبات الخطط الأمنية ام/ام