اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية الأفارقة المحافظين لدى صندوق النقد والبنك الدوليين والذى تستضيفه الخرطوم هذه الايام شكل تجمعا مهما لتبادل الآراء والخبرات ووضع سياسات اقتصادية تحقق التكامل الاقتصادى للقارة الافريقية. ويمثل انعقاد جلسات المؤتمر بالخرطوم فرصة للسودان لتقديم تجاربه المتعددة فى مجال اقامة السدود ، والمشاريع الزراعية، وسعيه فى تشييد بنى تحتية تخدم قضايا التنمية الاقتصادية الافريقية، وتحقيق تكامل للموارد بحكم موقعه الذى يتوسط القارة الافريقية، ومنذ وقت طويل سعى السودان إلى ربط القارة عبر خطوط مواصلات دولية والاستفادة منها فى التجارة وتقديم المزايا التفضيلية لدول القارة لتحقيق التكامل الاقتصادى الجامع. والسودان اذ يحظى بتولى رئاسة المجموعة ، فهو يخطو خطوات نحو الآخرين بتوحيد صوت الافارقة لتكوين كيان اقتصاد جامع ، ويجعله مخاطبا للمؤسسات المالية الدولية فى طرح وجهة نظر موحدة مساندة لقضايا الدول الأفريقية امام شركاء التنمية، وخاصة ان المجموعة الأفريقية أثبتت جدواها بتوحدها فى الحصول على تمويل لمشروعات تخدم القارة وشعوبها، وخلق آلية مستدامة فى ظل توحد الدول فى كيانات اقتصادية تتعاون فيما بينها. والمؤتمر الذى انتظم بالامس خاطب جلسته الافتتاحية المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ، ناصحا المجتمعين بالتركيز علي استقطاب الاستثمار وليس المطالبة بالعون المباشر والمنح لافتا إلى أن الاستثمار أجدى لأنه يجد قبولاً أكثر و يحقق مصلحة للطرفين بينما العون المباشر يقوم على عنصر المنح الذي قد يكون او لا يكون". وهو دعوة للاستفادة من الامكانيات التى تذخر بها القارة من امكانيات فى الموارد ، والتى تحتاج لجهود ابنائها فى تحقيق الاستقلال الاقتصادي بتطوير الاعتماد على الكفاءات. من جانبه قال وزير المالية على محمود ان المؤتمر فرصة للسودان ليطل على أفريقيا وان السودان سيطرح من خلاله سياساته الاقتصادية وإنجازاته وانفعالاته مع القضايا الأفريقية. واضاف ان الاجتماعات تناقش قضايا أساسية عن الطاقة والبنيات التحتية والزراعة خاصة وان السودان دولة زراعية تحتاج لبنيات تحتية في هذا المجال ، وبالتالي فالقضايا التي يناقشها المؤتمر تكون فرصة مناسبة لطرح رؤيته بجانب استفادته من المعطيات وتبادل الخبرات خاصة وان هذا المؤتمر يشارك فيه علماء ومفكرين، كما أن السودان ينفذ هذه الأيام برنامجاً مع البنك الدولي في مجالات الزراعة والطاقة و يحتاج للاستفادة من الخبرات. وركز على محمود عبد الرسول وزير المالية على ابتكار وسائل تمويل ناجحة لمقابلة احتياجات التنمية المستدامة وذلك بتشييد وترسيخ دعائم البنيات التحتية التي تمثل العمود الفقري لجميع أنشطة الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وذلك لتعزيز القدرة في الاقتصاد الأفريقي واعتماده بصورة كبيرة على موارده الذاتية. الى ذلك دعا د. عمر على الامين رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان الى ضرورة توحيد السياسات المالية تحت مظلة التكتل الأفريقي خاصة والبلاد تتجه نحو تحسين اقتصادها بمواردها المتاحة ومعالجة قضايا التداخل المتعلقة بالموارد الطبيعية . وقال، في إطار انعقاد اجتماعات كتلة المحافظين الأفارقة بمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في السودان ضمن الشركاء في البرلمان الأفريقي والاتحاد الأفريقي وحوض النيل وعدد من الكيانات الأفريقية، "لابد من رسم السياسات المالية للبنوك المركزية وتوحيد الجهود تجاه الموارد المتداخلة سواء أكانت موارد مائية أو تعدينية". ووصف د. حسن أحمد طه الخبير الاقتصادي ورئيس اللجنة التحضيرية لاجتماعات وزراء المالية ومحافظي البنوك الأفريقية لدى البنك الدولي والصندوق الدولي استضافة السودان للمؤتمر بالايجابية خاصة أنها المرة الأولى التي يترأس فيها السودان مجموعة الكتلة الأفريقية للبنك الدولي. وأشار لأهمية قضايا المؤتمر باعتبارها قضايا أساسية تهم القارة الأفريقية في مجالات التنمية والبنية التحتية بجانب مناقشتها للطريقة المثلى التي تجعل الدول تستفيد من إمكانيات البنك الدولي والصندوق الدولي في تنفيذ أولوياتها من المشروعات التي تخدم مصالح القارة الأفريقية. ع س