تتميز العلاقات السودانية الروسية بالعراقة والمتانة التي تمكن الدولتين للمضي قدما شراكة ثنائية تخدم مصالح الدولتين حتى تنداح ثمراتها الى شتى المجالات للتنسيق في كافة المواقف مما يتطلب ترتيب الاولويات لخدمة قضايا شعوب المنطقة . وفى الوقت الذى تطل القوى الغربية وعلى رأسها امريكا واسرائيل للسيطرة على شعوب المنطقة العربية والافريقية واستغلال مواردها تسعى روسيا لبناء علاقات حميمة تتبادل من خلالها المصالح المشتركة مما يتحتم على السودان مراجعة علاقاته الخارجية لتبنى على مصلحة البلاد وخدمة شعوبها . واتخذت العلاقات بين البلدين طابع الجدية والمصداقية منذ التسعينات انطلاقا من عمق العلاقات التاريخية بين البلدين التى ارست عمدانها منذ الاستقلال وتطورت تطورا متضردا فى الستينات . وأعلن السودان اعترافه الرسمي بروسيا الاتحادية فى وقت مبكر من العام 1991/ وظلت روسيا على الدوام تشكل الملاذ الآمن و صديقا وفيا وتم تبادل الزيارات لمسئولي البلدين حيث قام وزيرا الخارجية آنذاك مصطفى عثمان إسماعيل ولام أكول بزيارتي عمل إلى موسكو في نوفمبر عام 2001 ومايو عام 2006 . كما جرى لقاء وزيري بين خارجية البلدين في سبتمبر عام 2006، وذلك على هامش الدورة الحادية والستين للجمعية العامة لهيئة الأممالمتحدة. وخلال انعقاد الدورة الثامنة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 سبتمبر عام 2003 وقع وزيرا الخارجية للدولتين البروتوكول الخاص بإجراء المشاورات وإقامة التعاون في مجال رفع كفاءة الكوادر الدبلوماسية. كما تم توقيع بروتوكول التعاون بين الأكاديمية الدبلوماسية لوزارة الخارجية الروسية والمركز الدبلوماسي في الخرطوم. وشهدت الدورة الثالثة والستين للجمعية العامة لهيئة الأممالمتحدة لقاء بين وزير الخارجية الروسي من جانب ونائب رئيس السودان علي عثمان محمد طه من جانب آخر في ابريل عام 2002 كما زار الفريق ركن بكري حسن صالح روسيا عندما كان يشغل منصب وزير الدفاع وتم اثناء الزيارة اعداد اتفاقية التعاون العسكري التقني بين الحكومتين الروسية والسودانية. وتم توقيع هذه الاتفاقية في مارس عام 2003 وذلك خلال الزيارة التي قام بها إلى الخرطوم يوري خوزيانينوف نائب رئيس لجنة التعاون العسكري والتقني الروسية. كما زار الفريق المهندس عبد الرحيم محمد حسين ممثلا للسودان في شؤون دارفور موسكو ثلاث مرات كانت المرة الأولى في اكتوبر عام 2004 وكان عندها يتولى منصب وزير الداخلية و في عامي 2006 و2008 وهو يتولى منصب وزير الدفاع ، وهدفت الزيارات إلى تسليم رسالةمن رئاسة السودان إلى رئيس روسيا في مسألة دارفور. كما زار روسيا د. نافع على نافع عندما كان مساعدا لرئيس الجمهورية وبحث خلالها العلاقات السودانية الروسية وسبل دعمها وتطويرها خاصة في المحافل الدولية ،كما اكد الجانب الروسي على اهتمام روسيا وسعيها الدؤوب لإزالة ومعالجة القضايا الشائكة بين البلدين مشيدا بالعلاقات المتميزة بين السودان وروسيا . كما زار روسيا الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وزير المجلس الأعلى للاستثمار واكد فى تصريحاته عقب الزيارة بان روسيا تعود لأفريقيا عبر السودان، لافتا أن العلاقات مع روسية متميزة . كما تطورت العلاقات بين برلمانى البلدين ففي يونيوعام 2004 قدم إلى موسكو في زيارة عمل احمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان، اما في فبرايرعام 2005 فقد زار الخرطوم وفد مجلس الاتحاد الروسي برئاسة سيرغي أنوخين النائب الأول لرئيس لجنة السياسة الاعلامية لمجلس الاتحاد. وفي نوفمبر عام 2006 زار السودان ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي . وفي نوفمبر سنة 2008 زار موسكو الوفد البرلماني السوداني برئاسة عثمان مداوي رئيس لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان. كما زار مارغيلوف السودان زيارة رسمية للسودان في شهر فبراير عام 2009. وتتويجا لمسيرة هذه العلاقات الممتدة بين البلدين تنطلق بالخرطوم فعاليات الدورة الثانية لمنتدى التعاون العربي الروسي الوزاري خلال الفترة من 2- 4 ديسمبر الجارى بمشاركة عربية واسعة من جانب وزراء خارجية الدول العربية وروسيا والأمين العام للجامعة العربية ، وسيكون السودان أول دولة عربية تستضيف المنتدى ، بعد أن عقدت دورته الأولى بموسكو العام 2013م حيث يأتى هذا المنتدى لمزيد من التنسيق بين الدول العربية وروسيا الاتحادية بما يسهم في توازن القوى السياسية الدولية . ورحب السفير د.يوسف الكردفانى الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية في تصريح ل(سونا) بعقد المنتدى في الخرطوم كما رحب بالمشاركين من الدول العربية وروسيا والجامعة العربية مبينا ان المنتدى سيناقش القضايا ذات الاهتمام المشترك بين روسيا الاتحادية والدول العربية بجانب القضايا الإقليمية والتنسيق في المحافل الدولية . كما اعتبر الناطق الرسمي انعقاد المنتدى وزيارة وزير الخارجية الروسي للخرطوم تتويجا لنشاط وجهود الدبلوماسية السودانية واللقاءات العديدة التي قام بها وزير الخارجية الأستاذ على كرتي للعديد من الدول العربية وروسيا كما يأتي أيضا في إطار التعاون الذي حدث مؤخرا بين السودان والدول العربية بصفة عامة وروسيا الاتحادية بصفة خاصة س ص