انطلق سباق الترشح لمنصب رئاسة جمهورية والمقاعد القومية للمجلس الوطنى والدوائر النسبية والجغرافية وفق ضوابط وضعتها المفوضية القومية للانتخابات فى البلاد لانتخابات العام 2015م وحسب حصيلة أولية للمفوضية هناك زهاء اربعة عشرة شخصا قد سحبوا استمارات الترشح لشغل منصب رئاسة الجمهورية ، وإذا استثنينا اسم او اسمين من الأسماء المعروفة ،فإن السواد الأعظم من "الراغبين" هم من العامة اللاهثين وراء الشهرة فهل هى ظاهرة اجتماعية ام مؤشر ديمقراطى يعبر عن مساحات الحرية المتاحة فى البلاد لتلك الممارسات ؟؟ وهنالك من يتساءل هل تحولت الانتخابات الرئاسية إلى مسرحية هزلية تعبر عن عدم الجدية فى الممارسة السياسية?. ما ان اعلنت المفوضية بداية الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية والمقاعد القومية الا وتدافعت الاحزاب لترشح ممثليها فى سباق كرسى الرئاسة ،فقدم حزب المؤتمر الوطنى الحزب الاكبر الذى يتمتع بقاعدة شعبية عريضة باوراق المشير عمر حسن احمد البشير مرشحا للحزب لمنصب رئاسة الجمهورية فى موكب كبير وواسع يعكس تلك الشعبية كما دشن اكثر من 850 شاب وشابة من مختلف القوى السياسية بمقر مجلس احزاب حكومة الوحدة الوطنية الحملة الانتخابية لدعم ترشيح البشير للرئاسة . واعلن الامين العام لمجلس احزاب حكومة الوحدة الوطنية عبود جابر لدى مخاطبته لقاء التظاهرة الشبابية انتظام المجلس في عقد لقاءات متنوعة مع كافة قطاعات المجتمع في اطار الاستعدادات للحملة في المركز والولايات لدعم انتخاب الرئيس وانجاحها ودعا كافة القوى السياسية للاستعداد للمشاركة في الانتخابات وإحكام التنسيق فيما بينها من اجل انجاح العملية الانتخابية لدعم استتباب الامن والاستقرار في البلاد . من جانبه قام حزب الحقيقة الفيدرالي سحب استمارة الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية توطئة لتكملة اجراءات مرشحه للمنصب الاستاذ فضل السيد شعيب رئيس الحزب لدى المفوضية القومية للانتخابات حيث ابان شعيب في تصريحات صحفية عقب تسلم الحزب الاستمارة من مفوضية الانتخابات بقاعة الصداقة بالخرطوم أن حزب الحقيقة قام كذلك بسحب الاستمارات المتعلقة بالترشيحات في كل المراحل وجميع مستويات الترشيح من رئاسة الجمهورية حتى الدوائر القومية والولائية والنسبية . وسحب كل من الأستاذ أحمد الرضي جاد الله سليم مرشح مستقل والأستاذ محمد الحسن محمد الحسن مرشح حزب الإصلاح الوطني استمارة الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات العامة المقبلة من المفوضية القومية للانتخابات. وقال المرشحان للصحفيين عقب سحبهما الاستمارات إنهما سحبا الاستمارات توطئة لتكملة إجراءاتهما للمنافسة على المنصب. وفي سياق ذي صلة أعلن حزب السودان الحديث أنه سينافس على منصب رئيس الجمهورية وقال الحزب إنه سحب الاستمارة الخاصة بذلك من مفوضية الانتخابات بقاعة الصداقة. , وفى ذات المنحى كشفت المفوضية القومية للانتخابات أن عدد الذين تقدموا للترشيح في كل ولايات السودان للدوائر الجغرافية والمجلس الوطني والدوائر الجغرافية للمجالس التشريعية وقائمة المرأة والأحزاب حتى يوم امس الثلاثاء بلغ 207مرشحا بمن فيهم المستقلين فيما سجل عدد 14 شخصا لخوض سباق الرئاسة. وقال الفريق الهادي محمد أحمد عضو المفوضية في تصريح (لسونا) إن الأحزاب التي شاركت في الترشيح هي المؤتمر الوطني ، الأمة الفيدرالي، الأمة الوطني ، الأمة المتحد ، الأمة الإصلاح والتنمية ، حزب القوى الشعبية ،حزب الرباط الوطني وحزب الإصلاح الوطني،والسودان الحديث وحزب الحقيقة الفدرالى مؤكدا أن إجراءات الترشيح تسير بصورة طيبة. وتنوعت هوية المقبلين على الترشح بين شخصيات سياسية معروفة وأخرى اعتادت دخول كل دورة انتخابية رئاسية ولا علاقة لهم بالحقل السياسي ولم يسمع المواطن عنهم وعن نضالهم من قبل مما يجعل عبورهم محطة جمع ال15 ألف توقيع أقرب إلى المعجزة منه إلى الواقع. وأمام هذه "الظاهرة السياسية والإجتماعية" في الساحة الوطنية طفت على السطح تساؤلات حول أسباب هذا التدافع للترشح لمنصب رئيس الجمهورية ، هل الأمر له خلفيات سياسية أم إجتماعية ؟أم أن الظاهرة عادية ويمكن أن تحدث في أي بلد يعتمد التعددية السياسية؟. وتساءل عدد من السياسيين وخبراء اكاديميين حول تدافع بعض الشخصيات للترشح متسائلين هل تحولت ظاهرة الترشح إلى (موضة ) ام دعاية سياسية مجانية منتهزين منبر المفوضية ؟ مما جعلها تستحق الالتفات إليها من المختصين لفهم أسبابها وأهدافها. وفيما يرى سياسيون اخرون بأنها ظاهرة لتحريك المشهد السياسي وممارسة ديمقراطية راشدة وصولا لمؤشرات الحكم الراشد . كما يذهب محللون اجتماعيون إلى الحديث عن غياب القيم السياسية ، في فساح المجال أمام "كل من هب ودب" للترشح لهذا المنصب السيادى، منادين بضرورة وضع معايير ضابطة وصارمة لضبط عمليات الترشح الترشيح بتقديك شخصيات بمؤهلات سياسية واقتصادية وقيمية عالية . فى اتساق متصل بما سبق ابان الأستاذ عبدالله محمد صالح استاذ علم الاجتماع إن التفسير الوحيد لتدافع الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية عمل مكانة اجتماعية مرتبطة بالشهرة وسط المجتمع وبرر بالقول ان التحليل يعتمد على معطيات قد تكون غير واضحة وغير مرئية للمواطن العادى فى هذا الوقت، فمثلا نحن لا نعرف ما إذا كان هؤلاء المترشحون ترشحوا بمحض إرادتهم أم أن هناك جماعات ضغط دفعتهم إلى ذلك بهدف تعويم وتمييع المشهد السياسي في البلاد، لذلك لا بد من بحث عميق هنا ووقفة للدراسة المتمعنة والشاخصة . وسواء هذا او ذلك او تلك فأن المشهد السياسى السودانى يحتاح الى من يدير الازمات المتعددة فى وقت واحد بحنكة وقيم صادقة واخلاق سياسية لا تحابى ولا تجامل ولا تناصر الغريب والبعيد وفى ذلك فليتنافس المتنافسون . س ص