- يدخل السودان اعتبارا من يوم غد الثلاثاء، الثاني من يونيو الحالي مرحلة دستورية جديدة بأداء الرئيس المنتخب المشير عمر البشير اليمين الدستورية أمام الهيئة التشريعية القومية بمجلسيها ( الوطني + الولايات ). وبدأت الوفود المشاركة في احتفال التنصيب التوافد إلي البلاد من عدد من البلدان ممثلين لحكوماتهم وبلدانهم. وتشكل المرحلة الدستورية الجديدة بحسب مراقبين علامة فارقة في تاريخ السودان بالنظر للمتغيرات الدولية والإقليمية والتحولات المتسارعة التي تمر بها المنطقة بينما تباينت آراء المواطنين فيما إذا كان العهد الجديد يشهد تحسنا في الأوضاع المعيشية بالنسبة لهم وتوفير وانتظام الخدمات الصحية والتعليمية واستكمال مشروعات التنمية وفقا للبرنامج الذي فاز بموجبه الرئيس البشير بالسباق الرئاسي المتمثل في قيادة الإصلاح واستكمال النهضة . ولمعرفة الخيارات والفرص أمام الحكومة الجديدة لإدارة المرحلة الراهنة ،اتفق عدد من الخبراء والسياسيين علي ضرورة ان تؤسس المرحلة الدستورية الجديدة لبناء وطني سليم وخلق معادلة جديدة بأدوات جديدة وعناصر جديدة تقود إلي الطريق الثالث "طريق الحوار " علي ان تكون قضية المواطن السوداني هي الأولوية لدي الحكومة خلال المرحلة الدستورية الجديدة بينما رأي البعض الآخر ان قضايا إيقاف الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وموضوع العلاقات الخارجية والأوضاع المعيشية للمواطن والتوافق الوطني عبر الحوار بالإضافة إلي وضع حد للصراعات القبيلة كمهدد للاستقرار البلاد . وقال الناشط السياسي المحامي محمد عبد الله ادم " ود أبوك" إن الساحة السياسية تمر بحالة من الترقب باعتبار ان السودان ليس جزيرة معزولة عن المحيط الإقليمي والدولي ولا يمكن ان نقرأ ما يجري فيه بمعزل عن ما يجري في المحيط الإقليمي والدولي المضطرب . وأضاف ان الدرس المستفاد من التجربة هو "ان الحرب لن تخلق واقع أفضل وان أسلوب الحاكمين المتمثل في السعي للسيطرة علي قرار البلد السياسي والأمني ليس له قيمة كما ان سلوك المعارضين وحملة السلاح المتمثل في القتل والضرب والاستنصار بالدعم الخارجي ليس له قيمة أيضا ، مؤكدا أهمية الانخراط في الطريق الثالث وهو طريق الحوار وجعل قضية المواطن هي القضية الأولي علي حد قوله . وحول الدرس المستفاد من التجارب السابقة أشار إلي ان ما يجري في بعض الأطراف بعد انفصال الجنوب ادخل السودان في صراعات وتحديات جديدة بجانب الصراع القبلي الذي أصبح مهددا يتطاول وخلق واقعا أمام الحكومة والمعارضة . ورأي " ود أبوك " أن أمام الرئيس البشير فرصة أخيرة وهي الأفضل "ان يؤسس لمرحلة جديدة حتى تقول الأجيال القادمة ان الرئيس البشير بالرغم مما يقال عنه إلا انه استطاع ان ينطلق بالسودان وان يشكله بصورة جديدة ." ومن التحديات التي نبه لها أكد ضرورة ان يدخل الجميع إلي المرحلة الدستورية الجديدة الحكومة والمعارضة بمعادلة جديدة تتمثل في تنازلهما عن مواقفهما والتخلي عن خطابهما ،مشددا علي ضرورة التأسيس لبناء سليم خلال المرحلة الجديدة يقوم علي قطع الصلة بين القديم والاتجاه نحو المستقبل من حيث الأشخاص ومن حيث تناول الموضوعات والطرح واحترام الآخر . أما الفرص المتاحة أمام الحكومة الجديدة يقول الدكتور إسماعيل الحاج موسي السياسي والخبير القانوني إن الفرصة خلال المرحلة الدستورية الجديدة تتطلب من الحكومة الجديدة التوافق علي إعداد دستور دائم ، مطالبا الرئيس البشير بتكوين لجنة قومية لإعداد الدستور عقب أدائه اليمين الدستورية باعتبارها اكبر مهمة تنتظر الرئيس المنتخب، منوها إلي ضرورة ان يكون الدستور الدائم محل اهتمام الأحزاب لصلته بالخطوط العريضة التي تنظم وتحدد السياسات التي تهم المواطن . العديد من المواطنين أجمعوا على دعوتهم ومطالبتهم الحكومة الجديدة بوضع حد لتصاعد أسعار السلع الاستهلاكية ووضع ضوابط تتعلق بتحديد أسعار السلع ومنع عمليات التلاعب والغش.