حظيت مشاركة السودان بقيادة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير في القمة الثالثة لرؤساء حكومات الدول الاعضاء في الوكالة الافريقية للسياج الاخضر الكبير لأفريقيا، بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، باهتمام كبير لجهة ان السودان من المؤسسين لمشروع السياج الافريقي الاخضر،فيما يمر ثلث هذا الحزام الاخضر الكبير بالاراضي السودانية،"1525 كلم " من الطول الكلي لمساحة السياج. مشروع السياج الاخضر الكبير لأفريقيا، اقرته قمة تجمع الساحل والصحراء "س.ص "عام 2005 م. كما اعتمده الاتحاد الافريقي عام 2007 م، كمشروع افريقي استراتيجي يساعد البلدان الافريقية للحد من خطورة الزحف الصحراوي الذي يهدد مجموعة الدول الواقعة علي الساحل والصحراء. ويهدف مشروع السياج الاخضر الكبير لأفريقيا الي انشاء حاجز من الغطاء النباتي يساعد في وقف تقدم زحف الرمال والتصحر عبر دول جنوب الصحراء وذلك من خلال تشجير وزراعة احزمة خضراء متعددة الانواع تمتد من موريتانيا الي جيبوتي بطول 7 الاف كلم متر بعرض 15 كلم في المناطق التي يبلغ معدل هطول الأمطار فيها 100 -400 ملم في السنة والواقعة ضمن المنطقة الصحراوية الساحلية، بجانب انه يقوم علي دمج تشكيلات نباتية محلية ومصطنعة ووحدات رعوية وحظائر حيوانات، ويعتبر السياج الاول من نوعه لعدد 11 دولة افريقية هي السودان، موريتانيا، السنغال، مالي، النيجر، نيجيريا، جيبوتي، اثيوبيا، بوركينافاسو، اريتريا وشاد. وناقش الرؤساء في القمة خارطة الطريق للاعوام 2015 -2017 التي اجازها الاجتماع الوزاري للوكالة الافريقية للسياج الاخضر الكبير وقام الرؤساء المشاركين في القمة بغرس اشجار في نطاق هذه المبادرة" للسلام والتضامن "كما ناقش الرؤساء ادوار الوكالة الافريقية للسياج الاخضر ومفوضية الاتحاد الافريقي في تنفيذ هذه المبادرة. وزارة الخارجية علي لسان وزير الدولة السيد عبيد الله محمد عبيد الله اكدت اهمية مشاركة السودان في القمة الأفريقية للسياج الاخضر الكبير في دورتها الثالثة العادية باعتبار انه مستفيد ومعنى بتنفيذ مخرجاتها. وقال عبيد الله ان مشاركة السودان لها دلالات ومعاني كبيرة لان السودان من الدول المصادقة علي اتفاقية السياج الاخضر الكبير. واضاف ان الرئيس البشير من القادة الفاعلين في هذه المجموعة التي تضم 11 دولة افريقية. مؤكدا ان الرئيس البشير مواصلة لدور السودان الفاعل في المحفل الافريقي ، اجرى لقاءات علي هامش مشاركته في القمة مع عدد من الرؤساء المشاركين بحثت العلاقات الثنائية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك ومن المكاسب الكبيرة والمهمة لمشاركة السودان في القمة يقول وزير البيئة حسن عبد القادر هلال ان السودان حصل علي 20 مليون دولار من البنك الدولي ضمن دعم البنك للسياج الاخضر الكبير وذلك لدعم السياج في ست ولايات هي كسلا، الجزيرة، النيل الابيض، نهر النيل، الشمالية وشمال كردفان. ويضيف لسونا ان القمة وجدت اكبر دعم من البنك الدولي لصالح مشروع السياج الاخضر الكبير،مبينا ان السودان استلم مبلغ 8،3 مليون دولار من المبلغ لتنفيد المشروع في الولايات المذكورة فيما سيصل بقية المبلغ لتنفيذ المشروع في ست ولايات اخري. ودافع عن السياج الاخضر الكبير لأفريقيا وقال انه ليس مجرد سور او حزام بل يشكل منظومة حياة للبلدان الافريقية خاصة وان السودان اكبر دولة ممر للسياج الاخضر الكبير بمساحة 1520 كلم بعرض 25 كلم معتبرا السياج الاخضر انجازا تاريخياً كبيراً ومبتكرا ويمثل منظومة حياة متكاملة من مدارس وسبل كسب العيش. وحظيت القمة الثالثة للسياج الاخضر باهتمام متعاظم من وسائل الاعلام التي يعتمد عليها كثيرا في تحقيق مخرجات هذه القمة علي ارض الواقع بتوعية الناس واستنهاض هممهم وتنبيهم للخطر القادم من الجفاف والتصحر والتغيرات المناخية ، الامر الذي يتطلب تحولا ولو قليلا في أولويات تلك الاجهزة واهتمامها بقضايا التنمية وبث روح العمل والمشاركة ورتق النسيج الاجتماعي. ويعول خبراء التنمية علي اهمية دعم الدول الكبري ومؤسسات الاممالمتحدة وهيئاتها ووكالاتها المتخصصة، لمشاريع التنمية الخضراء ومكافحة التصحر والجفاف وكل قضايا البيئة في الدول الفقيرة ضمن الهم المشترك مشيرين في هذا الخصوص الي الدعم الذي قدمه البنك الدولي لمشروع السياج الاخضر لأفريقيا وفيما يتعلق بالدور المنتظر من الوكالة الافريقية للسياج الاخضر يقول إبراهيما ديا الأمين التنفيذي أن أجندة الاجتماع تضمنت بحث "الحصيلة المالية والفنية وتقرير أنشطة سنة 2014 ووضع وتبني إستراتيجية لتعبئة الموارد لتمويل برنامج يتمحور حول سلسلة من المشاريع". وتقوم البلدان المنخرطة في المبادرة الإفريقية للحزام الأخضر الكبير حاليا بتنفيذ برنامج يتمحور حول 12 مشروعا رئيسيا في إطار خطة أنشطة خماسية تغطي سنوات 2011-2015. ويتمثل الإطار التنفيذي لهذه المشاريع في منطقة جافة تبلغ مساحتها آلاف الكيلومترات. ومن المقرر إنجازها عبر مسعى شامل يشترك فيه الأهالي. وتتعلق المشاريع بأنشطة عملية للتشجير والزراعة والغابات والرعي وتعزيز نسبة الاستفادة من الخدمات الاجتماعية الأساسية والارتقاء بالأنشطة الجالبة للثروة من أجل تحقيق مداخيل إضافية والحكامة المحلية وتستند هذه المبادرة إلى ملاحظة مفادها أن بلدان الساحل والصحراء تواجه على مدى عقود عجزا مزمنا في تساقط الأمطار باستثناء بعض السنوات التي سجلت تساقطات مطرية طبيعية،حيث اسهمت هذه الظاهرة في اختلال التوازنات البيئية الكبيرة علاوة علي الممارسات الزراعية غير المناسبة وتراجع الغطاء الغابي وحرائق الغابات. وتبلورت فكرة الاحزمة الخضراء لمكافحة التصحر في بداية الخمسينات من القرن الماضي من قبل مؤتمر الاممالمتحدة في نيروبي عام 1970 م، حيث بدأت البلدان الافريقية في زراعة الاحزمة الشجرية في عدة مدن وتفاوتت معدلات نجاح هذه الفكرة من بلد لآخر. ويعاني السودان الذي يعول كثيرا على هذا السياج من تقدم الصحراء جنوبا بمعدل خمس او ست كيلو مترات سنويا وفق بعض الدراسات حيث تغطي الصحراء نصف مساحة البلاد عقب انفصال الجنوب بينما يعتمد غالبية السكان علي الزراعة والرعي في ظل ازدياد التنافس علي الموارد الطبيعية. ويأتي تعويل السودان علي نجاح هذا المشروع لخلق تنمية مستدامة ووقف التدهور البيئي وتقليل حدة الصراعات والاحتكاكات علي الموارد بين المزارعين والرعاة،فهل ينجح السودان في الاستفادة من دعم مشروع السياج الاخضر الكبير لوقف التدهور البيئي وخلق تنمية مستدامة. ط . ف