- تقرير عباس العشاري يعد السودان من الدول المهمة التي ترفد سوق العمل العالمي والخليجي على وجه الخصوص بالموارد البشرية والتي اسهمت بصورة فاعلة في بناء ونهضة العديد من الدول المستقبلية .وتوجد اعدادا كبيرة من المهاجرين السودانيين حول العالم في مختلف المجالات والتخصصات وهنالك نسبة غير قليلة تشغل مواقع مهمة بالمنظمات والهيئات الدولية والاقليمية والشركات العالمية الكبرى علاوة على انهم يلعبون دور السفارات الشعبية كذلك يمثلون قوى اقتصادية مؤثرة من الممكن للسودان ان يعمل على استغلالها والاستفادة منها في تطوير قدراته ودعم تنميته الاقتصادية . ومعظم المهاجرون عادة يتجهون الى مناطق الجذب التي تتوفر فيها ظروف اقتصادية افضل وحياة ذات خيارات متعددة في التعليم والصحة والخدمات الضرورية الاخرى .لذلك فان اهتمام الدولة بأمر شئون السودانيين بالخارج بالتأكيد يجد الاهتمام والدعم غير انه يحتاج للمزيد من ذلك في ظل اوضاع اقتصادية واجتماعية داخلية وخارجية ضاغطة على حياة المواطنين بالداخل . واجمع المشاركون في ورشة عمل هجرة الكفاءات الوطنية التي نظمها مركز العاصمة للتدريب ودراسات العمل والهجرة بالتعاون مع مؤسسة فردريش ايبرت باتحاد المصارف بالخرطوم مؤخرا اجمعوا على ان اسباب الهجرة يرجع لعدة أسباب منها اقتصادية وامنية واجتماعية وسياسية من بينها ضعف الاجور والمرتبات وقلة فرص العمل وتزايد العاطلين عن العمل والحاجة للحصول على موارد مالية من العملات الصعبة . واكد المشاركون في الورشة ان الهجرة اصبحت صناعة أساسية لتنمية ونهضة الشعوب وبعض الدول تعدها موردا اساسيا لدخلها القومي مطالبين بضرورة وضع السياسات المحفزة والجاذبة للهجرة مع الوضع في الحسبان التقلبات والتحولات الحادثة في سوق العمل وارتفاع حدة المنافسة بين الدول المصدرة لها وعدم استقرار بعضها الامر الذى يشكل ضغطا على سوق العمل الخارجي كما طالبوا بإيجاد اليات داخلية لضبط وتنسيق الهجرة والاستفادة من الاليات الموجودة اصلا وتفعيلها وانشاء مركز لدراسة الهجرة واعداد سياسة وطنية للهجرة وتبني سياسات شاملة متوازنة لا دارة هجرة الكفاءات الوطنية وتحسين اوضاع الكفاءات واجراء تحسينات مستمرة في الاجور ومشاريع اخرى وزيادة المرتبات لمواجهة الزيادة المضطردة في مستوى المعيشة والتضخم وتقديم بديل نقدى يعادل مرتب 12شهرا أجمالي وايجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تعترض اسواق العمل في مجال التعليم العالي وضرورة متابعة اوضاع العلماء السودانيين بالخارج . الاستاذ احمد الطيب السمانى ممثل لوزارة العمل والاصلاح الإداري قال في ورقته التي قدمها في الورشة بعنوان هجرة الكفاءات مغنم ام مغرم للوطن ان للهجرة ايجابيات عديدة فعلاوة على الجانب المادي هنالك فوائد اخرى مثل تغيير النمط والسلوك ونقل التكنلوجيا والتجارب وغيرها فان هنالك حوالى 340مليون شخص يعيشون خارج بلدان مولدهم فيما تشير التقارير الى ان عدد المهاجرين السودانيين لا يقل عن 3مليون مشيرا الى ان عدد الذين هاجروا للعمل بالخارج خلال العام 2011 بلغ 33496 مهاجر او بنسبة 78% من جملة المهاجرين والذى بلغ 135103 واضاف ان الدول المستقبلة للمهاجرين تعتبر السعودية اكبلا نستقبل للعمالة السودانية حيث استاثرت بنسية 87% من جملة المهاجرين خلال السنوات الست الماضية تليها ليبيا 4,6% ثم الامارات 9و2% ثم قطر 2.9%فالكويت 2%و1.1%لبقية الدول وقال ان هجرة الاطباء خلال العام 228-2013 بلغت 7279طبيب واساتذة الجامعات 2732 والفنيين 12837. الاستاذة عازة الدود مهدى قالت في ورقتها بعنوان هجرة الكفاءات النادرة والاثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة بدأت هجرة الكفاءات السودانية في منتصف السبعينات وزادت وتيرتها كطلع الثمانيات حيث كانت دول الخليج هي وجهتهم مشيرة الى ان الظروف الاقتصادية السودانية في تلك الفترة وحتى يومنا هذا مشجعة جدا للبحث عن الافضل وكانت الحاجة لهواء الخبرات والكفاءات العلمية متشابهة تماما في كل دول الخليج وليبيا وان هموم العاملين في القطاع الحى والتعليمي من اطباء واساتذة جامعات لا تختلف عن هموم بقية المواطنين السودانيين وهنالك مؤشرات مزعجة من هجرة الكادر الصحي والتعليمي المؤهل . الدكتور خالد على لورد مدير ادارة الهجرة بجهاز شئون العاملين بالخارج اكد في ورقته "اثر هجرة الكفاءات السودانية " ان الهجرة تعنى الخروج من ارض الوطن وان الانتقال المرحلي للإنسان من بيئة الى بيئة اخرى نتيجة لعوامل الدفع والجذب المتداخلة وان القانون الدولي حدد الهجرة بانها عملية انتقال الافراد من دولة لأخرى بقصد الاقامة الدائمة او المؤقتة وقال ان فكرة جهاز المغتربين جاءت متأخرة نسبيا بعد ان تكاثرت اعدادهم واصبحت الهجرة ظاهرة منذ منتصف السبعينات حيث اصبح للمغترب مساهمة واضحة في حركة الاقتصاد السوداني .