-تعتبر الهندسة الوراثية أداة بيولوجية على جانب كبير وخطير من الأهمية فهي ثورة علمية وتقنية عارمة و ثورة زراعية صناعية لا تعتمد على الحديد والصلب وإنما ترتكز على مادة الحياة وهي المورثات .genes إنها ثورة تمارس فيها فروع علم الوراثة الدور الرئيسي لاستعمالاتها التطبيقية في الطب والصيدلة والزراعة والأمن الغذائي و التقانات الحيوية ويتطلب نشرها على نحو ناجح تحديد الفرص أو الاحتياجات . ويتطلب كذلك تقييم التكاليف والأخطار التي تنطوي عليها بعناية ، فضلا عن الفوائد التي من المرجح جنيها وثمة عنصر آخر يتمثل فى وضع سياسات تدعم المصلحة العامة وتحميها. وتعتبر التقانات الحيوية حالياً من أهم الوسائل المساعدة في تحسين إنتاج المحاصيل الزراعية وإنتاج الغذاء . وهذه التقنية أصبحت معروفة وفي مراحل تطبيقية متقدمة في الكثير من الدول المتقدمة والنامية. و رغم منافع النباتات المعدلة وراثياً فإن هناك بعض القضايا التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل استعمالها وادخالها على نطاق تجاري مثل انتقال المورثات من النباتات المعدلة وراثياً إلى الأنواع الاخرى . وهناك فرصة لنقل الصفة المحسنة كمقاومة الحشرات وتحمل المبيدات الحشرية للأعشاب ،واستخدام النباتات المعدلة وراثياً يمكن أن يؤثر بطريقة ما أو أخرى على الانسان والبيئة من حوله. وفي السودان تم تناول هذا الموضوع عبر تقارير متخصصة وصحفية تشير إلى خطورة الأغذية المحورة وراثياً وأنها تؤثر مباشرة على الانسان وبيئته و ان لها علاقة بزيادة نسبة السرطانات بالإضافة الي تأثيرها على المزارعين من الناحية الاقتصادية ، غير أن وزارة الزراعةأعلنت نجاح زراعة القطن المحور وراثيًا بعدد كبير من المشاريع خاصة مشروع الرهد والسوكي وبعض مناطق القطاع المطري في السودان بحسب تصريحات صحفية لوزارة الزراعة . ويقول بروفيسور عاصم أبو سارة رئيس مجلس السلامة الأحيائي التابع لوزارة البيئة ردا على ما دار حول مخاطر زراعة القطن المحور بإنه لا وجود لأي اثار واضحة من زراعة القطن المحور وراثيا على الانسان او البيئة كما لا توجد أي حالات سجلت من مناطق الزراعة تؤكد وجود مشاكل خاصة بالقطن المحور في مناطق الإنتاج مشيرا الي ان لكل تقنية اثار لانذكر ولكن النفع أكبر . وهنالك العديد من الدراسات العلمية التي تعد من خلال لجنة فنية سودانية للتأكد من الامور المتعلقة بسلامة المواطنين وبيئتهم وتشارك فيها كل الجامعات و مراكز البحوث وهذه اللجنة الفنية لا تجيز أي دراسة دون التأكد من عدم وجود مشاكل علمية او فنية او تأثير ضار على الانسان . إن تقنية زراعة القطن المحور تعمل على زيادة المساحات المزروعة بنسبة كبيرة الامر الذي يؤدى الى تطوير صناعة النسيج والتحكم في مشاكل القطن الاخرى من الآفات وكيفية ادارة المحصول . ونسبة للتغيرات في المناخ وفي حياة الانسان وحاجاته المتزايدة سعي الانسان اختراع التقانات الجديدة في مختلف نواحي الحياة وسعى الى الاستفادة القصوى من التقانة العلمية التى تعتبر ضرورة لمواكبة الحداثة والتقنيات العالية حيث ثبت جدواها في العالم وهى غير ضارة على صحة الانسان والحيوان بشكل مباشر والقطن المحور وراثيا هو عبارة عن جين واحد مما يقارب اربعمائة الف جين مخصص فقط لمكافحة طور معين من اطوار لوزة القطن وهذا الجين يتحول في معدة الدودة الى مبيد يتصل بمستقبلات معينة في معدة الحشرة يمنعها من التغذية تم القضاء عليها بالموت وهذه هي التقنية الجينية للفطن المحور جينيا . و البروتين الذي ينتجه الجين هو بروتين عادي وغير ضار مثله مثل أي بروتين و اهمية هذه التقنية تعمل على رفع انتاجية القطن من اربع قنطار الى ما يزيد من 10قناطير للفدان و يمكن ان ترتفع الى 15- 22 قنطار للفدان . و استطاع ان السودان يصل الى المرتبة رقم 8 بعد ان كان الدولة رقم 30 قي الانتاج و يمكن ان تكون الدولة الاولى في العالم اذا استمر الانتاج بهذه الوتيرة وان يصبح من الدول المتميزة في انتاج القطن المحور عالميا وبتطوير الصناعات المصاحبة لإنتاج للقطن يمكن للسودان ان يتحكم في السوق العالمي للقطن . وتشير النتائج الأولية لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة إلى أن إجمالي المساحة التي تزرع فيها محاصيل محورة وراثيا على مستوى العالم زاد ليبلغ 44.2 مليون هكتار تقريباً في حين كانت تمثل 11 مليون هكتار منذ ثلاث سنوات فقط. وتقع نسبة 75 % من هذه المساحة في البلدان الصناعية. وتتكون أكثرية المزروعات المحورة وراثيا من أربعة محاصيل هي فول الصويا والذرة والقطن والكانولا. ويهيمن حالياً كل من الأنواع المحورة وراثياً على صفتين أساسيتين هما -مقاومة الحشرات وتحمل مبيدات الأعشاب - وعلى نسبة 16 % تقريبا من إجمالي المساحة التي تزرع بهذه المحاصيل. وهناك مساحات صغيرة كذلك زرعت فيها شتول بطاطا وباباي أدخلت فيها مورثات لتأخير النضج ومقاومة الفيروسات. وقد ازداد عدد الدول التي تزرع محاصيل محورة وراثياً من 1 في عام 1992, إلى 6 دول في عام 1996, و9 دول في عام 1998, و 12 دولة في عام 1999. ففي الفترة بين 1996-1999,ساهمت 12 دولة, 8 منها صناعية و 4 من البلدان النامية في زيادة المساحة المزروعة بالمحاصيل المحورة وراثياً بمقدار بلغ 23.5 ضعفاً. كما أن حجم سوق المحاصيل المحورة آخذ بالزيادة وبلغ 40 مليون هكتار في عام 2000، وتجاوز 2 بليون دولار أمريكي عامي 1999 و 2000 وتركز أكثر من 95% منه في ثلاثة بلدان هي ( الولاياتالمتحدة -الأرجنتين -كندا ) وذلك لمحاصيل ( القطن -الذرة - فول الصويا ) ولصفتي مقاومة الحشرات والمبيدات العشبية ، وللإجهادات الأحيائية ( بكتريا -فطريات- فيروسات- نيماتودا) واللاأحيائية لقد طورت الهندسة الوراثية أكثر من 60 نوعاً نباتياً من المحاصيل والبقوليات والمحاصيل الدرنية والخضار والأشجار. ب ع