- يتعرض الإنسان يومياً ومنذ نشوء الخليقة على الأرض الى مختلف أنواع مصادر الإشعاع الطبيعي ومع تطور الحياة ظهرت مصادر جديدة للإشعاع منها المكتشفة ومنها التي صنعها الإنسان وقام باستخدامها في عدة مجالات كالمجال الطبي والمجال الصناعي، , ويستوجب استخدام الإشعاع اتباع إجراءات الوقاية والسلامة لما له من منافع ومخاطر، فى مقدمتها الإستعداد للتعامل مع المخاطر التي قد تنجم عن أستخدم الاشعة . نظمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية فى مصر ورشة اقليمية بعنوان " التواصل الاعلامى مع الجمهور فى حالات حدوث الحوادث الاشعاعية والنووية" فى الفترة ما بين 21-25 مايو المنصرم بمدينة شرم الشيخ على ساحل البحر الاحمر. المنسق الاقليمى بالسودان والمشاركة فى الورشة نهلة سليمان فضل الله تحدثت قائلة " تهدف الورشة الى التعرف على موجهات الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتواصل مع الجمهور في حالات الحوادث النووية أو الإشعاعية بالإضافة الى مناقشة القدرات والخبرات المتوفرة في افريقيا والإحتياجات لضمان تواصل فعال مع الجمهور فى حالات الطوارئ الاشعاعية والنووية. واشارت الى ان أهمية الورشة للسودان تكمن في أنها إمتداد للمجهودات لوضع اللبنة الأولى لبناء الكوادر الوطنية في هذا المجال والتي ستنتج عنها ورش ودورات تدريبية لرفع مستوى الوعي والمعرفة بين الإعلاميين والصحفيين لما للصحافة من دور مهم وأساسي في توعية الجمهور وبناء الثقة بينه وبين الجهات المستجيبة للحادث بالإضافة لدحض الشائعات المثيرة للبلبلة والمساعدة في نشر المعلومات الصحيحة مما يسهم في السيطرةعلى الحادث وتقليل آثاره". ناقشت الورشة اوراق عمل تناولت عدة موضوعات حول أساسيات التواصل الامن والسليم مع الاشعاع, كيفية تدارك مخاطر الاشعاع ودور مركز الحوادث والطوارئ فى هيئة الطاقة الدولية . قالت كايتا باسى من هيئة الرقابة الاشعاعية فى نيجيريا ان الورشة كانت غاية فى التخصص والمهنية و نبهت الجهات المختصة الى ما يجب ان تكون عليه فى التواصل مع الجمهور وافضل هذه الطرق. كانت المشاركة جيدة وبناءة يدفعها الحماس الشديد من المشاركين لمعرفة وتبادل المزيد من الخبرات فى هذا المجال. وكانت الورشة سانحة للدول المشاركة فى التعرف على خبرات الدول الاخرى من خلال التدريبات العملية . و تضيف كايتا ان افريقيا قارة كبيرة وما زال هناك مخاوف وحذر من الناس فى التعامل مع الاشعاع النووى بصورة جيدة ومناسبة ، الورشة كانت فرصة لتلاقح الافكار حول وسائل التواصل الجيد مع الجمهور فى هذا الجانب. واشارت كايتا الى ان التعاون بين الدول الافريقية مهم جدا وضرورى لتحقيق النجاح والتطور فى هذا المجال الحيوي".. كما تميزت الورشة بالاسلوب العلمى الحديث فى مناقشة الموضوعات المطروحة عبر تكوين مجموعات العمل والتمارين العملية للمشاركين فى مناقشة موضوعات مثل منظمات التواصل الاعلامى الجماهيرى، التواصل فى حالات الطوارئ, قنوات التواصل مع الجماهير ومصادر المعلومات، الرسائل والسيطرة على الشائعات . من جانبه أشاد المنسق الاقليمى فى مصر الدولة المنظمة للورشة د. ياسر لاشين بالمشاركة الجيدة لممثلى الدول و تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب بعض الدول والتعرف على وسائل التواصل الجيد مع الجمهوراثناء الحوادث الاشعاعية والنووية واشار ياسر الى ان الورشة زودت المشاركين بأضافات مفيدة لتطوير قدراتهم فى التعامل مع الاعلام عند وقوع الحوادث الاشعاعية . مدحت نجيب من هيئة الطاقة الذرية فى مصر وعضو اللجنة المنظمة للورشة اشار الى ان خمسة عشر دولة افريقية بما فيها مصر ( الدولة المستضيفة) شاركت فى الورشة والتى كانت غاية فى الاهمية . شيلا غوميتا من هيئة الرقابة الاشعاعية بدولة غانا تقول " الاعلام له دور فعال فى توصيل المعلومة لذلك علينا التنسيق والعمل المنظم مع كل الوسائل الاعلامية المتاحة فى الاوقات العادية لزيادة المعرفة بالاشعاعات النووية وفوائدها ومخاطرها لدى عامة الجمهور وللتصدى للمخاطر والتقليل منها فى فترة الحوادث الطارئة. وتضيف شيلا ان الجهات المستهدفة فى حالات الطوارئ الاشعاعية والنووية ليس فقط المستجيبون الاوائل واصحاب المصلحة والاعلام فقط بل هم ايضا الجمهور او عامة الناس علينا التواصل معهم بكل الوسائل المتاحة. واستفدنا كذلك من الورشة في كيفية التركيز على خلق علاقات جيدة ووطيدة مع كافة القنوات والوسائل الاعلامية بالدولة والتنسيق معهم لنشر الوعى واهمية الاشعاعات النووية واستعمالاتها السلمية وهذا ما نحتاج اليه فى قارتنا . ممثل كينيا د. أدوارد سامبو اوضح ان الورشة كانت فرصة لتبادل الافكار والرؤى والخبرات حول وسائل التواصل مع الجمهور وفقا لتوجيهات الخبراء المشاركين من منظمة الطاقة الدولية وتمكن المشتركون كذلك من خلال التطبيقات العملية لهذه الموجهات معرفة التفاصيل الفنية الدقيقة و المساعدة لتنشيط وتحسين التواصل مع الاعلام فى فترة الحوادث الاشعاعية بالاضافة الى التشارك فى مناقشة وايجاد الحلول لبعض الصعوبات التى طرحها بعض المشاركين عن تجارب دولهم فى مجال التناول الاعلامى للحوادث الاشعاعية . تحدث بيتر قايتا قاميلو ممثل هيئة الطاقة فى جمهورية تنزانيا المشارك فى الورشة قائلا :( ناقشت الورشة كيفية التواصل مع الجمهور وتوعيته لتقليل المخاطر فى حالات الاشعاع النووى وهذا الامر هام بالنسبة لنا فى مجالات التنقيب عن اليورانيوم حيث نقوم احيانا بعلميات تفجير فى مناطق الانتاج ومن مسئولياتنا فى الوزارة الحفاظ على سلامة الجمهور اثناء هذة العمليات والتعاون بين الدول الافريقية ضرورى وهام فى هذا المجال. ) من الكاميرون اوضح المشارك فى الورشة وليم كامجو من وكالة الحماية من الاشعاع النووى ان الاستفادة كانت كبيرة فى التعرف على وسائل التواصل الفاعلة مع الجمهور والاطلاع على توجيهات وكالة الطاقة الدولية عن كيفية تقليل مخاطر الاشاع النووى عبر التوعية والتواصل الجيد مع الجمهور مما يعد خبرة جيدة لنا فى التعامل مع هذه الاحداث فى المستقبل. الدكتور محمد فوزى سليما ن المتخصص فى الطب النووى ومدير المركز الوطنى للحماية من الاشعة بدولة تونس اشار الى اهمية الورشة فى تدريب وتأهيل الجهات والاشخاص المعرضين لمخاطر الاحهزة المشعة بدءا من استجلابها من الخارج ثم نقلها و سلامة من يستخدمها وكذلك سلامة من يتعرض لهذه الاجهزة. واضاف لدينا العديد من المراكز الطبية الحكومية والخاصة التى تستخدم الاشعاع النووى للعلاج الطبى لبعض الامراض وكذلك لدينا بعض المراكز الصناعية التى تستخدمه للاغراض الصناعية . ومضى قائلا: بالطبع كل دولة لديها قوانينها وتشريعاتها الداخلية التى تنظم التعامل مع الاشعاع النووى وتجنب مخاطره ولكن فى حالات الحوادث الطارئة يحدث نوع من الاضطراب وعدم الدقة فى نقل المعلومة الصحيحة مما يتطلب سرعة ومصداقية التواصل مع الجمهور عبر الوسائل الاعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة وهذا ما اكدت عليه الورشة عبر تمارين عملية للمشاركين عن كيفية التنوير الاعلامى للجمهور وفق موجهات الخبراء من الوكالة الدولية . والجدير بالذكر أن هذه الورشة تعد أحدى أنشطة خطة عمل المشروع الفني (تقوية تنسيق القدرات الوطنية للإستجابة للطوارئ الإشعاعية) للعام 2017م، وأحد مشاريع التعاون الفني الإقليمية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويعتبر السودان من المشاركين الفاعلين في المشروع حيث تمت الإستفادة منه في تنفيذ عدة انشطة على المستوى الوطني والإقليمي منذ العام 2005م لتأهيل الكوادر الوطنية للإستجابة للحوادث الإشعاعية في عدة مجالات بالتنسيق مع عدد من الجهات ذات الصلة كالإدارة العامة للدفاع المدني ووزارة الصحة الإتحادية ووالإدارة العامة للأدلة الجنائية حيث ان التعامل مع الحادث الإشعاعي له خصوصية ويتطلب تدخلا من عدة جهات وهي الجهات المختصة بالإستجابة للحوادث العادية بالإضافة للجهات المختصة بالحماية من الإشعاع لذلك يصبح من الضروري وضع آليات للتنسيق والتعاون فيما بينها.