كتب- سعيد الطيب يواجه الغرب الجغرافى العالمى عامة وامريكا خاصة خطر ثلاث شينات (كلمة تبدا بحرف الشين او تنتهى به او فى وسطها ) وهن داعش والشيعة (ايران حزب الله حماس) وكوريا الشمالية حسب المعطيات الدولية الحالية والتى تشير الى انتصار التحالف الدولى على الشين الثالثة (داعش) فى سوريا والعراق , الا انه ما زال فى اليمن الخطر الثانى (شيعة الحوثيين) بينما الخطر الابرز الاول (كوريا الشمالية ) التى قامت فى حباب عيد الاضحية السعيد باجراء تفجير نووى جديد بعثت من خلاله رسالة تفيد بانها دولة صغيرة فقيرة تمتلك سلاحا نوويا هيدروجينيا ولاتابه للعقوبات المفروضة عليها من قبل مجلس الامن , وكانت قد وصفت فى السابع من اغسطس الماضى 2017م تلك العقوبات بأنها لن تثنيها عن تطوير ترسانتها النووية, بل تمثل "انتهاكا صارخا لسيادتها ,وجاءت العقوبات الجديدة عقب إجراء كوريا الشمالية تجارب صاروخية عديدة والتي أدت إلى تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية. وتمثلت العقوبات الجديدة على كوريا الشمالية فى حظر استيراد الفحم والأطعمة البحرية والحديد وخام الحديد والرصاص وخام الرصاص من كوريا الشمالية ,و عدم إطلاق مشروعات جديدة مشتركة مع كيانات وأفراد من كوريا الشمالية , و لا يجوز ضخ استثمارات جديدة في مشروعات مشتركة قائمة مع كوريا الشمالية ,فضلا عن عقوبات طالت شملت حظر السفر وتجميد الأصول . يقول كو كاب وو الاستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول لوكالة فرانس برس "اعتقد بان الشمال قد وصل الى مرحلة لم يعد فيها بحاجة لاجراء تجارب. اي تجارب اضافية لن يعود لها معنى".مشددا على ان باكستان اجرت بالاجمال ست تجارب نووية ولم تجد بعدها انها بحاجة لاجراء المزيد. ويعتبر شا دو هيوجن من مؤسسة آسان للدراسات السياسية في سيول ان كوريا الشمالية قد تكون اجرت استعراض قوة عبر تجربة قنبلة هيدروجينية، وتريد ان تأخذ الولاياتالمتحدة على محمل الجد ما قامت به. ولكن ماذا ستفعل كوريا الشمالية بعد الان ؟ المحللون منقسمون ازاء توقع مرحلة ما بعد التفجير الاخير. هل ستقوم كوريا الشمالية باستفزازات اخرى، ام ان الباب قد يفتح امام الحوار؟. وكانت بيونغ يانغ اجرت في يوليو الماضي تجربتين ناجحتين لصاروخ بالستي عابر للقارات يمكن ان يطاول البر الاميركي. الا ان الاسئلة لا تزال مطروحة حول القدرة على التحكم بالتكنولوجيا القادرة على تأمين العودة الى الغلاف الجوي لرأس نووي. ويرى المحلل شا ان بيونغ يانغ قد تسعى الى اثبات قدراتها في تصغير الشحنات التي يحملها الصاروخ العابر للقارات، عبر اطلاق صاروخ جديد خلال الاشهر القليلة المقبلة,كما قد تسعى كوريا الشمالية الى اجراء تجربة اخرى مع السعي للانفتاح دبلوماسيا على واشنطن، بحسب المحلل يوو هو يوول الاستاذ في جامعة كوريا في سيول اوضح ان التجربة الجديدة قد تجري "في انسب وقت لكي يكون لها افضل تأثير دبلوماسي". وقد جرت بالفعل وقد اعتبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان سياسة "التهدئة" مع بيونغ يانغ لم تعد تجدي اليوم، وندد بسلوك كوريا الشمالية "المعادي جدا والخطير للولايات المتحدة" واصفا كوريا الشمالية ب"الدولة المارقة". معلوم انه بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945م وانتهى الاستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية عقب استسلام اليابان , وبعد ثلاث سنين 1948م تم تقسيم شبه الجزيرة الكورية الى جزء شمالي يدعمه الاتحاد السوفيتي وجنوبي يسانده الأمريكيون, وبعد عامين نشبت الحرب الكورية من 1950 الى 1953 م بين الشمال والجنوب. فى العام 1994م تؤفى وفاة الزعيم المؤسس كيم إيل سونغ وخلفه ابنه كيم جونغ إيل, وبعد ثمانى سنين اى فى العام 20002م ضمت الولاياتالمتحدةكوريا الشمالية الى "محور للشر"، وذلك في مواجهة بين الغرب وكوريا الشمالية تواصلت لعدة عقود. المعطيات الاولى فى المشهد السياسى الدولى تشير الى انه وعلى الرغم من انعزال كوريا الشمالية بالكامل عن المشهد العالمي، إلا أن زعماء كوريا الشمالية يقولون إن قدرتها النووية بمثابة قوة الردع الوحيدة في مواجهة العالم الخارجي الذي يسعى إلى تدميرها. كما تشير الاختبارات الصاروخية الأخيرة التي أجرتها إلى امتلاكها صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على الوصول إلى الولاياتالمتحدة,التى تعتبرها خصمها الرئيسي، كما تنشر صواريخ في اتجاه كوريا الجنوبيةواليابان، حيث يتمركز آلاف الجنود الأمريكيين. المعطيات الاخرى تؤكد ان بكين لا تريد للنظام الكوري الشمالي ان ينهار. مع ذلك، من الممكن جدا تشديد نظام العقوبات الساري المفعول. المعطيات الثالثة كان منذ أمد بعيد هدف السياسة الأمريكية وقف برنامج كوريا الشمالية النووي، ولكن هذا الهدف اصبح مستحيل التحقيق، ولذا أصبح التركيز على احتواء الخطر. ليس ثمة دليل على أن كوريا الشمالية لديها أي نية للتخلي عن برنامجها النووي، انما العكس هو الصحيح. فبيونغيانغ تعتقد بأن الاسلحة النووية تمثل الضمانة الوحيدة للدفاع عن سلامة البلاد وبقائها. المعطيات الرابعة تقول ان كوريا الجنوبية ترتبط بالولاياتالمتحدة باتفاقية يعود تاريخها الى عام 1953، تنص على ان واشنطن ستهب للدفاع عن سول في حال تعرضها لتهديد. هناك في كوريا الجنوبية نحو 28,500 عسكري امريكي، كما تزور البلاد طائرات حربية امريكية متطورة بشكل دوري, بينما ترتبط كوريا الشماليةوالصين باتفاقية تعاون وصداقة يعود تاريخها الى عام 1961 تحتوي على بعض البنود الدفاعية، ولكن ليس من الواضح امكانية ان تخوض الصين حربا من اجل الدفاع عن النظام الكوري الشمالي، خصوصا اذا شن الاخير عدوانا على كوريا الجنوبية. المعطيات الخامسة تشير الى تطور ترسانة كوريا الشمالية الصاروخية عبر العقود الماضية من صواريخ بدائية تطلق بواسطة قطع المدفعية مستقاة من تصاميم استخدمت في الحرب العالمية الثانية الى صواريخ متوسطة المدى بامكانها اصابة اهداف في المحيط الهادئ.ولكن الان يبدو ان جهود كوريا الشمالية الأخيرة تتركز على انتاج صواريخ بعيدة المدى قد يكون بإمكانها ضرب اهداف في البر الأمريكي, ففي الرابع من يوليو 2017، قالت بيونغيانغ إنها أجرت أول اختبار ناجح لصاروخ عابر للقارات. وقالت إن صاروخ هواسونغ 14 لديه القدرة على ضرب "أي مكان في الأرض"، ولكن التقديرات الأمريكية الأولية تشير الى ان مدى الصاروخ أقل من ذلك. ووصف الجيش الامريكي صاروخ هواسونغ 14 بأنه صاروخ متوسط المدى، ولكن عددا من الخبراء الأمريكيين قالوا إنهم يعتقدون بأن بإمكانه الوصول الى ولاية آلاسكا الأمريكية الشمالية. ومنذ عام 2012، شوهد نوعان من الصواريخ العابرة للقارات وهما KN-08 و KN-14 في الاستعراضات العسكرية التي تجريها بيونغيانغ بشكل دوري, ويعتقد ان للصاروخ ذي المراحل الثلاث، والذي يطلق من ظهر ناقلة محورة، مدى يتجاوز 11,500 كيلومتر. أما الصاروخ KN-14، فيبدو انه صاروخ ذو مرحلتين يبلغ مداه نحو 10 آلاف كيلومتر, ولم يتم اختبار أي من الصاروخين بعد، ولكن الصور التي نشرت مؤخرا تشير الى ان اختبارات محركات الصاروخين جارية على قدم وساق، كما تشير الى اجراء اختبارات على درع حراري لرأس نووي قد يركب على الصاروخ مستقبلا. ولكن يعتقد، ورغم هذا التقدم، ان كوريا الشمالية ما زالت تفتقر الى القدرة على استهداف مدينة ما بشكل دقيق بصواريخها العابرة للقارات، كما يعتقد انها تفتقر الى القدرة على انتاج رأس نووي من الصغر بحيث يمكن حمله بواسطة الصواريخ التي تمتلكها. خلال الحرب الباردة، سعى الاتحاد السوفيتي والولاياتالمتحدة الى التوصل الى سبل مختلفة لحماية صواريخهما وايصالها الى اهدافها. وكانت هذه الصواريخ مخبأة في صوامع خاصة أو محملة على شاحنات ضخمة أو على متن غواصات تجوب المحيطات. من الجدير ذكره ان كل الصواريخ العابرة للقارات مصممة حسب مفاهيم متشابهة، فهي عبارة عن صواريخ متعددة المراحل ذات وقود صلب او سائل وتحمل رؤوسا حربية الى الفضاء الخارجي. بعد وصول هذه الرؤوس الحربية - وهي قنابل هيدروجينية عادة - الى الفضاء الخارجي، تعود الى الغلاف الجوي للأرض وتنفجر فوق هدفها المحدد أو عليه مباشرة. وبعض الصواريخ العابرة للقارات مزودة بأكثر من رأس نووي، مما يسمح لها بضرب عدة أهداف في وقت واحد وخداع أنظمة الدفاع الصاروخي. إبان الحرب الباردة، كان مدى الصواريخ العابرة للقارات وتهديدها الماثل من أسس مبدأ "الدمار الشامل المشترك ( MAD)" الذي كان سائدا آنذاك, وينظر الى هذا المبدأ على أنه ساعد في استتباب السلام لأن أيا من الطرفين لم يمكنه من الانتصار في حرب نووية دون تكبد خسائر هائلة. المعطيات السادسة (تاريخية) في ال 25 من يونيو 1950م اندلعت الحرب الكورية عندما اندفع نحو 75 الفا من جنود جيش الشعب الكوري الشمالي عبر الحدود مع كوريا الجنوبية والتي كانت تعرف بخط العرض 38، والذي كان يمثل الحدود بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية المدعومة من قبل الاتحاد السوفيتي الى الشمال، وجمهورية كوريا الموالية للغرب في الجنوب, وكان الغزو الكوري الشمالي للجنوب أول عمل عسكري في حقبة الحرب الباردة. وتدخل الأمريكيون في الحرب في يوليو 1950 الى جانب كوريا الجنوبية. وكان المسؤولون الأمريكيون ينظرون الى تلك الحرب على انها حرب مع القوى الشيوعية العالمية. وبعد ثلاث سنين وفي يوليو 1953، وضعت الحرب الكورية أوزارها، ولكن ليس قبل ان تفتك بأرواح حوالي 5 ملايين شخص من مدنيين وعسكريين,شكلوا 10 % من مجموع سكان الكوريتين. وكانت نسبة الخسائر تلك اعلى من الخسائر المدنية في الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام,كما قتل في الحرب نحو 40 الفا من العسكريين الأمريكيين وجرح فيها أكثر من 100 الف منهم.