-تقرير أمل عبد الحمبد توثيق العلاقات مع دول المحيط الإقليمى للسودان يعتبر من الأهداف الإستراتيجية و يطرح توثيق العلاقات فكرة إستنباط إستراتيجيات نابعة من جهود بحثية يشارك فيها عدد من الباحثين والخبراء السودانيين المتميزين وقد كان المؤتمر الدولي السادس لنخيل التمر الذي نظمته جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي بأبوظبي بدولة الإمارات مؤخرا، فرصة لإثراء مجال البحث العلمي من قبل الكوادر السودانية ولعل ما لفت الإنتباه بالمؤتمر الحضور المكثف للعلماء والباحثين السودانيين، حيث قدم نفر منهم أوراقاً بحثية إتسمت بالجدة والتميز والمواكبة بإستخدام وسائل علمية حديثة في تطوير قطاع النخيل . بروفيسور إبراهيم آدم الدخيري المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية كان على قمة هرم المشاركين بالمؤتمر، فقد شاركت المنظمة في فعاليات المؤتمر بتنظيم أعماله مع أمانة الجائزة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في إعداد الإطار الاستراتيجي لتطوير قطاع نخيل التمر في المنطقة، بالإضافة الى المشاركة في اجتماع مجلس إدارة الجائزة و إكمال الشراكة الأولية بين المنظمة العربية للتنمية الزراعية ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو) لإعداد دراسة لاستخراج الإطار الاستراتيجي. كما شاركت المنظمة بقيادة الدخيري في المعرض المصاحب للمؤتمر بعرض ملصقات ووثائق تتعلق بجهودها في مجال حماية وتنمية قطاع نخيل التمر في المنطقة العربية. وعقدت المنظمة ورشة عمل مشتركة جمعت خبراء المنظمة وخبراء " الفاو" وخبراء من الدول العربية والأجنبية لمناقشة الإطار الاستراتيجي لدراسة سلسلة القيمة لنخيل التمربالمنطقة العربية والوقوف على ما تم إنجازه في هذا الصدد، وأخذ ملاحظات وآراء المشاركين في الورشة، وعلى هامش المؤتمر ، كما عقد عددٍاً من الاجتماعات المهمة مع عددٍ من المؤسسات العربية والدولية التي ترتبط بعلاقات عمل مع المنظمة. وجاءت مشاركة بروفيسور أحمد علي قنيف رئيس مجلس أمناء جمعية فلاحة ورعاية النخيل السودانية بالمؤتمر للوقوف على آخر تطورات البحث العلمي في قطاع نخيل التمر. ويؤكد قنيف الاهتمام بالمزيد من البحث العلمي ضمن فعاليات المؤتمر لرفع معدلات الإنتاجية والذي يضع السودان فى مقدمة الدول المنتجة وذلك يرتبط بالاحتياج للكثير من البحوث والدراسات المناخية والبيئية فى ظل ما طرأ على المناخ من ظواهر مؤثرة على الإنتاج. وأوضح أن أهم دور يمكن أن تلعبه الجمعية أن تكون حاضرة وأن تمتلك آخر المعطيات العلمية المختصة بتطوير النخيل، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الآفات والامراض التي تصيب النخيل في العالم والتي يفرد لها المؤتمر مساحة واسعة لتفادي مخاطرها، مضيفا باستمرار التعاون مع الجائزة في ظل الأداء الجيد للجمعية واحدى المخرجات كانت المهرجان الدولي الأول للتمور السودانية بالإضافة لتوقيع مذكرة تفاهم لاستمرار المهرجان في ديسمبر 2019 بالإضافة إلى عمل الجائزة على تطوير قطاع التمور بالسودان بادخال المزيد من الأصناف الرطبة الجديدة والموافقة المبدئية على إنشاء مخازن باردة في ظل زيادة الإنتاجية والتي تم اعتمادها والسعي معا لإنشاء مركز لتسويق النخيل للتفاعل مع الجهات ذات الصلة. وشارك الدكتور مهدي عبدالرحمن أحمد مدير محطة البحوث الزراعية بشمبات اخصائي البحوث المتكاملة للآفات، المدير الفني لجمعية فلاحة ورعاية النخيل السودانية، شارك بورقة عن مكافحة الحشرة القشرية الخضراء والمهدد لقطاع النخيل في السودان والتي احدثت ضررا اقتصاديا يقدر بملايين الجنيهات وخسائر وصلت في بعض الأحيان الى 100% منذ دخولها في الثمانينيات وبفضل البحوث الزراعية التي بدأت في العام 2000 انتظمت تجارب هادفة لاستخدام الادارة المتكاملة بالتعامل مع النخلة من حيث النظافة العامة وغسل الجريد المصاب والري وإدخال إحدى المبيدات كخط دفاع أخير. وقد أدت النتيجة الى النجاح في مكافحة الحشرة والتي انتظمت عبر وقاية النباتات بالخرطوم وبقية الولايات وجاءت التوصية بتقليل استخدام المبيدات لخصوصية التمور السودانية وتميزها بأنها عضوية، والاهتمام بقياس الأثر المتبقي للمبيدات في الثمار، وتناولت الدراسة تقييم الأصناف السودانية المقاومة للحشرة، بالإضافة إلى دراسة الأصناف الجديدة التي تم إدخالها من الخليج والتي تبين تغلبها على الآفة . دكتور مهدي أكد اهتمامهم بالبحوث العلمية والحرص على تبادل الخبرات والتجارب مع الجهات المختصة بالدول المنتجة لتحقيق نهضة قطاع النخيل في السودان. وتحدث عن جودة التمور السودانية ضاربا المثل ب "تمور البيت" وهي أصناف نادرة يتم العمل على احكامها لأحداث نقلة والدخول في مشروع استثماري مشترك وتوقيع مذكرة تفاهم بين البحوث الزراعية ومركز التميز بجامعة الملك فيصل سيرى النور قريبا . وتؤكد الأستاذة محاسن عبدالرحيم وقيع الله الباحثة في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي والمهتمة بتسجيل العناصر التراثية في القائمة التمثيلية بمنظمة اليونسكو، بأن المشاركة في المؤتمر تأتي إستعداداً لتسجيل النخلة كعنصر تراثي لدولة الإمارت وكل الدول العربية، لإشتراط اليونسكو بأن يكون للعنصر ممارسين وأن يكون غير مهجور وأن تكون هناك مؤسسات وجماعات تدعم التسجيل، وترى محاسن أن المؤتمر ينظم من قبل واحدة من المؤسسات المهتمة بنخيل التمر والتي تدعم تطوير القطاع، مشيرة إلى ان تسجيل عنصر النخيل يتطلب المشاركة في الفعاليات المصاحبة وإعداد فيلم توثيقي لكل دولة بالإضافة للبحوث في القطاع لدعم التسجيل. وتشير محاسن إلى أن الإمارات من الدول التي بادرت بتسجيل العناصر التراثية وبلغت ثمانية عناصر ولها تجربة فريدة في مجال النخيل يمكن للسودان اخذها في تطوير القطاع في السودان مطالبة بعودة المزارعين لحقول النخيل وإيلائه الاهتمام لعودة القطاع لسابق عهده . الأستاذة مجيدة صديق الحاج الباحثة بوقاية النباتات الحجر الزراعي حاويات سوبا، أكدت أن مشاركتها تأتي للتعرف على مراحل إنتاج النخيل النسيجي بالإضافة لمتابعة البحوث حول أمراض النخيل بالدول المشاركة للتحوط في التعامل بالمنظومة التجارية من الأمراض ومعرفة المزيد من المعلومات لكافة الآفات، وتشير مجيدة إلى أنه لضمان خلو الفسائل من الأمراض يتطلب أن يكون بعمر صغير معين، كما تمر بالفحص الدقيق في ثلاثة معامل حتى تتطابق النتائج لادخالها السودان. وعن إدخال االفسائل الجديدة للسودان تقر مجيدة بأنها يمكن أن تطور الإنتاجية والنوعية لاعتبار أن التمور الجافة أقل جودة بحسب السوق العالمي، وتؤكد الاتجاه لتطوير التمور الجافة والتي دعت لان تكون هناك جهات تعنى بتسويق التمورعالميا . لافتة إلى وقوفها خلال المشاركة بالمؤتمر على العديد من البحوث عن آفة السوسة الحمراء مما يتيح معرفتها ومنع ادخالها . دكتور محمد إبراهيم البشيرالباحث بمعهد أبحاث البيئة والموارد الطبيعية والتصحر بالمركز القومى للبحوث التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، شارك بصفته رئيساً ومنسقاً للمشروع البحثي المجاز من هيئة البحث العلمي والابتكار بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والذي يشارك فيه عدد من الأساتدة والباحثين من جامعة الخرطوم وجامعه الزعيم الأزهري وهيئة البحوث الزراعية. ويؤكد إبراهيم أن المشروع يهدف الي إنتاج تقانات حيوية حديثة من أجل زيادة نمو النخيل ومكافحة آفاته الرئيسة في السودان والمنطقة العربية كالحشرة القشريه الخضراء وسوسة النخيل الحمراء وأمراض الذبول، مضيفا بأن المشاركة تأتي في مؤتمر من أجل إيجاد شركاء إقليميون من الجامعات ومراكز البحوث بالدول العربية الشقيقة، للاستفادة من الموارد والخبرات والبني التحتية لتلك المؤسسات، ومن أجل إيجاد سبل التعاون لمجابهة الأخطار المشتركة بقطاع النخيل في المنطقة العربية.