رصد/ أمل عبدالحميد ظلت توقعات منظمة الأغذية والزراعة " فاو" لإنتاج القمح في عام 2018 أكثر تحفظًا نظرًا إلى أحوال الطقس غير المواتية وتدني الأسعار، وتبلغ آخر توقعات الإنتاج العالمي من القمح في عام 2018 ما مقداره 750 مليون طنّ أي أقلّ بمقدار 7 ملايين طنّ عن مستواه شبه القياسي في عام 2017 وإن كان لا يزال أعلى بمقدار 6 ملايين طنّ عما كان متوقعًا خلال الشهر الماضي، مما يعكس ازدياد المزروعات المرتقبة في الولاياتالمتحدة وتحسّن التوقعات في الاتحاد الروسي. وفي الولاياتالمتحدة، استنادًا إلى آخر التقديرات الصادرة عن وزارة الزراعة الأمريكية (في 29 مارس 2018) للكميات المزروعة في 2018، وعلى افتراض ارتفاع مزروعات القمح مقارنة بالعام الفائت، قد يزداد بعض الشيء الإنتاج الإجمالي من القمح قياسًا بالانخفاض الذي شهده خلال العام الماضي. وفي الاتحاد الروسي، عززت أحوال الطقس المواتية في الآونة الأخيرة التوقعات الخاصة بالقمح خلال فصل الشتاء، رغم احتمال بقاء الإنتاج الإجمالي من القمح دون مستواه القياسي المسجل في عام 2017، وذلك على افتراض أنّ الغلال ستبقى أقلّ من مستواها الاستثنائي المسجل العام الماضي. ومن المتوقع في بلدان رابطة الدول المستقلّة أن يؤدي ازدياد المزروعات مصحوبًا بأحوال مناخية مواتية إلى زيادة طفيفة في الإنتاج في أوكرانيا. ورغم وجود أوضاع مشجّعة في الغالب للمحاصيل في الاتحاد الأوروبي، من المتوقع أن يتراجع إنتاج القمح خلال فصل الشتاء، ويعزى السبب الأساسي لذلك إلى تراجع الكميات المزروعة. أما في آسيا، فعملية حصاد محاصيل القمح لعام 2018 جارية حاليًا. ومن المتوقع أن يشهد الإنتاج في كل من الصينوالهند، وهما أكبر بلدين منتجين للقمح، انكماشًا هامشيًا مقارنة بمستوياته القياسية في عام 2017، في حين يتوقع في باكستان أن تحفّز الظروف المناخية الجيّدة ارتفاع الإنتاج خلال هذه السنة. وقد شهدت التوقعات في شمال أفريقيا تحسنًا نوعًا ما نتيجة الأمطار المفيدة التي هطلت مؤخرًا بعد شتاء جاف، وإن كانت لا تزال هناك جيوب من الجفاف في تونس والجزائر. وفي بلدان القسم الجنوبي من الكرة الأرضية، ستبدأ قريبًا زراعة محاصيل القمح. أما في ما يتعلق بالحبوب الخشنة، فقد بدأت عملية حصاد محاصيل عام 2018 في بلدان القسم الجنوبي من الكرة الأرضية في حين أنّ عمليات الزرع جارية حاليًا في بلدان القسم الشمالي من الكرة الأرضية. وفي أمريكاالجنوبية، من المتوقع أن ينخفض الإنتاج عن مستواه القياسي في عام 2017 في ظلّ الأحوال المناخية السيئة في الأرجنتين والتحوّل عن زراعة الذرة لصالح فول الصويا في البرازيل. وفي أفريقيا الجنوبية، رغم الأمطار المفيدة التي هطلت مؤخرًا ، لا تزال التوقعات تشير إلى انخفاض الإنتاج عن مستوياته المرتفعة في عام 2017. وإنّ خفض المساحة المزروعة في جنوب أفريقيا، في ضوء تدني أسعار الذرة، قد ألقى بثقله سلبًا على توقعات الإنتاج في عام 2018. جرى رفع توقعات منظمة الأغذية والزراعة بشأن الاستخدام العالمي للحبوب بمقدار 4.6 ملايين طنّ (أو 0.2 في المائة) منذ شهر فبراير/شباط لتصل إلى 612 2 مليون طنّ؛ وهي لا تزال أعلى مما كانت عليه في الفترة 2016/2017 بمقدار 39.3 مليون طنّ (أو 1.5 في المائة). وينبثق القسم الأكبر من الزيادة من شهر إلى آخر عن إعادة النظر إلى الأعلى في توقعات استخدام الذرة والقمح. ومن المتوقع أن يبلغ الاستخدام العالمي للقمح في الفترة من 2017 الى 2018 أعلى مستوى له على الإطلاق بمقدار736.4 ملايين طنّ أي بارتفاع بنسبة 0.4 في المائة (2.8 ملايين طنّ) عن الشهر الفائت وبما يشكل حاليا نسبة 0.3 في المائة (أو 2.5 ملايين طنّ) أعلى من المستوى المقدّر للفترة 2016 /2017. وتعكس الزيادة مقارنة بالشهر الفائت إلى حد كبير ارتفاع التوقعات للاستخدام الصناعي، في حين يُعزى القسم الأكبر من الزيادة في الفترة 2016 /2017 إلى نمو متوقع بنسبة 1.2 في المائة في استهلاك القمح للأغذية. وجرى رفع التوقعات للاستهلاك الإجمالي للحبوب الخشنة في الفترة 2017/2018 قياسًا بالشهر الماضي بمقدار2.5 ملايين طنّ لتصل إلى 373 1 مليون طنّ ويعزى السبب الرئيسي لذلك إلى إعادة النظر إلى الأعلى في استخدام الذرة كعلف في الاتحاد الأوروبي وفي عدد من البلدان الآسيوية. ويبلغ حاليًا الاستخدام الإجمالي للذرة كعلف601 مليون طنّ بفعل الإمدادات الأكبر وتدني الأسعار، وهو ما يعادل 2.6 ملايين طنّ (أو 0.4 في المائة)أعلى مما كان متوقعًا في شهر فبراير/شباط و18.2 مليون طنّ (أو 3.1 في المائة) أعلى مما كان عليه في 2016/2017. وبعد التعديلات الطفيفة إلى الأسفل في الأرقام الخاصة بالاستخدام خلال الفترة 2016/2017، يبلغ حاليًا الاستخدام العالمي للأرزّ في 2017/2018 ما مقداره 503 ملايين طنّ. وسيكون هذا المستوى أدنى من توقعات شهر فبراير/شباط البالغة 0.6 مليون طنّ وإن كان سيمثل مع ذلك اتساعًا سنويًا بنسبة 1.1 في المائة بفعل توقع ازدياد المتحصلات الغذائية. من المتوقع أن يبلغ مستوى التجارة الدولية بالنسبة إلى جميع أنواع الحبوب في الفترة 2017/2018 ما مقداره406.6 ملايين طن، أي بزيادة طفيفة عن توقعات الشهر الماضي وأعلى بنسبة 0.2 في المائة (أو ما يقارب0.9 ملايين طنّ) عن مستواها القياسي خلال العام الماضي. وتشير التوقعات الحالية إلى أنّ التجارة العالمية بالقمح في 2017/2018 (يوليو/ يونيو)ستبلغ 173.8 ملايين طنّ أي نفس الحجم المتوقع في فبراير في ظلّ بقاء الطلب على الاستيراد مستقرًا في جميع المناطق تقريبًا باستثناء أمريكاالجنوبية حيث قد تتراجع الواردات الإجمالية بشكل طفيف خاصة بسبب تدني المشتريات من قبل البرازيل. وعلى صعيد التصدير، من المتوقع أن تكون الإمدادات المخصصة للتصدير أكثرمن كافية لتلبية الطلب العالمي مع إجراء تعديل إلى الأعلى في الصادرات من الاتحاد الروسي بما يعوّضعن التعديلات إلى الأسفل في عدد من البلدان المصدّرة الأخرى. وتشير التوقعات الحالية بالنسبة إلى التجارة العالمية بالحبوب الخشنة في الفترة 2017/2018 (يوليو - يونيو) إلى أنها ستبلغ مستوى قياسي قدره 185.8 ملايين طنّ أي بنسبة 2.6 في المائة (أو 4.7 ملايين طنّ) أعلى من حجمها في الفترة 2016/2017. ويُعزى القسم الأكبر من هذه الزيادة إلى اتساع التجارة العالمية بالذرة التي ستبلغ ما يقارب 145.5 ملايين طنّ مدعومة إلى حد كبير بتحسّن توقعات الاستيراد في الاتحاد الأوروبي وتركيا وعدد من البلدان الآسيوية. ورغم إعادة النظر إلى الأعلى بمقدار 0.9 ملايين طنّ منذ شهر فبراير، لا يزال من المتوقع أن تنخفض التجارة الدولية بالأرزّ خلال السنة التقويمية 2018 بشكل طفيف (1.9 في المائة) دون مستواها القياسي في عام 2017 لتصل إلى 46.9 ملايين طنّ، وذلك بسبب تراجع الطلب على الواردات في المناطق كافة باستثناء آسيا، ولا يزال من المتوقع أن تبلغ المخزونات العالمية من الحبوب في الفترة 2017 /2018 مستويات قياسية رغم المراجعة إلى الأسفل منذ شهر فبراير. تمّ تخفيض أحدث توقعات المنظمة الخاصة بالمخزونات العالمية من الحبوب في نهاية الموسم المحصولي المنتهي في عام 2018 بحوالي 4.6 ملايين طن، مما يعكس بشكل أساسي التعديلات إلى الأسفل في مخزونات الحبوب الخشنة. وستبقى التوقعات المراجعة للحبوب المرحّلة أعلى بنسبة 4 في المائة (28 مليون طنّ) مقارنة بالسنة السابقة وبمستواها القياسي حيث ستبلغ 748.2 مليون طنّ. ومن المتوقع أن تنخفض المخزونات العالمية من القمح (في نهاية عام 2018) بشكل طفيف قياسًا بتوقعات شهر فبراير/شباط وإن كانت ستبقى عند أعلى مستوى لها على الإطلاق وأعلى بنسبة 8 في المائة (أو 20 مليون طنّ) من مستوياتها عند بداية الفترة. ويتوقع عند هذا المستوى أن يبلغ معدل المخزونات إلى الاستخدام العالمي من القمح 36.3 في المائة أي بارتفاع عما كانت عليه في 2016/2017 وهو المستوى الأعلى منذ 2001/2002 وتشير التوقعات الحالية إلى أنّ المخزونات العالمية من الحبوب الخشنة (في نهاية عام 2018) ستبلغ 305 ملايين طنّ أي بانخفاض نسبته 1.6 في المائة (أو 4.8 ملايين طنّ) عن توقعات شهر فبراير/شباط وإن كانت لا تزال أعلى بنسبة 2 في المائة (أو 5.8 ملايين طنّ) تقريبًا من مستوياتها في بداية الفترة. ويعكس التعديل منذ الشهر الفائت إلى حد كبير عمليات المراجعة إلى الأسفل في حجم كميات الذرة المرحّلة في جمهورية كوريا وفي الولاياتالمتحدة. وتشير المنظمة في توقعاتها الخاصة بالمخزونات العالمية للأرزّ في نهاية الموسم 2017 /2018 ستبلغ 0.9 ملايين طنّ بحيث وصلت إلى 171 مليون طنّ أي بزيادة قدرها 1.4 في المائة قياسًا بالفترة 2016/2017. وينبثق التعديل خلال الشهر الحالي بشكل رئيسي عن توقع أن تكون المخزونات أعلى في الهند، وهي المصدّر العالمي الأول للأرزّ، تماشيًا مع توقعات ارتفاع المحاصيل المحلية وأيضًا تعزيز وتيرة المشتريات الحكومية.