-تقرير /مناهل عمر تعد صناعة الزيوت النباتية فى السودان ذات اهمية استراتيجية لاعتمادها على المنتجات الزراعية المحلية من الفول السوداني والسمسم وزهرة الشمس وبذرة القطن وهي من الصناعات التى يعول عليها فى احداث تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة والمساهمة فى سد الفجوة فى زيوت الطعام فى العالم العربي ودول الجوار . ويتمتع السودان بتنوع فى انتاج الحبوب الزيتية المختلفة اضافة الى توسطه للسوق الافريقية والعربية وهذه ميزة تسويقية هامة . واورد دكتور موسى كرامه فى تقريره عن الزيوت النباتية فى قطاع الصناعات الغذائية امام المجلس الوطني ،ان صناعة الزيوت فى السودان بدأت فى اوائل الثلاثينات من القرن الماضي وتبلغ عدد المعاصر 223 معصرة تتركز بصفة اساسية بولايات انتاج الحبوب الزيتية بالاضافة الى ولاية الخرطوم ويبلغ عدد المعاصر ذات طاقات التكرير الحديثة من الزيوت حوالي 15 مصنعاً ،وتبلغ الطاقة التصميمية الاجمالية للمعاصر حوالي 700 ألف طن زيت طعام فى العام مقارنة مع حجم الاستهلاك 250- 300 ألف طن فى العام ،انتاج الزيت فى عام 2015 بلغ 148 ألف طن وقفز فى عام 2016 الى 256 ألف طن ثم الى 282 ألف طن فى عام 2017 . واكد ان هنالك فرص كبيرة لانتاج فول الصويا وادخاله فى التصنيع لانتاج الزيت واللبن والعلف لمخلفات الصناعة نواتجها فى هذا القطاع علاقة ترابط مع صناعة الاعلاف وهو منتج هام لتغذية الثروة الحيوانية والدواجن والاسماك وصناعة اللحوم . للقطاع ايضاً امتداد عميق فى الريف السوداني وبقليل تنظيم يمكن ان تنتشر المعاصر حيث مواقع الانتاج فتحدث نقلة فى بنية الصناعة والزراعة معاً ، هنالك بعد مشاكل الفلاتوكسين فى الفول السوداني والمضاربات اعاقت صادر السمسم ،وعاد السودان بقوة الى الاسواق العالمية بتصدير زيت الطعام والامباز للدول الاوربية والاسيوية خلال العقدين الماضيين . وذكر كرامة ان هنالك تحديات ومشاكل تواجه هذا القطاع ابرزها ضعف وتذبذب المدخلات من الحبوب الزيتية عموماً وخاصة من القطاع الزراعي التقليدي ايضاً ارتفاع تكلفة الانتاج وضعف الانتاجية وضعف تنظيم المنتجين وضعف استغلال الارض لغياب التقانات الزراعية الحديثة والبذور المحسنة وعدم الحصول على التمويل اللازم . اما من جانب العملية الصناعية ذاتها فان عدم تطبيق مواصفات التصنيع الجيد وارتفاع تكلفة الترحيل الداخلي ومشكلة الفلاتوكسين وضعف استغلال قشر الفول السوداني وقشرة زهرة الشمس والمنافسة غير العادلة من الزيوت المستوردة تشكل عقبات ايضاً ، يضاف الى هذه المشكلات المضاربات فى شراء وتخزين الحبوب الزيتية بتمويل من المصارف للمضاربين والوسطاء الامر الذي ينتج عنه ارتفاع تكلفة الحبوب الزيتية للمصنعين والمصدرين مما يرفع بالتالي تكلفة المنتج للمستهلك المحلي ويضعف المنافسة الخارجية . وعلى مستوى الانتاج فان تنظيم المنتجين ورفع قدراتهم وتبني التقانات الزراعية الحديثة واستنباط صيغ تعاقدية مرنة وفعالة ومستدامة تجمع بين المنتجين والمصنعين واستنباط اساليب تمويلية غير تقليدية ومواكبة كلها ضرورية للنهوض بالصناعة فى هذا القطاع الحيوي . على مستوى الصناعة والتصنيع فلابد من توسيع وتنويع استخدام التقنيات الصناعية فى مجال انتاج الزيوت والاعلاف لتقوية واكمال سلسلة القيمة المضافة لكل حلقات الانتاج وتقليل التكلفة وتنويع المنتجات والعبوات . فى مجال الصادر لابد من العمل الجاد وتبني سياسات ترويجية وتسويقية للمحافظة على اسواقنا التقليدية وفتح اسواق جديدة لصادراتنا من منتجات هذا القطاع .