- أعلن المدير العام للهيئة العامة للآثار والمتاحف الدكتور عبد الرحمن علي محمد رحمة عن تمكن البعثة المشتركة لجامعة فرسواف والهيئة العامة للآثار والمتاحف وجامعة النيلين بقيادة البروفيسور ميرسلان، العاملة في منطقة الصحراء الشرقية وأعالي نهر عطبرة عن اكتشاف أقدم المواقع الأثرية التي تعود إلى فترة العصور الحجرية ( الآشولية )، محتفظة بترسباتها الأثرية المتعاقبة، وأضاف قد أسفرت التحاليل بطريقة الإشعاع المحفز عن أن عمر المواد الأثرية يؤرخ إلى خمسمائة ألف عام، وبهذا يعتبر هذا الاكتشاف هو الأقدم في السودان وشمال شرق إفريقيا، علما أنه كان في السابق أقدم المواقع الأثرية السودانية حيث يعود إلى 220 ألف عام بجزيرة صاي. ويذكر أن أقدم المواقع الأثرية للإنسان المنتصف بإفريقيا وجد بالمغرب في منطقة جبل ارهود Irhoud)). و أوضح دكتور عبد الرحمن أن البعثة تمكنت أيضا من اكتشاف مواقع للفترة الأشولية تاريخها متأخر بالمقارنة مع المواقع الأخرى في القارة الإفريقية، هذا بالإضافة إلى تزامن وتعايش لحوالي مائة ألف عام لمجموعة الإنسان معتدل القوام (Homo-Erectus) والإنسان العاقل (Homo-Sapiens) في مناطق أعالي نهر عطبرة والصحراء الشرقية. الجدير بالذكر أن كثرة مواقع الاستيطان البشري في منطقة الصحراء الشرقية وأعالي نهر عطبرة تدل على أن المناطق كانت مزدهرة ومطيرة وغنية بالموارد الطبيعية خاصة في فترة منتصف عصر الهولاوسين والتي كانت ملائمة لوجود هذه المجموعات البشرية بكثافة، علما أنه حتى الآن تم اكتشاف أكثر من ثمانمائة موقع أثري في هذه المنطقة. و تكمن دلالات هذا الاكتشاف في أهمية دور السودان في نشوء الحضارة في المحيط الإقليمي حيث كان السودان أحد الطرق التي هاجر منها الإنسان العاقل إلى آسيا وأوروبا علما أن إفريقيا ومنطقة الهضبة الإفريقية تعتبر من أهم مناطق مهد الحضارات. وذكر مدير المتاحف أن المواقع تم اكتشافها بالصدفة في مناطق التعدين الأهلي عن الذهب وهذا يشير إلى خطورة هذه الأعمال على الحفاظ على التراث الوطني الأمر الذي يتطلب التنسيق مع الجهات المختصة للحد من هذه الأنشطة في مناطق الآثار، وأيضا تقوية قانون الآثار وعدم مزاولة أي نشاط دون استشارة الهيئة.