- قد لا يصبح أندرو يانج، الرئيس المقبل للولايات المتحدة، لكن رائد الأعمال في المجال التكنولوجي يخوض حملة متينة جدا للبيت الأبيض تقوم على طرح محوري هو تأمين دخل أساسي معمم على الجميع. وبحسب "الفرنسية"، فقد قضى يانج المتحدر من عائلة مهاجرين تايوانيين العام الماضي يجوب ولايات مثل أيوا، مرددا أن تبديل نحو أربعة ملايين وظيفة في وسط البلاد بوسائل الإنتاج الآلية هو ما أسهم في إيصال دونالد ترمب إلى الرئاسة. وانطلق المرشح للانتخابات التمهيدية الديموقراطية في السباق من موقع صعب، إذ لم يكن من السهل عليه إقناع الناخبين المشككين في مشروعه وهو منح كل بالغ أمريكي دخلا شهريا بقيمة ألف دولار. غير أنه يخوض حملة نشطة لم يترقبها العديدون، ستسمح له بالانضمام إلى تسعة مرشحين آخرين في المناظرة التلفزيونية الوطنية المقبلة للحزب الديموقراطي. وبعدما كان أندرو يانج (44 عاما) يجمع بالكاد بضع عشرات الأشخاص في الماضي، فهو يخطب اليوم في مئات بل آلاف الناخبين المحتملين، ولا يتردد في منح مقابلات لصحافيين محافظين، ما يؤمن له تغطية إعلامية بين جمهور المعسكر الآخر. وهو يصف نفسه بأنه نقيض ترمب، "آسيوي يهوى الرياضيات"، لكنه في الحقيقة يتودد إلى أنصار الرئيس الجمهوري، ولا سيما الرجال البيض من الطبقة العاملة القلقين حيال تراجع أوضاعهم المعيشية. وسيكون يانج خلال مناظرة 12 أيلول (سبتمبر) المرشح الوحيد من خارج ميدان السياسة، وسيتواجه مع سياسيين مخضرمين مثل نائب الرئيس السابق جو بايدن والسناتور بيرني ساندرز. ومن بين الذين أثار اهتمامهم مؤسس شركتي "تيسلا" للسيارات الكهربائية و"سبايس إكس" للصناعات الفضائية إيلون ماسك. وكتب ماسك، الذي تبقى أضواء الإعلام مصوبة عليه في تغريدة في 10 آب (أغسطس) "إنني أؤيد يانج". ويعتمد يانج مظهرا بعيدا عن الرسميات، فيرتدي على الدوام سترة عادية وقميصا بدون ربطة عنق، ويتكلم بشكل صريح ومباشر، مستفيضا في شرح أفكاره، وهو لم يسبق أن شغل منصبا عبر انتخابات. ولم يكن يانج معروفا في السياسة قبل عام فقط، في حين أنه اليوم يتخطى في استطلاعات الرأي ثلاثة سناتورات ونائبين أحدهما نائب سابق، ورئيس بلدية نيويورك. وأوضح يانج خلال احتفال في ولاية أيوا "بدأ الناس يدركون أنني أقترح حلولا للمشكلات على الأرض، وأن في إمكاننا في الواقع أن نبدأ بحل المشكلات على الأرض". وأضاف "أتكلم عن أمور يتظاهر السياسيون بأنهم مهتمون بها لا غير" مثل ارتفاع نسبة الانتحار والاكتئاب وانخفاض متوسط العمر المتوقع في الولاياتالمتحدة. وتمكن المرشح من جمع أكثر من مليون دولار من صغار المانحين خلال تسعة أيام على أثر المناظرة الديموقراطية الثانية في 31 تموز (يوليو). ومن المفارقة أن كونه بعيدا عن الأنماط المعروفة للمرشحين هو تحديدا ما يعزز فرصه، ويقول توم كرامينز (25 عاما) المتحدر من كارولاينا الجنوبية، الذي عمل في "فينتشر فور أميركا"، وهي منظمة غير ربحية أسسها يانج لإعداد آلاف الشبان وتدريبهم للعمل في شركات أمريكية ناشئة، "بعدما يسمعون عنه يولعون به". وطرح أندرو يانج عشرات المقترحات، من بينها خطة طموحة بقيمة خمسة آلاف مليار دولار لمكافحة التغير المناخي. لكن مشروعه الرئيس هو تأمين دخل شهري غير مشروط بقيمة ألف دولار لكل أمريكي عمره 18 عاما وما فوق للتعويض على ضغوط وسائل الإنتاج الآلية، التي قد تحرم على حد قوله ثلث الأمريكيين من عملهم خلال السنوات ال12 المقبلة. ويندد الجمهوريون بهذا الاقتراح، الذي ينعتونه بالاشتراكية، فيرد يانج بأن صيغة من هذا الدخل الأساسي المعمم مطبق منذ وقت طويل في منطقة ألاسكا المحافظة، حيث يتلقى السكان شيكات من الحكومة ممولة من العائدات النفطية في الولاية. وهو يؤكد أن في إمكانه تمويل مشروعه من خلال تعزيز بعض برامج المساعدات الاجتماعية وفرض ضريبة للقيمة المضافة وزيادة الضرائب على الأثرياء. لكن فكرة هذا الدخل بلا مقابل لا تحظى بتأييد الجميع، ويرى بيرني ساندرز "أعتقد أن معظم الناس يريدون بأغلبيتهم أن يعملوا. جزء من طبيعتنا البشرية يأتي من أننا أفراد منتجون في المجتمع". ورد أندرو يانج أن هذه الأموال التي ينفقها المستهلكون ستولد ملايين الوظائف، وستكون بمنزلة مكافأة على العمل، الذي يقوم به الأمريكيون باعتنائهم بعائلاتهم في بيوتهم.