الخرطوم 30-9-2019(سونا)-تعتبر محميات المحيط الحيوي ضرورة للحفاظ على التنوع الحيوي وتحقيق التوازن البيئي وتعمل على حماية الكائنات الحية وتحافظ على النظم البيلوجية والبيئية للأرض وتدعم الاقتصاد القومي للدول. والمحيط الحيوي هو الجزء الناتج من تقاطع القشرة الأرضية مع الغلافين المائي والغاري، وهو في تبدل مستمر بسبب العوامل الطبيعية والأنشطة البشرية المختلفة ومحمية المحيط الحيوي و يتجلى فيها هدف حماية الكائنات الحية النباتية والحيوانية و البحرية، وهدف التنمية والاستخدام الأمثل والمستدام للمصادر الحية الطبيعية. وتعد كل محمية محيطاً حيوياً نموذجياً لأخذ النظم البيئية التي تميز إقليماً من الأقاليم الطبيعية، وهي أرض أو منطقة شاطئية يكون الإنسان أحد مقوماتها الرئيسية هو الجزء المأهول بالحياة من الكرة الأرضية، و يضم جميع الكائنات الحية والأوساط المناسبة لنموها ويرتفع ما بين 8 و10 كيلومترات فوق سطح البحر، وبعمق بضعة أمتار في أعماق التربة حيث توجد الجذور والكائنات الحية الدقيقة، كما يتضمن كل السطوح المائية وأعماق المحيطات المختلفة الكثافة والأعماق . ومحميات المحيط الحيوي بها العديد من النظم البيئية والأقاليم الطبيعية المختلفة ويمثل السودان تنوع تلكم الأنظمة البيئية المختلقة ويعتبر نموذجياً لها ومنها النظام الصحراوي وتمثلة محمية جبال الحسانية بولاية نهر النيل ومحمية الغزالة و محمية وادي هور بشمال دارفور. كما توجد بالسودان محميات النظام البيئي للسافنا الفقيرة والغنية متمثلا في محمية الدندر الاتحادية ومحمية المثلث ( تايا - باسندا - القلابات) بولاية القضارف ومحمية جبل الدائر بمحلية الرهد بولاية شمال كردفان. وتعتبر المحميات البحرية القومية السودانية من أهم المحميات به وهي موطن لأكثر الحيوات البحرية تنوعاً في العالم، بما في ذلك الأنواع المهددة بالانقراض من أسماك القرش، السلاحف البحرية والدلافين وبقر البحر والشفانين وسمك الأسد وغيرها من الأحياء البحرية النادرة. واشتهرت المحميات البحرية السودانية على مستوى العالم بأنها من أفضل مواقع رياضة الغطس في العالم لثرائها الكبير اللامتناهي والمناظر الخلابة تحت الماء فقد أنشأت حكومة السودان محميتين طبيعيتين قوميتين بالبحر الأحمر هما محمية جزيرة سنقنيب للشعب المرجانية القومية ومحمية خليج دنقناب القومية وجزيرة مكوار للمساعدة في حفظ وصون وإدارة الموارد البحرية السودانية المتفردة على نطاق العالم. وقد صنفت كل من محمية جزيرة سنقنيب للشعب المرجانية القومية والمحمية القومية بخليج دنقناب وجزيرة مكوار كمواقع تراث عالمي وذلك في يوليو من العام 2016 . وتعد جزيرة سنقنيب أول محمية بحرية قومية تصنف في الجريدة الرسمية "الغازيتة" باليونسكو في السودان وذلك في العام 1990 ،وهي الجزيرة المرجانية الوحيدة بالبحر الأحمر، وبها الشعب المرجانية الأكثر تميزاً في البحر الأحمر كله. وترتفع شعابها من أرضية البحر إلى نحو 800 متر. وتعرف سنقنيب في أوساط هواة رياضة الغطس بأنها أفضل مكان للغطس في العالم. وتشتهر سنقنيب بالحياة البحرية الغنية والمناظر التي تحبس الأنفاس تحت الماء. وتعتبر الجزيرة موطناً لأكثر من 300 من أنواع الأسماك المختلفة، من بينها أنواع عديدة من الأسماك النادرة مثل أسماك القرش والدلافين والسلاحف البحرية وأنواع عديدة أخرى من اللافقاريات. وتعتبر سنقنيب مثالاً مدهشاً (ربما الأفضل في المنطقة كلها) للشعب المرجانية في المياه العميقة بالمنطقة الوسطى للبحر الأحمر، ويوجد بها أكثر من 124 نوعا من أنواع الشعب المرجانية ذات الألوان المتعددة ما يجعلها بمثابة قبلة هواة الغطس والتصوير على مستوى العالم نظراً لصفاء مياهها. وقد اعتبرت مكاناً ذا أهمية خاصة من قبل علماء الأحياء البحرية من السبعينيات، وتم تحديدها كموقع تراث عالمي محتمل منذ الثمانينيات. وتعتبر الجزيرة وطناً لأكثر الحيوات البحرية تنوعاً في العالم، بما في ذلك الأنواع المهددة بالانقراض من أسماك القرش السلاحف البحرية والدلافين وبقر البحر والشفانين وسمك الأسد وغيرها من الأحياء البحرية النادرة. كما تقع محمية خليج دونقناب وجزيرة مكوار البحرية على بعد 125 كلم شمالي بورتسودان بولاية البحر الأحمر ويشتمل الموقع على نظام بالغ التنوع من الشعب المرجانية والمانجروف وقيعان البحار العشبية والشواطئ والجزر المرجانية و يوفر الموقع بيئة طبيعية للعديد من أنواع المخلوقات البحرية المدارية النادرة و المتنوعة، بما في ذلك الطيور البحرية والثديات البحرية والأسماك وأسماك القرش والسلاحف والشفانين البحرية إضافة إلى عدد هائل من أنواع بقر البحر. ويحتوي موقع المحمية على العديد من الظواهر الرئيسية، و الخلابة للمداخل الساحلية عند خور ويس وخور شناب وشبه جزيرة روايا إضافة إلى خليج دونقناب الضخم ذي المياه الضحلة وجزيرة مكوار أكبر الجزر السودانية على البحر الأحمر بجانب العديد من الجزر الصغيرة غير المأهولة. وهنالك درجة عالية من التنوع الأحيائي والبيئات البحرية داخل المحمية، بما في ذلك تنوع الشعب المرجانية والخلجان والنباتات البحرية والقنوات البحرية والشواطئ الرملية والصخرية. وتعتبر المحمية كذلك موطناً للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض، بما في ذلك أسماك القرش وأعداد ضخمة من الشفانين البحرية والحيتان. كذلك فإن المحمية تؤوي أعداداً وأنواعاً عديدة من الطيور البحرية وتشتهر بأنها "منطقة هامة للطيور. و توجد ضمن المحميات البحرية السودانية محميات لم تدرج بقائمة التراث العالمي ومنها محمية شعاب روني وتتمتع بتنوع بحري فريد وطبيعة خلابة ونقع روني في منطقة وسط بين جزيرة سنقنيب وخليج دنقناب وقد تمت الدراسات و الترتيبات اللازمة من قبل الإدارة العامة لمحميات الحياة البرية من أجل إعلانها منطقة تراث عالمي. ويمكن أن تسهم المحميات السودانية بصورة عامة و المحميات البحرية خاصة في تنمية الاقنصاد القومي من خلال السياحة البيئية كما تحافظ المحميات الطبيعية على التنوع الحيوي والصفة الوراثية في مناطقها الطبيعية و تحافظ على المناظر الخلابة و الساحرة.