الخرطوم في 12-10-2019 م (سونا)- يعتبر السلم الاجتماعي والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع الدارفوري جزء اصيل من الثقافة الشعبية والموروث والتقاليد الخاصة بشعب دارفور ولا يخفى على الجميع ما مرت به دارفور من احداث ادت الى خلخلة النسيج المتماسك واثر ذلك تعددت الاتفاقيات والمصالحات التي لم تكن بصورة ناجحة بحسب الكثير من المراقبين وفشلت في اعادة المنطقة الى طبيعتها السلمية . وبظهور قوات الدعم السريع نشأت اوضاع جديدة متعددة الجوانب من حيث أن هذه القوات تعد قوة ضاربة ناجزة سعت الى أعادة ترتيب الوضع بالمنطقة واعادة الأمن والإستقرار ليس استنادا على مبدأ القوة فحسب لكن الى فهمها العميق لتعقيدات المجتمع الدارفوري إذ إنها جزء من الإرث الإجتماعي المشكل للنسيج مما يشكل رصيدا داعما للإسهام في حل القضايا باستخدام آليات الثقافة المحلية والتي هي جزء منها لذا لم يجد أهل دارفور غرابة في التعاطي معها في إرساء دعائم السلم الإجتماعي والتعايش السلمي ولأنهم وجدوا أنفسهم جزءا من آلية الحل نتيجة لإستصحاب قوات الدعم السريع للإدارات الأهلية وأعيان القبائل في دارفور والإستماع لهم وإشراكهم في إيجاد الحلول ، مما يؤكد قناعة قيادة قوات الدعم السريع بأن المجتمع المحلي جزء أصيل من هذه الآلية . قال مفوض مفوضية العدالة والحقيقة والمصالحات بدارفور يس يوسف إن قوات الدعم السريع ساهمت في عقد العديد من المصالحات بالمحليات والدمر ومناطق الإحتكاكات بين المزارعين والرعاة حيث قامت بعقد مصالحات في مناطق غرب جبل مرة بولاية وسط دارفور وفي منطقة نرتتي ووادي صالح أرارا وجبل مون ،كما أسهمت في الصلح بين قبيلتي الفلاتة والمساليت بمنطقة قريضة ومرشنج في ولاية جنوب دارفور . وتابع مفوض المصالحات إن عمليات الصلح التي شاركت فيها قيادات الدعم السريع كانت تتم بسلاسة وحسن تنسيق بين قائد القطاع في الولاية المعنية ولجنة السلم والمصالحات بالولاية والإدارات الأهلية حيث تتم عملية الصلح وفق أعراف أهل المنطقة ومن ثم يتم تشكيل آلية للمتابعة بما يضمن نجاح عملية الصلح . وأكد مفوض مفوضية العدالة والحقيقة والمصالحات بدارفور أن قوات الدعم السريع لعبت دورا مهما وكبيرا في فض النزاعات القبلية وتخفيف حدة الإحتكاكات بين المزارعين والرعاة . وأضاف إن قيادة قوات الدعم السريع قامت بتخصيص قوة لحماية الموسم الزراعي بولايات دارفور وتأمين مناطق الزراعة كما خصصت الخط الساخن 2655 لطلب المساعدة أو الإبلاغ عن إي مهدد أمني مما يدل بحسب يس على حرصها على إنجاح الموسم الزراعي الأمر الذي ينعكس إيجاباعلى أمن وأستقرار مواطن المنطقة خاصة ويسهم في تحسين مجمل الدخل القومي بما ينعكس رخاء على المواطن السوداني . ومضى مفوض مفوضية العدالة والحقيقة والمصالحات بدارفور يس يوسف في تأكيد إسهام قوات الدعم السريع في رتق النسيبج الإجتماعي وتحقيق مبدأ التعايش السلمي بين مكونات المجتمع وأشار الى زيارة قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو الى ولاية جنوب دارفور مؤخرا ، مثمنا موقف الفريق حمدان بدفع مبالغ الديات التي عجزت الأطراف المعنية عن سدادها من العهد البائد ،يجدر بالذكر أن قائد قوات الدعم السريع أتبع التزامه بالتشديد على عدم تكرار هذا الأمر ودعا الى أن يتمسك الجميع بالاتفاق القاضي بأن يتحمل الجاني جريرة فعله وألا تتحمل القبيلة دفع الدية عن أي من أفرادها . وكما أسهمت قوات الدعم السريع في المحافظة على إرث أهل دارفور في حرمة الدماء كانت المساهم الأكبر في عملية حفظ الأمن ومنع التفلتات عبر عملية جمع السلاح الأمر الذي يجعلها ضامنا أساسيا للمصالحات . أوضح يس يوسف مفوض مفوضية العدالة والحقيقة والمصالحات بدارفور وجود تنسيق على مستوى عالي بين مفوضيته و الدعم السريع وقال إنهم تلقو تأكيدات مباشرة من قائد قوات الدعم السريع على أهمية إنفاذ البرامج المتعلقة بالأمن والاستقرار وتعزيز السلم الاجتماعي فضلا عن التنسيق ما بين المفوضية وقيادات القطاعات بقوات الدعم السريع وقال إن قائد قيادة الدعم السريع منطقة كتم كان على رأس حضور مؤتمر التعزيز السلم الإجتماعي والتعايش السلمي الذي عقدته المفوضية بولاية شمال دارفور وتسلم التوصيات التي كان أبرزها الإستمرار في عملية جمع السلاح ويؤكد مفوض المصالحات أنه وفق تجربته مع قوات الدعم السريع إنها قادرة على القيام بهذا الدور على أكمل وجه مسنودة بما لديها من أمكانيات وطاقات . يتضح من حديث مفوض مفوضية العدالة والمصالحات بدارفور أن قوات الدعم السريع تمثل آلية من آليات معالجة قضايا دارفور وجزء أصيلا من نسيجها الإجتماعي . بينما يمثل النازحون واللاجئون العنوان الأبرز في قضية دارفور وظل حل مشكلتهم رهن العديد من الاتفاقات التي لم تفضي الى استقرارهم وإنهاء معاناتهم وقد كان لقوات الدعم السريع إسهاما ملموسا في العودة الطوعية للنازحين فقدمت مشروعات لتطبيع الحياة في دارفور واسهمت في الخدمات الأساسية بما يمكن من عملية ارجاع النازحين الى قراهم وإعادة الإستقرار الى المنطقة . مفوض مفوضية العودة الطوعية بدارفور تاج الدين إبراهيم الطاهر ثمن مجهودات قوات الدعم السريع في عملية تمكين النازحين من العودة الطوعية وقال إنها قامت بدور مهم وكبير في عموم ولايات دارفور ومخيمات الرحل على وجه الخصوص اذ قدمت مشروعات لتوطينهم واستقرارهم أهمها مشروعات المياه فقد قام الدعم السريع بحفر عدد من آبار المياه في مناطق مختلفة بولايات دارفور مما يساعد بشكل كبير في استقرار الرحل شمالا لاطول فترة ويقلل الاحتكاكات ويمكن المزارعين من الحصاد فقد حفرت آبار للمياه في مناطق مثل زرق وكبكابية بولاية شمال دارفور وبحر العرب بولاية شرق دارفور ونيالا شمال ومحلية مرشنق بولاية جنوب دارفور فضلا عن قيام قوات الدعم السريع بإنشأ عدد من المدارس والمساجد وخلاوى تحفيظ القرآن وأكد تاج الدين إبراهيم إنعكاس هذه المشروعات إيجابا على عملية عودة النازحين ووصف مفوض العودة الطوعية بدارفور قوات الدعم السريع بالجهاز الشامل للتنمية والبناء. من المعلوم أن تراكم النزاعات بين المزارعين والرعاة أدى الى تأجيج المشكل في دارفور وكاد أن ينسف النسيج الإجتماعي لذا وضعت قوات الدعم السريع في أولوياتها المساهمة الفاعلة في فتح المسارات والمراحيل والصواني بما يقلل من الاحتكاكات ويفك الإختناقات وقد إتفق مفوضا المصالحات والعودة الطوعية بدارفور على أهمية هذا الدور وأكدا على أن قوات الدعم السريع مؤهلة لأن تلعب دور اكبر في عملية عودة النازحين وإحياء مناطق العودة وكشف مفوض مفوضية العدالة والمصالحاتت بدارفور يس يوسف عن تنسيق مع قوات الدعم السريع لتنفيذ أكبر مشروع لاستقرار الرحل وتوقع يس إن يسهم المشروع بنسبة 60 بالمائة في الحل الجذري للنزاعات في دارفور ويعزز السلم الاجتماعي بين مكونات الإقليم . وقال مدير مركز تحليل النزاعات ودراسات السلام بجامعة أم درمان الإسلامية الدكتور راشد التجاني إن قوات الدعم السريع لعبت أدوارا اجتماعيه كبيرة في مجتمع دارفور بسعة إمكانياتها وحجم مقدراتها وبرزت كقوة فاعلة في المجتمع وتوقع لها لعب دور أكبر بعد تحقيق السلام الشامل في المستقبل. إن مايقوم به الدعم السريع من اللقاءت والمشاورات المباشرة مع قادة المجتمع المحلي بجانب إسهامه في عقد المصالحات و تنسيقه مع الجهات التنفيذية وإطلاعه بأدوار مجتمعية وإنسانية مشهودة لم يترك مجالا لخلاف حول فاعليته كلاعب أساسي في المجتمع . .