الخرطوم 11-3-2023 (سونا)- انطلقت اليوم بقاعة الصداقة بالخرطوم فعاليات المؤتمر العلمي الثاني والثلاثون لجمعية اختصاصيي الطب الباطن السودانية والذي يأتي تحت شعار (من اجل الارتقاء بالرعاية الصحية) في الفترة من 11-13 مارس الجاري. وقال وزير الصحة الاتحادي المكلف د. هيثم محمد إبراهيم خلال مخاطبته الجلسة للمؤتمر "لابد أن نمضي على الرغم من الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد حاليا" واضاف "نحتاج أن نستيقظ وبقليل من التكاتف والعمل الدؤوب نستطيع أن نمضي قدما".
واشار الى انه وعلى مستوى الرعاية الصحية حاليا هناك تحديات، وقال "كيف نرتقي وأين نحن للوصول بالخدمة وتغطية المجتمع"، منوها الى أن السودان به اكثر من 6 ألف مؤسسة، مستشفى ومركز صحي يعمل منها فقط ما نسبته 60% وذلك لأسباب عدة منها الأمنية والاقتصادية و تعطل الأجهزة وهجرة الكوادر. وقال هيثم إن العالم قضى على الكثير من الأمراض منها الملاريا، ولكنا لازلنا نعاني من حمى الضنك في السودان وأمراض الطفولة وهناك الأمراض التي تظهر حتى الآن في بعض المناطق. الى ذلك كشف وزير الصحة عن ظهور امراض بمناطق التعدين الاهلى وفقا لفرق التقصي الاولية مما يستدعى تعاون الجميع من خلال بناء البروتكولات و تطبيق البرتكولات العلاجية ، داعياً الى الإهتمام بالبحوث الصحية والتمويل والتوجيه السليم للموارد، مشددا على ضرورة العمل عبر المجالس الاستشارية باعتبارها هي البوابة التى توجه الدولة الى خدمة الصحة بوضع البروتكولات مشيرا الى أهمية حوكمة القطاع الصحي وولاية وزارة الصحة على الشان الصحي . وقال هيثم إن تخصص طب الباطن هو التخصص الأول والقائد للراية في الصحة وفي معالجة هذه الأمراض. وأضاف "نحتاج إلى إجراء البحوث بجانب الإستخدام الأمثل للموارد التوجيه السليم لها وفق رؤية عملية وكيفية انزالها أرض الواقع ومراجعة البروتوكولات وتحديثها". وأضاف عملنا بنظام لقيادة العمل في الوزارة للمساعدة والعمل عبر المجالس الإستشارية ولدينا 26 مجلس متخصص منها تخصص الباطنية وهذه المجالس تعتبر البوابة التي تضع البروتوكولات والخطط وتوجه التدريب وهي البوابة التي من خلالها تصدر الموجهات كذلك لدينا لجان عالية من الأساتذة بجانب المجلس المشترك لتنسيق الخدمات الصحية يضم الشرطة، الجيش، الأمن، التعليم العالي، والقطاع الخاص". وقال الوزير "اننا في حوجة إلى الحاكمية للصحة بالولايات وان الصحة شان قومي، وأن الأمن الصحي الوبائي والأمن الصحي الدوائي هو شان كبير وان الاوبئة لا تعرف حدود الولاية ولا حدود الدول". وأشار الي ضعف التمويل للصحة منوها الى تأثر التمويل الخارجي بالاوضاع السياسية التي تمر بها البلاد وقال "نريد أن نحسن تمويل الصحة ولكن لابد من الاستخدام الأمثل للموارد"، مؤكدا الحوجة لإصلاح النظام الصحي على مستوى الدولة وعلى مستوى التنمية والاستقرار في الولايات فضلا عن معالجة مشاكل الأطباء، والابقاء على نظم التدريب بالجامعات ومجلس التخصصات الطبية .
وقال "نعمل على تغطية الحوجة الفعلية والاستفادة من الكوادر السودانية بالخارج، بناء النظام الصحي، بناء القدرات عبر الاتفاقيات بين السودان والدول الأخرى والعمل على تشجيع التصنيع الداخلي والتصنيع التشاركي خاصة أدوية معالجة الامراض المزمنة".
وقال د.هيثم "نريد أن نمضي في أساسيات العلاج والمعالجات في السودان ومراجعة البرتكولات، والحوجة إلى البحوث التطبيقية والعمل وفق المعلومات الصحية بجانب العمل المشترك مع وزارة التعليم العالي، والتفاكر في آلية عمل مشتركة . من جانبه ترحم برفيسور عمر زايد رئيس جمعية الطب الباطن السودانية على الارواح الاطباء الذين فقدتهم البلاد بسبب جائحة كورونا. و قال زايد هناك حاجة إلى قيام آلية مشتركة مع وزارة الصحة الإتحادية لتطوير النظام الصحي في السودان، بجانب وضع نهج لاستبقاء الأطباء وَتمكينهم من تقديم خدمة للمجتمع، فضلا عن الحاجة الماسة لمشورة الشركات الدوائية خاصة المصناعة للأدوية وذلك بغرض تصنيع الادوية حسب الموجهات الحديثة . وقال برفيسور حمد الترابي رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر ان المؤتمر يناقش العديد من المشاكل التي تهم صحة المواطنين وتهم الاطباء في ممارستهم للمهنة وتدريبهم. وأضاف أن المؤتمر يناقش 45 ورقة علمية، 21 ورقة كملصقات بجانب أفراد جلسة خاصة للطلاب لتقديم، حيث قدمت لها 51 ورقة بحثية تم اختيار 9 منها وستكون هناك جوائز للبحوث الفائزة، كما أن المؤتمر سبقته عدد من ورش العمل حيث انتظمت اكثر من 12 ورشة علمية ناقشت فروع الطب الباطني المختلفة والعديد من المشاكل التي تسهم في ترقية الصحة. الجدير بالذكر أن الجمعية تأسست في عام 1966 وتعتبر الجمعية الام وبذلت جهود لتطوير التخصص فضلا عن مساهمتها في التدريب وبناء القدرات.