- أعلنت الحكومة الصومالية الفيدرالية مساء أمس السبت أنها بصدد تشكيل إدارة إقليمية مؤقتة تتكون من محافظتي هيران وشبيلي الوسطى، وتكون آخر حكومة إقليم سيتم تأسيسها بجنوبالصومال، ما عدا محافظة بنادر " مقديشو" والتي تتخذ ميزة خاصة يحددها الدستور الصومالي. وقد وقع اتفاقية تشكيل حكومة إقليم هيران وشبيلي الوسطى في فيلا صوماليا كل من عبد الفتاح حسن أفرح محافظ " هيران" وعلي غودلاوي محافظ " شبيلي الوسطى" وبحضور الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ومحمد عمر عرته نائب رئيس الوزراء الصومالي، ووزير الداخلية والفيدرالية عبد الرحمن حسين أدوا، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة في البلاد السيد نيكولاس كاي، والسفير الإماراتي في الجمهورية محمد أحمد عثمان الحمادي، ورئيس حكومة إقليم غلمدغ عبد الكريم حسين غوليد ، وأعضاء من مجلسي البرلمان والوزراء والاتحاد الأوربي، والإفريقي، ومنظمة " إيغاد" ، ومسؤولين آخرين ينحدورن من المحافظتين. ومن المقرر أن يبدأ مؤتمر تشكيل حكومة إقليم هيران وشبيلي الوسطى وفق الاتفاقية في الأول من شهر سبتمبر القادم حيث يجب إكمال هذا النظام الفيدرالي في غضون شهرين، ومن ثم التوجه إلى انتخاب الرئيس ونائبه في الأول من شهر ديسمبر من نهاية العام 2015 الجاري. وقال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود عقب التوقيع :" إن الاتفاقية المبرمة بين محافظتي هيران وشبيلي الوسطى القاضية بتشكيل حكومة إقليم مؤقتة أتت في الوقت المناسب حيث تكون هذه الإدارة آخر نظام فيدرالي سيتم إرساؤه " مضيفا أنه يثمن قرار شيوخ العشائر والمثقفين المنتمين إلى هذه الأقاليم حول المساهمة في تنمية البلاد عن طريق الأنظمة الإدارية وفق مبادئ الدستور الفيدرالي. وأشار شيخ محمود إلى أن الدولة الفيدرالية تقف عادة إلى حكومات الأقاليم الإدارية في البلاد والتي ترغب في الحصول على العدل والمساواة في ظل النظام الديمقراطي والذي تبنته الحكومة الصومالية الفيدرالية في أول تشكيلها عام 2012م. وأوضح الرئيس الصومالي أن المفاوضات بين الصوماليين والمصالحة الوطنية هي العمود الفقري لوحدة البلاد والشعب، ولذا فإن الحكومة الصومالية تشجع الأنظمة الإدارية الأخرى على تحسين الحكم الرشيد، وقيادة السكان نحو الاستقرار والتنمية. وأبلغ حسن شيخ المجتمع الدولي أن الصومال دخل في مرحلة جديدة من تأسيس إدارات إقليمية نابعة من صميم المواطنين حيث إن الأهمية بمكان إشراك رؤساء الأقاليم الإدارية في السياسية والتنمية و الاقتصاد بالإضافة إلى قضايا الأمن. وكانت الحكومة الصومالية الفيدرالي تعثرت في تشكيل حكومتي إقليمي جوبالاند، وجنوب الغرب، بيد أنها نجحت في تشكيل حكومة إقليم غلمدغ برئاسة عبد الكريم حسين غوليد التي مرت بمراحل الانقسام والتأزم ولكن سكان محافظات الوسطى تمكنوا في النهاية من ولادة إدارة إقليمية بدون عاصمة، إذ أن عاصمة حكومة إقليم غلمدغ وهي مدينة طوسمريب تسيطر عليها جماعة أهل السنة والجماعة. وترغب الحكومة الصومالية عند الحديث عن تشكيل حكومة إقليم هيران وشبيلي الوسطى في لعب نفس السينارنو في مدينة عادادو التي تشكلت فيها حكومة إقليم عبد الكريم حسين غوليد المكونة من محافظة ونصف في وسط البلاد. وتشكلت إلى الآن في الصومال أربع حكومات إقليمية باستثناء أرض الصومال التي أعلنت انفصالها عن باقي الجمهورية بداية تسعينات القرن الماضي، ثلاثة تم تأسيسها في ظل حكم الرئيس حسن شيخ محمود، وواحدة تعتبر أم النظام الفيدرالي، وهي حكومة إقليم بونتلاند التي تنتقد بشدة سياسية الحكومة الصومالية تجاه الدستور، والمصالحة، وإدارة السياسات نحو تأسيس الأنظمة الإدارية في جنوب ووسط البلاد. وعلى الرغم من أن زعماء وسياسيين في محافظات الوسطى أثاروا جدلا كبيرا عند تشكيل غلمدغ، إلا أن الأيام القادمة بالنسبة لإقليمي هيران وشبيلي الوسطى حبلى، والكثير من المراقبين والمتابعين سيرون النتيجة النهاية التي تحدد من يكون رئيس هاتين المحافظتين اللتين تتمتعان بالأراضي الزراعية.