أخي الكريم الأستاذ/ عبدالماجد عبدالحميد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد من يسقط قناة الجزيرة هكذا عنونت موضوعك في صدى الخبر ليوم الاثنين الموافق 25 أبريل 2011م في صحيفة آخر لحظة وعجبت حقاً أن يصدر مثل هذا التساؤل من رجل كان في يوم من الأيام مديراً لتحرير صحيفة بقامة الانتباهة مهما كان رأينا الشخصي في المواضيع التي تطرحها و لكن الإعلام- وأنت سيد العارفين- ما كان في يوم من الأيام محايداً ودونك الأمثلة أكثر من أن تحصى البي بي سي والسي إن إن وصوت أمريكا، حتى صوت العرب من القاهرة كان الهدف منها إعادة تشكيل العقل الجمعي العربي للاعتراف بقيادة مصر للأمة العربية بزعامة جمال عبدالناصر وعلى ذلك قس.. فالجزيرة مهما قيل في مدحها عند أول ولادتها وإنها رفعت سقف الحرية في الوطن العربي، وسعت كثير من الدول لمجاراتها بأن استنسخت قنوات على شاكلتها أو قريباً منها.. إلا أنها في النهاية هي مشروع إعلامي (قطري)، وقطري إن شئت (الطاء) بالفتح أو السكون، فالأمر سيان ولن يغير المعنى، ولهذا فهي ولا شك تخدم السياسة الخارجية لدولة قطر، فلا يعقل أن تصرف الدولة القطرية كل هذه الأموال دون هدف واضح، بل إن الدولة البريطانية بعد أن خرجت من هذا المضمار بتقليص الإنفاق على المحطة الإذاعية البي بي سي، عادت وأحيت قناتها الفضائية مع الفارق الكبير في كلفة التسيير بين الإذاعة والتلفزيون، كل ذلك لأن الإعلام في ظل السموات المفتوحة هذه صار هو الذي يشكل الرأي العام وغداً أحد أهم أدوات السياسة الخارجية.. ففرنسا التي كانت تتأفف من تحدث الإنجليزية، صارت لها قنوات تخاطب الناطقين بالإنجليزية، بل والعربية لاحقاً، وكل ذلك ليس من أجل سواد عيون من تخاطبهم، وإنما خدمة لأهدافها القريبة والبعيدة. وعليه فلا مجال لإعلام حر (مطلق الحرية)، هذا كذب وافتراء ولن يوجد في يوم من الأيام على وجه هذه البسيطة، لأن الناس خلقهم الله جل وعلا مختلفين متباينين، وهذا هو سر الحياة- التدافع- ولولا ذلك لفسدت الأرض كما قال ربنا في محكم تنزيله. إن قسر الناس وحصرهم وقهرهم ليكونوا صنفاً واحداً مستحيل، وإلا لما آمن البعض وكفر الآخر بمن أوجدهم من عدم وهيأ لهم أسباب الحياة، فإن لم تعجبك قناة الجزيرة أخي الكريم فدونك هذا الاختراع الرهيب (الريموت كنترول) فقط بكبسة زر يمكنك أن تنتقل من الجزيرة إلى العربية إلى الهندية إلى الأمريكية إلى لخليجية إلى السعودية.. إلى حيث شئت وأنت جالس في مقعدك. لك تحياتي محمد عثمان الأمين ثم كلمة الأخ محمد عثمان الأمين شكراً عميقاً على تعليقك الثر وإن اختلفنا أو اتفقنا في بعض النقاط.. فإن ذلك لا ينقص من قيمة قناة الجزيرة كمؤسسة إعلامية مؤثرة ورائدة كنا ولا نزال نريد لها أن تكون منبراً حقيقياً للرأي والرأي الآخر، أما أن تكون أداء طيعة لتنفيذ أجندة سياسية مشروعة لمن يدفع التمويل ويوفر الإقامة!! الوقت لم يمضِ في أن تعود القناة إلى مكانها في القمة قبل أن تسقط من حسابات الكثيرين وشخصي الضعيف منهم!! أخوك- عبد الماجد عبد الحميد