لم يجد خبر احتجاز القراصنة الصوماليين للسفينة التي تحمل معدات وتجهيزات فنية تخص شركة سكر النيل الأبيض، الاهتمام الذي يستحقه، حيث ضاع الخبر وسط زحام أخبار كثيرة محلياً ودولياً.. ورب ضارة نافعة.. فربما يكون اختفاء خبر كهذا من منصة وشاشة التناول الإعلامي، معيناً على ترتيب أمر فك أسر المعدات المعتقلة بمفاوضات وملاحقات بعيداً عن التصعيد الإعلامي الذي قد يرفع سقف الفدية المطلوبة بواسطة السماسرة والقراصنة المحتملين!! - هذه فرضية تخطيء أو تصيب لكنها لا تعفي من التذكير بأمر مهم على ظلال هذا الحدث.. ولأن الذكرى تنفع المؤمنين.. نقول لإدارة سكر النيل الأبيض إنها بحاجة إلى مراجعة طريقة ارتباطها وتواصلها ليس مع مجتمع ولاية النيل الأبيض وحسب، ولكن مع مجتمع السودان كله.. ثم العالم الخارجي من بعد.. تحدثت كثيراً من قبل مع الإخوة في إدارة المشروع حول فلسفتهم في فرض تعتيم إعلامي على مراحل الإنجاز في المشروع.. ليس سراً إذا قلنا إن عدداً كبيراً من الذين يعبرون المشروع جيئة وذهاباً لا يعرفون شيئاً عن حقيقة ما يجري على الأرض.. وليس سراً أن أبناء ولاية النيل الأبيض النخب والعامة منهم، لا يعرفون حجم الجهود التي بذلتها وتبذلها إدارة المشروع لصالح الناس هنا.. ولم تقدم إلى العلن تجربتها في تسوية النزاعات والخلافات التي شهدتها المراحل المختلفة لنزع وتسوية الأراضي.. وكل هذا جهد خارج نطاق التغطية لجهة تملك الإمكانات المالية والبشرية لفعل كل هذا وزيادة.. ولكنها لا تفعل أو لا تدري كيف تفعل.. ولعمري لم أرَ في عيوب الناس عيباً كعجز القادرين على التمام!! - لماذا لم يجد خبراً كهذا اهتماماً في الأوساط الشعبية والرسمية في ولاية النيل الأبيض خاصة.. والوسط السياسي والاقتصادي في البلاد عامة؟!.. سؤال يتطلب (حالة تأمل) خاصة تبحث وراء السبب بهدوء.. ذلك أن الانسحاب الوجداني الشعبي من الاهتمام والتعاطف.. بل ودعم أي مشروع اقتصادي أو اجتماعي، يفرض أسئلة تبقى علامات استفهامها قائمة لحين وضع النقاط على الحروف.. وفي حالة مشروع سكر النيل الأبيض لا تزال الصورة الكلية للمنافع المحتملة للمشروع والفوائد التي ستعود على إنسان المنطقة.. موضع (شك) أو قل (مشوبة بتشويش) بسبب أمثلة ماثلة في الولاية التي يعلو فيها جدل المطالبة بنصيب الولاية من عائد المشاريع القومية فيها وفي مقدمتها شركات السكر الحالية والمنتظرة!! - يقول أبناء النيل الأبيض وبالصوت العالي.. إنهم خارج منظومة إدارة هذا المشروع والذي يتم التوظيف له من خارج الولاية، بينما يتعذر على جيوش الخريجين من أبناء الولاية الحصول على وظيفة إلا عبر دهاليز الواسطة والحظ!! - هناك ملاحظات أخرى سنعرض لها غداً لنعلل معاً سبب غياب اهتمام إنسان الولاية بحدث كهذا.. سائلين الله أن يفك أسر السفينة لتدخل معدات المشروع الذي نأمل أن يكتمل في موعده المضروب.. حتى لا يلحق بالشعار الشهير (رفع المعاناة عن كاهل الجماهير!!).