لقد خاب الظن فينا وخاب الرجاء.. وصار الطير بلا أجنحة.. والمراكب بلا شراع .. والشمس بلا شعاع .. والقمر بلا ضياء.. لقد مات الصبر فينا وماتت الأشياء.. وصرنا بلا أغطية وبلا كبرياء.. فالشكر كل الشكر لثوارنا الأعزاء. هذا الجزء من آخر قصيدة كتبتها الى ثوارنا الأعزاء، حيث رأيت أن أبدأ بها مقالي اليوم، لأذكركم وأذكر نفسي بأن الأمة العربية استيقظت جميعها مع الوثبة التونسية والمصرية والليبية، وبأن مصر المحروسة بدأت تستعيد مجدها لقيادة هذه الأمة العظيمة، ولنغن جميعاً مع الفنانة شادية يا حبيبتي يا مصر. إن الدور المنوطة به مصر الثورة الآن، والذي يجب أن تلعبه جيداً بدأت به بطريقة فاجأت بها العالم، بل حتي المصريين أنفسهم أخذتهم القرارات الصائبة والحكيمة التي اتخذتها الحكومة المؤقتة في شأن العديد من القرارات المهمة، وكان قرار فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، هو الضربة السريعة التي قصمت ظهر البعير، وأفقدت الحكومة الإسرائيلية التفكير والتدبير، خاصة بعد أن صرح السيد نبيل العربي وزير خارجية مصر بأن معبر رفح سوف يتم فتحه بشكل كامل من أجل تخفيف الحصار، الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة، واصفاً إغلاق المعبر بأنه عمل مشين، وهذا يؤكد ما ذهبت اليه معظم الصحف العربية والعالمية بأن نظام حسني مبارك كانت له اليد الطولى في جميع ما جرى للفلسطينيين، ثم جاءت المصالحة الفلسطينية الفلسطينية التي تمت في القاهرة بين حركتي فتح وحماس وبقية الفصائل الفسلطينية الأخرى كضربة معلم استعاد قوته وجبروته، ولتؤكد بأن حكومة الثوار ولدت بأنيابها، بل وهناك أصوات مصرية معتبرة تدعو الى إعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد، وفي كل ما يختص بالأمور السيادية والاقتصادية المهمة، معترضين أشد الإعتراض في تلك الأسعار الخاصة التي منحتها الإتفاقية لاسرائيل في البترول والغاز المصري، وتتتابع مفاجآت حكومة الثوار لنجدها مستعدة استعداداً كاملاً لترتيب البيت المصري من الداخل، وإعادة تحسين علاقاتها مع كل دول العالم دون فرز أو تمويه، بما في ذلك جمهورية إيران الإسلامية. من هنا يجب أن نقف جميعاً كدول عربية وإسلامية مع الشقيقة مصر قبل أن تطلب منا ذلك، ونحاول أن نساعدها ونشد من أزرها في انفتاحها العالمي الجديد، الذي يعتبر انفتاحاً لكل العرب، ومن أهم ما تحتاج اليه مصر المحروسة الآن، هو دعم موقفها الإقتصادي الذي تأثر كثيراً بدون شك بعد ثورة 25 يناير 2011م، خاصة أن اسرائيل ستضغط على الولاياتالمتحدةالأمريكية بغرض وقف المساعدات الإقتصادية المخصصة لمصر، لذلك نأمل من الدول الخليجية أن تبادر بنفسها وتقف في صف واحد لحماية اقتصاد المحروسة مصر من الإنهيار، وذلك بالإلتزام الكامل بدفع المبالغ التي كانت مخصصة لها من قبل الولاياتالمتحدة الإمريكية، وهي ليست بالمبالغ الكبيرة التي تصعب على دول الخليج مجتمعة، علماً أن الاقتصاد المصري سيتعافى سريعاً، بل سريعاً جداً إن شاء الله، لأنه في الأصل كان منهوباً ومسطياً عليه بواسطة زمرة الرئيس السابق حسني مبارك، التي يتم محاكمتها الآن في محاكم الشعب وبسؤال بسيط جداٌ وهو: من أين لك هذا المال؟ وبهذه الطريقة البسيطة والسريعة في المحاكمة ستعاد جميع الحقوق والأموال المسروقة الي الشعب المصري العظيم بإذن الله.. ولنكن أكثر وضوحاً في طرحنا هذا، فإن الدول المعنية بمساعدة مصر هي المملكة العربية السعودية، والكويت، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر.. ونرجو أن تكون تلك المساعدات مقننة، ومن غير منٍ أو أذى، حتى تقف مصر المحروسة على أرجلها، وأهم ما نتمناه اليوم هو أن يقوم السودان بتخصيص مساحة معتبرة لزراعة القمح لتغطية الفجوة الغذائية، التي ستخلفها امتناع الولاياتالمتحدة من تصدير القمح الى مصر، ولكن يجب أن يتم تمويلها بواسطة الدول الخليجية المذكورة أعلاه، لتكون بديلاً عن المشروع الإقتصادي القديم، الذي ينادي بأن يكون السودان سلة غذاء للعالم، حيث إننا وبكل صراحة نريد أن يكون السودان سلة غذاء للعالم العربي والإسلامي كمرحلة أولى، ثم تمتد السلة فيما بعد لتشمل بقية الشعوب المقهورة في شتى أنحاء العالم. إن أهم ما يميز حكومة الثوار في مصر هي سرعة اتخاذ وتنفيذ القرارات المهمة، التي تتعلق بسمعة وسيادة مصر، لأنها تريد أن تقول للعالم، بل وتؤكد له أن هناك فعلاً تغييراً جذرياً في سياسات وتوجهات مصر المعلنة من قبل، ثم نجد من ناحية أخرى الإصرار القوي لحكومة الثوار المصرية بتقوية علاقاتها الخاصة مع السودان، ويجب ألاَّ ننسى بأن الرئيس المشير عمر أحمد البشير هو أول رئيس أجنبي يطأ أرض مصر بعد انتصار ثوارها وتكوين حكومتها، كما أن أول زيارة قامت بها حكومة الثوار بعد تشكيلها كانت للسودان، وفي هذا أكبر المعاني وأروع الدلالات في تفسير المغزى الحقيقي لما يحصل الآن من تقارب بين السودان ومصر..أيها الأخوة فلنقل معاً مرحباً بمصر لقيادة أمتنا العربية وذلك بما تملكه من إمكانيات اقتصادية وبشرية وكوادر فنية، بالإضافة الى الخبرة الدولية، ودعونا نقف معها في خندق واحد نشد من أزرها طالما وقفت لخير أمتنا العربية والإسلامية.