القراء الأعزاء: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أسعد الله صباحكم هذا بكل خير وتوفيق إن شاء الله.. أول مواضيعنا لهذا العدد بإذن الله: للمسن مكانة متميزة في مجتمعنا المسلم، فقد يكون هذا المسن «الوالد، الوالدة، الجد، الجدة، الخال، الجار المسلم أو غير المسلم.. إلخ». فنحن جميعنا نكن لهم كل حب وتقدير واحترام لما يمتازون به من وقار وحلم وحنان.. إلخ. - من واجبهم علينا هو توفير الرعاية لهم عند سن الشيخوخة وكلنا يعلم أن مرحلة الشيخوخة هي مرحلة زمنية من مراحل العمر المتتابعة يصل إليها الإنسان بعد سن الخامسة والستين، فهي عملية حيوية طبيعية تتأثر بعوامل كثيرة مما جعل الرعاية المبكرة التي تقي من أمراض الشيخوخة المستقبلية واجبة: - هناك عوامل قد تؤثر سلباً وتجعل الشيخوخة مبكرة مثل: 1. عدم الاهتمام بالتغذية الجيدة. 2. عدم ممارسة الرياضة. 3. التدخين وشرب الكحوليات. 4. التعرض المباشر وبكثرة لأشعة الشمس الحارقة «العمل الشاق». ü هنالك العديد من التغيرات التي يتعرض لها الإنسان مع تقدم العمر مثل: 1. التغيرات الخارجية: مثل إصابة الشعر بالشيب، ضعف في القوة الانقباضية، ضعف في التوافق العضلي والعصبي، ترهل الجلد.. إلخ. 2. التغيرات الداخلية: فمثلاً في الجهاز الحركي: قلة كثافة العظام وزيادة فرص ترقق العظام. 3. الجهاز الهضمي: قلة حركة الأمعاء وحدوث الإمساك. 4. الجهاز البولي: فقدان وحدة تركيب الكُلى تدريجياً وانخفاض معدلات الترشيح مما ينتج عنه احتباس السوائل داخل الجسم وعدم تنقية الجسم من السموم والمواد الضارة. 5. قلة حساسية الخلايا للأنسولين مما يزيد احتمال الإصابة بالسكري. 6. القلب والأوعية الدموية: عدم القدرة على ممارسة النشاط واحتمال المجهود وعدم انتظام ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم. 7. ضعف جهاز المناعة مما يؤدي إلى سهولة الإصابة بنزلات البرد والالتهاب الرئوي. 8. ضعف وظائف الرئة الحيوية والتنفسية وصعوبة عملية النفخ. 9. عدم ضبط التوازن أثناء المشي، وعدم الإحساس بالأرض. 10. الإصابة بالمياه البيضاء في العين وضعف القدرة على القراءة نتيجة العتامة في عدسة العين وصلابتها. 11. تحلل القوقعة في الأذن مما يؤدي لضعف السمع، وخاصة الأصوات العالية. 12. زيادة اضطراب درجة الوعي نتيجة لفقدان بعض الخلايا العصبية. { التغيرات العقلية في سن الشيخوخة 1. الشخصية: حيث تظهر على المسن بعض التغيرات في الشخصية مثل فقدان الثقة وقد يهمل في مظهره تعبيراً على الانسحاب من الحياة وعدم السيطرة على المشاعر والضوابط السلوكية. 2. التفكير: يتحول إلى نمط تفكيري بطيء وعدم التعجل في اتخاذ القرارات. 3. الذاكرة: النسيان من الصفات الأساسية لدى المسن وخاصة الذاكرة القريبة، أما البعيدة وسبحان الله تبدو ملتصقة لدى المسن. 4. العواطف: إن الإنسان في هذه المرحلة يكون محتاجاً إلى الإحساس بالأمان المادي والمعنوي، وإلى المشاركة والإحساس بالأهمية، وذلك بسبب فقدانه لعمله أو شريك العمر أو أولاده أو الأقارب أو الأخوان.. الخ. { المشاكل التي يمكن أن يتعرض لها المسن وكيف نتفاداها: - لا شك أن رعاية المسنين هي مسؤولية مشتركة بين أفراد المجتمع والإنسان في مرحلة الشيخوخة وهي مظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام قال تعالى: «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً» صدق الله العظيم. - ومن أهم المشاكل الصعوبات التي تواجه المسنين: 1. ضعف حاسة الإبصار: فيجب مساعدتهم وذلك بالعناية الطبية الخاصة عند اختصاصي أمراض العيون ومتابعتهم اللصيقة حتى يتجنبوا مشاكل الطرقات والحفر. 2. ضعف حاسة السمع: أيضاً الكشف الدوري عند الطبيب المختص والتحدث معه بصوت مسموع. 3. ضعف العظام وسهولة كسرها: يجب أن تكون غرفة المسن بالطابق الأرضي وتجنيبه العتبات بين الغرف والسلالم والأماكن المرتفعة «يجب أن يسير على أرضية مستوية». 4. مشكلة الأرق الليلي: ويمكن تفاديها بتشجيعه بالقيام بالنشاطات الرياضية وخاصة المشي ومحاولة تقليل نوم النهار «مجالسته والحديث معه أثناء النهار» والتغذية الجيدة. 5. الاهتمام بالنظافة الشخصية والعامة: من المشاكل التي تواجه المسن عدم التحكم في الإخراج ويمكن هنا تدريبه على الذهاب للحمام لقضاء الحاجة من فترة لأخرى، وإذا كان طريح الفراش يجب أن نهتم به نحن بأنفسنا وتجنبه مشكلة قد تؤدي بحياته وهي تقرحات الفراش «قرح السرير» لذا يجب عدم تركه مبللاً بالبول والعرق.. ويجب تقليبه (3) كل ساعتين مع وضع البودرة المناسبة له ووضعه جالساً إذا أمكن الأمر، مع استخدام الحفاضات وأكياس البول. 6. اتباع كل أسلوب يمكن أن يحميه من شر الحوادث والإصابات. 7. الاهتمام بالجوانب النفسية والاجتماعية: فمثلاً السماح له بالاشتراك في الأسرة وذلك بإبداء الرأي والاشتراك في الأنشطة العائلية حتى يتجنب الملل ويحافظ على حيويته، ويمكن أيضاً أن تدبر لهم لقاءات مع أصدقائهم المسنين أيضاً حتى نمنحهم فرصة لتبادل الأفكار والذكريات. 8. العناية الطبية اللصيقة: وذلك بالكشف الدوري وعمل الفحوصات الدورية ومقابلة الطبيب لتقييم الحالة الصحية وإعطاء العلاج المناسب ومن أهم الأمراض لدى المسنين الدوار، السلس البولي، الزهايمر، أمراض القلب من جلطات وارتفاع في ضغط الدم وكذلك مرض السكري والجلطات الدماغية، وانخفاض نسبة السكر الحادة، والنزلات المعوية والشعبية، مرض باركسنون، سرطان البروستاتا.. إلخ. 9. العلاج الطبيعي والوظيفي: العلاج الطبيعي للمحافظة على العضلات والعلاج الوظيفي بممارسة أنشطة الحياة اليومية التي تتفق مع حالته وتعمل على رفع الروح المعنوية. 10. التغذية الجيدة وأخذ الفيتامينات اللازمة: وذلك بتناول الخضروات والفواكه والألياف لتجنب الإمساك الناتج عن قلة الحركة والإكثار من شرب السوائل لتجنب الجفاف وتناول الأطعمة سهلة الهضم والمطبوخة جيداً التي تقيه شر انتفاخ البطن والغازات. وأخيراً: عزيزي القاريء: لا تكره أحداً مهما أخطأ في حقك.. لا تقلق أبداً.. عش في بساطة مهما علا شأنك.. توقع خيراً مهما كثر البلاء.. اعط كثيراً ولو حرمت.. ابتسم ولو القلب يقطر دماً.. لا تقطع دعاءك لأخيك بظهر الغيب.. ومتّعكم الله بالصحة والعافية