تم تكليف راصد بيت الأسرار بعمل ما مرتبط بالهيئة العامة للمساحة في الخرطوم قريباً من القصر الجمهوري ، وقبل ان يدخل الراصد الى المساحة ، وقف - ومعه شعر رأسه القليل- مندهشاً ينظر نحو البوابة الشرقية للقصر وهي تنفتح لدخول الأستاذ محجوب فضل بدري السكرتير الصحفي السابق للسيد رئيس الجمهورية ، وأوشك الفضول على ان يقضي على راصد بيت الاسرار ، لأن الدخول من الباب الشرقي يعتبر دخولاً من منطقة عسكرية لقربه من الحرس الجمهوري ، وكان ذلك عند الساعة الواحدة ظهراً. دخل راصد بيت الاسرار الى المساحة وقضى مهمته لكنه لم يتزحزح من المنطقة الى ان ألمَّ بتفاصيل ما تم داخل القصر، وعرف من مصادره الخاصة ان دخول محجوب كان للقاء أحد مساعدي رئيس الجمهورية بالقصر بناء على طلب الاول.. وقد تم الامر بعيداً عن عيون الصحافة والفضوليين الا ان راصد بيت الاسرار كان بالمرصاد. فكر وقدر! الوساطات الظاهرة والخفية «تقع وتقوم» حسبما علم راصد بيت الأسرار لاصلاح ذات البين بين رئيسي تحرير، بعد القضية التي أخذت طريقها للمحاكم بسبب مقال كتبه أحد منسوبي الصحيفتين نال فيه من رئيس تحرير الصحيفة الأخرى بسب موقف الصحيفة من زعيم سياسي كان قد ذهب للعلاج من آلام في الأسنان.. ، رئيس التحرير المشكو قال إنه لم يقرأ ما كتبه الصحفي المثير للمشاكل ووصفه بأنه «خميرة عكننه».. وقد غاب المشكو ضدهما من الجلسة الأولى للنظر في القضية وتم إمهالهما فترة أخرى للمثول أمام القضاء. الوسطاء حسبما علم راصد بيت الأسرار الآن أخذوا يعزفون على وتر حساس هو الظروف والمستجدات التي تواجه الصحيفة مؤخراً ونقلوا ذلك للشاكي الذي لم يرد ب «نعم» أو «لا» بل قال لهم دعوني أفكر. نيولوك صحيفة عريقة توقفت سنين عدداً ثم عادت من جديد بذات الاسم الجذاب ، لكنها تتعثر وتقود المالك الناشر إلى أزمات مالية متتابعة.. الآن علم راصد بيت الأسرار أن هناك مفاوضات سرية بل غاية في السرية بين المالك الناشر وبين صحفي ومستشار كبير لشراء الاسم والشركة بعد تحويل الاسهم - خالية من الديون والمسئوليات القانونية - للصحفي والمستشار الكبير الذي يخطط لاصدار صحيفة بذات الاسم لكن ب «نيولوك» وطاقم تحريري جديد، وقد بدأ التفاوض، بالفعل مع عدد من كبار الكتاب والصحفيين ليكونوا من ركائز العمل الجديد.