حتى كتابة هذه السطور لم يجد جديد بساحة إنتخابات الإتحاد العام، بعد أن صرح السيد وزير الرياضة ..الأخ حاج ماجد سوار بتصريحات فهم منها عدم إستثناء الدكتور كمال شداد لخوض جولة الإنتخابات المقبلة بعد أن أستوفى كل فترته بمقعد رئيس الإتحاد العام ..ولا يوجد ما يشفع له بالمواصلة حقيقة لم أكن أتوقع غير إستثناء الدكتور شداد ..بل كنت موقنا بأن قرار إستثناء الرجل مسألة وقت ليس إلا ..وذلك لعدة أعتبارات أحتفظ بها لنفسي ..طالما أن القرار الصادر عكس ما توقعت وجاء مفاجئا على الأقل بالنسبة لشخصي ! قرار الوزير يستند على قوة القانون ..لا العواطف والمذكرات التي ترفع بتنسيق (إنتخابي) من قبل بعض الموالين لمجموعة الدكتور كمال شداد ..وصدقا إن قرار الإستثناء يضعف القانون كثيرا! وعندما وضع المشرع مادة منع إي إداري من العمل لأكثر من دوتين بالهيئات الرياضية ..كانت هناك حكمة من مشروعية هذه المادة.. فشكلها الأولى يعني منح الفرصة للتجديد وضخ أفكار جديدة عبر قيادات متكررة ..وعمقها يكمن في جوانب أخرى مثل منع الفساد بإطالة الجلوس على مقعد واحد لأكثر من ست سنوات! ومن يستند على أن الإتحادات الدولية من حولنا ترفض مثل هذه التشريعات ، بحجة تعارضها مع ديمقراطية الحركة الرياضية ..فالمسئولين بتلك الإتحادات هم من صاغ قوانين تتيح لهم الإستمرارية مدى الحياة..ولا أعتقد أنها ملزمة..بل هي تتعارض وقواعد الديمقراطية التي تفرض فتح المجال لتعدد الوجوه طالما أن هناك من يرغب في إسداء خدمات لغيره. ولا أعتقد ان ما ينطبق على الإتحادات من حولنا ..حتى وإن كان الإتحاد الدولي.. شريعة يجب تطبيقها ..وفرضها على الجميع، بل نجد أن إتحادنا بقيادة الدكتور كمال شداد قد وضعوا بعض القوانين واللوائح التي تتقاطع مع قوانين الإتحاد الدولي ولا تشبه أي قوانين بأي إتحاد وطني من حولنا ..فلماذا نتمسك بما يحفظ للرجل مقعده ..ونلقي ما تبقى وراء الظهور! وكما ذكر الصديق الأستاذ مزمل أبو القاسم بزاويته بالأمس ..فإن رئيس الجمهورية لا يتمتع بحرية الترشح لأكثر من دورتين ..وهو ما نص عليه دستور جمهورية السودان ..فكيف نطالب بإستثناء رئيس إتحاد الكرة! أما دعوة الأستاذ محمد الشيخ مدني ..بتجميد التفكير في الإنتخابات في الوقت الراهن ..هي أيضا دعوة غير منطقية ..وفيها تشكيك في الكفاءات السودانية ..وحصر الأمر على شداد وجماعته فقط! وبذات المنطق ..كان من المفترض أن تؤجل الإنتخابات العامة التي جرت مؤخرا بالسودان لحين الفراغ من قفل كل الملفات المفتوحة وعلى رأسها سلام دارفور ..والإستفتاء حول إنفصال الجنوب ..وما إلى ذلك من قضايا أهم بكثير من كرة القدم!! من ناحية أخرى ..نجد أنفسنا مساندين للقانون الذي يرفض للدكتور شداد الترشح مرة ثالثة بعد أن أكمل كل الفرص ..حتى لا تكون هناك عقدة تلازم الكرة السودانية إسمها عقدة شداد..حيث إكتملت القناعة لدى البعض أن الكرة السودانية ستموت إن غادرها الدكتور كمال شداد ..وهذا أمر غير منطقي! وقبل أن نختم المقال ..يجب أن نقر حقيقة واحدة ..وهي أن الدكتور كمال شداد رجل خبير ..ومنظر جيد ..يمكن أن يجلس بكرسي آخر غير كرسي رئاسة الإتحاد العام فربما كان هناك أفيد! في نقاط لا نملي على المجلس المريخي ما يتخذه من قرارت ..ولكن لنا حق رفض بعضها! كيف لمجلس المريخ الذي وجد الكثير من العقبات في زمان شداد أن يعلن الوقوف معه ويطالب بإستمراريته! وكيف فات على رئيس وأعضاء مجلس إدارة نادي المريخ أن نادي المريخ القائد يجب أن يحافظ على سيادة القانون وقوته مهما كانت المبررات! عندما تمنى الأخ جمال الوالي أن يجلس بكرسي نائب رئيس الإتحاد العام قلنا أنه حق طبيعي كفلته له حرية الأختيار طالما أن سيستقيل من رئاسة نادي المريخ! ولكن أن يأت المجلس المريخي ويتخذ قرارا بمساندة الدكتور كمال شداد ومجموعته ..فهذا ما يتعارض مع قناعتنا وقناعات بعض جماهير المريخ!